سقط أمس صاروخان جديدان مصدرهما الأراضي السورية على بلدة القصر اللبنانية الحدودية مع سورية، وذلك وسط توتر شديد تعيشه المنطقة مع اتهام حزب الله للمعارضة السورية بقصف هذه القرية الشيعية أمس الأول مما أدى الى مقتل شخصين. وكان «الجيش السوري الحر» المؤيد للانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد أعلن أمس الأول قصف مواقع لحزب الله داخل الأراضي السورية وخارجها في وقت تحدث ناشطون عن معارك عنيفة تقع بين الجانبين في منطقة القصير في ريف حمص.  

Ad

 وعقد رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس اجتماعاً ضم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وعدداً من الوزراء والعسكريين، لبحث الوضع الأمني في البلاد، خصوصاً القصف الذي تعرضت له بلدة القصر.

وأكدت الحكومة في بيان تلاه أبو فاعور أن «سلامة أي مواطن أو قرية لبنانية هي مسؤولية الدولة لبنانية، وأن أي اعتداء أو قصف من أي جهة اتى هو أمر مرفوض، وبالتالي فإن وزارة الخارجية ستقوم بكل الاجراءات والاتصالات اللازمة لضمان تحميل كل الأطراف مسؤوليتها وعدم تكرار هذه الاعتداءات، كما ان الجيش اللبناني والاجهزة الامنية قد باشرت اجراءاتها على الحدود والتي تكفل حماية المواطنين اللبنانيين والاراضي اللبنانية».

وأشار أبو فاعور  الى أنه «في موضوع النازحين السوريين الى لبنان فقد تم استعراض الخطوات الاغاثية والأمنية التي تقوم بها الوزارات اللبنانية المتعددة بالتعاون مع المنظمات الدولية مع تركيز خاص على جهد الخلية الامنية التي شكلت في وزارة الداخلية لضمان عدم حصول اي اعتداءات أو حوادث امنية من النازحين او ضدهم». كما أعلن أبو فاعور «إرسال مذكرة احتجاج للجامعة العربية بكل الخروقات السورية».

الى ذلك، أبلغ الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي المسؤول عن العلاقات الدولية في «حزب الله» عمار الموسوي أمس قلق المنظمة الدولية لما يجري على الحدود اللبنانية – السورية.

«حملة مارونية»

إلى ذلك، شنت مؤسسات وشخصيات مارونية أمس حملة على مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو لانتقاده المواقف السياسية لبطريرك الموارنة بشارة الراعي واعتباره أن هذه المواقف لا تصب في مصلحة السلم الأهلي.

ورفض المجلس التنفيذي للرابطة المارونية في بيان «مضمون» تصريحات الجوزو، وشدد المجلس على أن «مواقف البطريرك الراعي لم تكن يوما إلا خدمة للبنان وشعبه»، داعيا الجوزو إلى «إعادة النظر في ما أدلى به». بدوره، أشار عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب نعمة الله أبي نصر الى أن «الجوزو شعر أن (امام مسجد بلال بن رباح الشيخ)أحمد الأسير خطف منه وهج التطرّف والشعبية، فوجد أنّ أفضل السبل للبروز الإعلامي هو التهجّم على البطريرك الماروني لكنّه أخطأ العنوان»، داعياً الجوزو الى «مراجعة حساباته والتزام حدود اللياقة والاحترام».

وقال رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبده أبو كسم: «أتمنى على سماحة المفتي ان يعيد قراءته لمواقف البطريرك الراعي المنطلقة من شعار الشركة والمحبة»، زاعماً أن «الراعي لا يمكن ان يأخذ طرفا بين هذا وذاك».