«حزب الله» يقامر بكل شيء: نفوز مع الأسد أو نخسر معه

نشر في 29-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 29-09-2013 | 00:01
• الحزب بات موجوداً في كل المناطق السورية... وأسندت إليه مسؤولية مناطق جغرافية ومنشآت أمنية
• قرار الانخراط في المعركة إيراني... وطهران تدفع 700 مليون دولار في الشهر لسداد تكاليف القتال
يلقي هذا التقرير الذي أعدته «رويترز» الضوء على تدخل حزب الله اللبناني في الحرب السورية، ويشير بشكل خاص إلى تبعات قرار الحزب المشاركة في هذه الحرب، والكلفة السياسية والمادية التي تكبدها حتى الآن، كما يساهم في كشف بعض التفاصيل المكتومة عن طريقة تعاطي الحزب مع الملف السوري. 

الصورة التي التقطت في طهران للزعيم الإيراني الأعلى آية الله على خامنئي والسيد نصرالله الأمين العام لحزب الله الشيعي اللبناني هي تسجيل نادر للقاء الزعيمين الدينيين خلال زيارة في أبريل أحيطت بالتكتم قام بها زعيم حزب الله لحلفائه الذين ينتمي إليهم عقائديا ويساندونه ماليا.

وتسجل الصورة نقطة تحول في الحرب الأهلية السورية والصراع الأوسع نطاقا بين السنة والشيعة في المنطقة. فقد كانت تلك، حسبما يقول دبلوماسيون، هي اللحظة التي أعلنت فيها إيران رغبتها في انضمام حزب الله إلى المعركة من أجل إنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد. وقد كان الأسد وطائفته العلوية الشيعية آنذاك يتراجعان أمام تقدم المعارضة المسلحة التي يقودها السنة.

وخلال أيام من عودة نصرالله إلى لبنان ألقى خطابا من خلال التلفزيون أوضح فيه أن حزب الله سيقاتل إلى جانب الأسد لمنع سقوط سورية «في أيدي» الجهاديين المتشددين السلفيين والولايات المتحدة وإسرائيل قائلا إن بقاء الشيعة عرضة للخطر.

وبعد ذلك بقليل دخل مقاتلون من حزب الله سورية بعد أن ظل الحزب حتى ذلك الحين بمنأى عن الحرب الأهلية هناك إلى حد بعيد. وفي يونيو ساعدوا قوات الأسد على استعادة بلدة القصير الاستراتيجية ومناطق أخرى، وهو ما حول دفة الحرب في مصلحة الأسد.

 

أربعة آلاف مقاتل 

 

وأبلغ مسؤولون أمنيون في المنطقة «رويترز» بأن في سورية الآن ما بين ألفين وأربعة آلاف من المقاتلين والخبراء وأفراد الاحتياط التابعين لحزب الله. وقال مسؤول أمني لبناني إن قيادة مركزية في إيران يقودها الحرس الثوري توجه عمليات حزب الله في سورية بالتنسيق الوثيق مع السلطات السورية. وقال مصدر آخر إن حزب الله لديه في سورية «فرق اغتيال» مدربة تدريبا عاليا مهمتها اغتيال القادة العسكريين بين المقاتلين من الجيش الحر والمقاتلين من الموالين للقاعدة.

وامتنع حزب الله عن التعليق على هذا التقرير بخصوص تدخله في سورية. وكان نصرالله قال من قبل إن من الضروري لحزب الله أن يحارب المتشددين التكفيريين (السنة) المتحالفين مع القاعدة.

ولم يرد المسؤولون في إيران على طلبات التعليق. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم الأسبوع الماضي إن إيران ليس لها أي وجود عسكري رسمي في سورية، لكنها تقدم مساعدة إنسانية. وكان قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري قال في سبتمبر الماضي إن بعض أعضاء قوة القدس وهي وحدة إيرانية من القوات الخاصة موجودون في سورية، لكن ذلك لا يمثل «وجودا عسكريا».

 

تداعيات ومعارضون 

 

ولدور حزب الله في سورية تداعيات لا في الداخل اللبناني فحسب بل في شتى أنحاء المنطقة. فإذا فاز الأسد فسينمو نفوذ إيران على شواطئ البحر المتوسط، وإذا خسر فمن المرجح أن يلحق الضرر بنفوذ إيران وحزب الله. وتمثل المعركة بالنسبة إلى بعض أعضاء حزب الله صراعا يخص الوجود نفسه.

وعلمت «رويترز» أن بضعة أصوات داخل حزب الله الذي تعتبره الولايات المتحدة وأوروبا منظمة إرهابية عارضت التدخل في الحرب في سورية. وأبدى اثنان من الأعضاء البارزين خشيتهما من أن يجر التدخل حزب الله والطائفة الشيعية إلى مستنقع، وتساءلا أين سينتهي تدخل الحزب بعد القصير.

وقال الشيخ صبحي الطفيلي الذي كان زعيما لحزب الله من عام 1989 إلى عام 1991 إن قرار التدخل كان في يد جمهورية إيران الإسلامية تماما. وأضاف الطفيلي الذي اختلف مع إيران وحزب الله وخرج من الحزب متحدثا إلى «رويترز» في بيته في سهل البقاع الشرقي قرب الحدود السورية، إنه كان الأمين العام للحزب ويعرف أن القرار إيراني، وأن البديل كان خوض مواجهة مع الإيرانيين. وتابع أنه يعرف أن اللبنانيين في حزب الله والسيد حسن نصرالله غير مقتنعين بهذه الحرب.

وتتردد مثل هذه الشكوك في شتى أنحاء الشرق الأوسط. فالجماعات ورجال الدين والطوائف الشيعية في أماكن مثل العراق يجدون صعوبة في حسم الموقف من تأييد الأسد، لكن الأصوات المنتقدة قوبلت بالتجاهل وأسكتت في نهاية الأمر. وقال مسؤول امني لبناني طلب مثل أغلب من تحدثت معهم «رويترز» لإعداد هذا التقرير عدم الكشف عن اسمه «حتى لو كان لديه (حزب الله) حكماؤه فقرار (القتال في سورية) ليس قرارهم. القرار لمن أنشأوه وأسسوه. وهم ملزمون باتباع أوامر إيران.»

ولخص سياسي لبناني الأمر بقوله «نصرالله لن يقول لا لمن أعطاه 30 مليار دولار على مدى 30 سنة.»

 

قوة ضاربة

 

نشأت فكرة حزب الله شبه العسكرية أصلا في السفارة الإيرانية في دمشق عام 1982. وكان هدفها الرئيسي هو محاربة القوات الإسرائيلية التي غزت لبنان ذلك العام.

وعرفت بالتفجيرات الانتحارية وحوادث خطف جنود إسرائيليين وأجانب من جنسيات أميركية وبريطانية وفرنسية وكذلك الطائرات في قتالها لدفع إسرائيل إلى العودة إلى حدودها مع لبنان، كما ساهمت في طرد القوات الأميركية والأوروبية من بيروت بعد الغزو الإسرائيلي وخلال حرب إيران مع العراق الذي سلحه الغرب وسانده.

 

مقاول 

 

وأصبح حزب الله بمثابة مقاول من الباطن يدعم المصالح الاستراتيجية لمموليه الإيرانيين مشكلا جبهة عسكرية مع سورية وإيران ضد إسرائيل والولايات المتحدة. وعلى الصعيد الداخلي قاد نهوض الشيعة اللبنانيين وتحولهم من طائفة تمثل طبقة أدنى إلى أقوى طائفة في البلاد من بعض الزوايا.

وأفاد خبراء إقليميون بأن قواته شبه العسكرية باتت الآن أقوى من الجيش اللبناني بل وبعض الجيوش العربية. ويقول مسؤولون أمنيون ودبلوماسيون إن لديه قوة ضاربة دربتها إيران تضم زهاء سبعة آلاف فرد بالإضافة الى نحو 20 ألفا من أفراد الاحتياط.

وكان لما يتمتع به مقاتلو حزب الله من انضباط وتدريب نتائج مثمرة في سورية وخصوصا في يونيو عندما استعاد نظام الأسد بلدة القصير التي تبعد قرابة عشرة كيلومترات من الحدود اللبنانية. وقال مسؤول أمني إقليمي «(معركة) القصير كانت من حيث الأساس عملية لحزب الله. من التخطيط إلى التعامل مع أنظمة الأسلحة الأساسية. ما نفهمه هو أن أطقم حزب الله كانت تتولى حتى تشغيل الدبابات السورية من طرازي تي-55 وتي-54 هناك، وكذلك كل أنظمة المدفعية المهمة والصواريخ المضادة للدبابات إلى آخره».

 

تعزيز الانتشار 

 

وقال مصدر أمني إقليمي طلب عدم الكشف عن اسمه إن حزب الله وسع منذ ذلك الحين انتشاره في سورية، ليشمل كل منطقة فيها مقاتلون للمعارضة.

وعزز حزب الله وجوده في شتى أنحاء العاصمة دمشق والمناطق الحدودية ومدينة حمص ذات الوضع الاستراتيجي على الطريق بين دمشق ومناطق الأقلية العلوية في الجبال المطلة على البحر المتوسط.

ومهمته الأساسية هي منع مجموعات المعارضة المسلحة وخصوصا الجهاديين السنة المرتبطين بالقاعدة مثل جبهة النصرة من دخول وسط العاصمة.

وقال مراقب عسكري: «إنها الآن في سورية معركة بين حزب الله (الشيعي) وجبهة النصرة وغيرها من الجهاديين (السنة).»

وقال المصدر الأمني الإقليمي: «في هذه الأماكن يتحصن حزب الله في مواقع ثابتة، لأنه يدرك أن القتال سيطول وسيشكل مصيره في لبنان. وتحركاته تتم بتنسيق كامل مع الجيش السوري، ويزوده خبراء إيرانيون بالمساعدة العسكرية والتقنية.»

وأضاف المصدر أن حزب الله يغرس أيضا جذورا في بصرى الشام جنوبي دمشق وفي أماكن أخرى على الجانب السوري من مرتفعات الجولان، وهي هضبة استراتيجية في جنوب غرب سورية تحتلها إسرائيل. ويريد حزب الله منع إرسال أسلحة من لبنان إلى مقاتلي المعارضة المسلحة في سورية ومنع المقاتلين من الحركة في الاتجاه المعاكس. ولتحقيق هذه الغاية يقول المصدر الأمني الإقليمي إن الحزب ينصب كمائن ويزرع ألغاما على طرق عبور الحدود.

وتابع المصدر: «كان انتشار حزب الله في سورية يتركز في الماضي على حماية الشيعة، أما الآن فهو في كل مكان فيه قتال مع المعارضة المسلحة».

وقال المصدر نفسه إن مقاتلي حزب الله هم المدربون الأساسيون للميليشيات السورية التي تمثل أشد القوات ولاء للأسد. وأضاف «لدى حزب الله أيضا فرق اغتيال، وهي وحدات سرية منتقاة من بين أفضل مقاتليه ودربها الإيرانيون، ومهمتها هي اغتيال زعماء المعارضة وقادة الجيش السوري الحر السنة في دمشق وحلب».

وقال المصدر إن حزب الله يستخدم بالإضافة إلى أسلحته العادية أسلحة جديدة ورد أغلبها من إيران حيث تنقل جوا إلى دمشق أو بيروت. وتلقى حزب الله أيضا أسلحة من الجيش السوري من بينها باثقات لهب.

وأضاف المصدر أن الأسلحة تنقل من لبنان إلى سورية بوتيرة عالية ودون صعوبة تذكر نظرا للسيطرة التي يمارسها النظام السوري وحزب الله على المعابر الحدودية.

 

غرفة عمليات 

 

ويدير الحرس الثوري الايراني وقوة القدس والقيادة العليا للجيش السوري غرفة عمليات لتنسيق عمليات الجيش السوري وحزب الله. ومضى المصدر قائلا إن غرفة العمليات كانت مسؤولة في البداية عن انتشار مقاتلي حزب الله في سورية في عمليات محددة، لكن أخيرا «أسندت إلى حزب الله المسؤولية عن مناطق جغرافية وكذلك عن منشآت أمنية.»

 

قاعدة آمنة

 

وتدعم شبكة حزب الله من المصالح السياسية والتجارية في لبنان مقاتليه في سورية. وللحزب الآن 12 مقعدا في البرلمان اللبناني ووزيران في حكومة تسيير الأعمال الحالية ومحطة إذاعة وقناة تلفزيونية فضائية وشبكة اجتماعية توفر كل شيء من الصحة والتعليم إلى معاشات التقاعد والإسكان.

وتقول مصادر سياسية وأمنية لبنانية إن الحزب بالإضافة إلى اختراقه للجيش والقوى الأمنية يزرع حلفاء في كل وزارة مهمة أو هيئة حكومية أو منشأة مملوكة للدولة والمؤسسات الأساسية.

 

ميناء خاص 

 

وأفاد مصدران أمنيان لبنانيان بأن لحزب الله في ميناء بيروت مرسى خاصا به. وقالت المصادر الأمنية والسياسية إن التجار الشيعة المرتبطين بحزب الله يجلبون شحناتهم من خلال هذا المرسى لتفادي دفع رسوم جمركية ويبيعونها بأسعار أقل من أسعار منافسيهم، ويتبرعون ببعض الأرباح للحزب.

 

استثمارات 

 

وبالإضافة إلى ذلك لحزب الله استثمارات في لبنان والخارج من بينها مشروعات في مجالات التشييد والمتاجر المتنوعة ومحطات الوقود والصناعة. وقال سياسي لبناني: «لديهم عمليات غسل الأموال الخاصة بهم. فهم يضفون الشرعية على الأموال المتحصل عليها بطرق غير رسمية من خلال أعمال تجارية عالية الربح، وشركات واجهة مثل الشركات العقارية ومتاجر الهواتف المحمولة وشركات ادارة خدمات ساحات انتظار السيارات والمؤسسات الدينية».

وقال ماتيو ليفيت وهو مسؤول سابق في وزارة الخزانة الأميركية وباحث في معهد واشنطن ومؤلف كتاب في طريقه إلى النشر عنوانه «حزب الله: البصمات العالمية لجماعة حزب الله اللبنانية»، إن الحزب متورط في مجموعة واسعة من الأنشطة غير المشروعة من تزييف العملة وتزوير الوثائق والسلع إلى الاحتيال ببطاقات الائتمان وغسل الأموال وتهريب السلاح والاتجار في المخدرات. وعلق أحد المحققين ساخرا بأن حزب الله يشبه إحدى عائلات المافيا الكبيرة لكنها مفرطة النشاط. وينفي حزب الله باستمرار مثل هذه المزاعم.

وعلى الصعيد السياسي يمسك حزب الله بمفتاح النجاح والفشل بالنسبة إلى تمام سلام السياسي السني الذي أسندت إليه في إبريل مهمة تشكيل حكومة جديدة في لبنان. ويتمتع الحزب بحق إبطال كل القرارات السياسية، وهي سلطة حصل عليها بعد أزمة طويلة بينه وبين الحكومة التي يقودها السنة بدأت بعد الحرب مع إسرائيل عام 2006.

وقال دبلوماسي غربي: «إذا كان حزب الله يريد تشكيل حكومة فستشكل، وإذا كان لا يريد فلن تشكل، فهو أكبر قوة في الساحة، وهو أقوى من الدولة».

وبدأت هيمنة حزب الله المتنامية في لبنان بعد حادث الاغتيال الذي كان  ضحيته في عام 2005 رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وهو ملياردير سني استخدم المال والنفوذ والعلاقات الدولية لكسب التأييد بين شتى طوائف المجتمع اللبناني المنقسم.

واغتيل الحريري الذي كانت تربطه صلات وثيقة بالسعودية والغرب في انفجار شاحنة ملغومة في بيروت رأى فيه محققو الأمم المتحدة علامات تشير إلى أنه من تدبير سورية، ووجهت بعد ذلك اتهامات رسمية إلى أربعة من أعضاء حزب الله بالتورط فيه. ولم يلق القبض على أي منهم. وينفي الحزب أي دور له في الحادث.

وأثار اغتيال الحريري استنكارا دوليا أجبر سورية حليفة حزب الله على وضع نهاية لوجودها العسكري الذي استمر 29 عاما في لبنان. لكنه أزال أيضا من الساحة الرجل الوحيد الذي كان بمقدوره أن يتحدى هيمنة حزب الله.

وقال الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله إنه لو كان الحريري لايزال حيا لحاز الأغلبية في الحكومة، ولكان وضع حزب الله صعبا.

وقال المسؤول الأمني اللبناني ان الحريري قتل بموجب خطة مشتركة إيرانية سورية نفذها عناصر من حزب الله دون علم نصرالله.

وقد أبدى حزب الله عدم استعداده للتساهل مع أقل تهديد. فعندما احتج شيعة عزل في يونيو أمام السفارة الإيرانية في بيروت على تدخل إيران عسكريا في سورية، هاجم مسلحون من حزب الله يرتدون ملابس سوداء ويحملون مسدسات الحشد فقتلوا أحد المحتجين.

 

تفجيرات انتقامية

 

وتمثل سورية مخاطر أوسع. فقد حاول حزب الله بقيادة نصرالله في البداية الحفاظ على توازن بين دوره في لبنان وطموحاته كطليعة إسلامية لإيران في المنطقة. ووضع التدخل في سورية حدا لهذا الالتباس بوضعه حزب الله على الخط الأمامي لجبهة الصراع الإقليمي بين القوى العربية السنية التي يدعمها الغرب وبين إيران الشيعية.

وتهدد الفوضى بإطلاق مارد الطائفية من عقاله من بيروت إلى بغداد. وقد بدأت بالفعل الأعمال الانتقامية التي تستهدف حزب الله. ففي مايو أطلقت صواريخ على الضواحي الجنوبية لبيروت التي يسيطر عليها حزب الله، ثم شهد لبنان منذ ذلك الحين انفجار عدة سيارات ملغومة.

وقال أحد رموز المعارضة السنية: «دخل حزب الله صراعا سنيا شيعيا معلنا الجهاد، ومن ثم عليه أن يتوقع الجهاد المضاد في المقابل.»

وقال الشيخ الطفيلي الزعيم السابق لحزب الله إن تدخل الحزب في سورية خطأ قاتل في الحسابات. وأضاف أن الصراع يتحول إلى حرب طائفية بالوكالة لن تكسبها الأقلية الشيعية (في المنطقة) أبدا.

ومضى يقول إنه كان يعتقد حتى الآونة الأخيرة أن المقاومة المسلحة لإسرائيل هي الأولوية القصوى والهدف الأسمى. واستطرد قائلا إنه ينبغي لمن يسعون لتحصين المقاومة ألا يجروها إلى حرب بين السنة والشيعة، فهذا صراع مهلك للجميع.

 

إنفاق المليارات

 

وتفرض الحرب تكاليف باهظة على حزب الله وإيران التي تخضع بالفعل لعقوبات دولية معوقة بسبب طموحاتها النووية.

وقال مسؤول أمني إقليمي مطلع على تقديرات المخابرات الحالية، إن دخل حزب الله السنوي يتراوح بين 800 مليون ومليار دولار ويحصل من إيران على ما يتراوح بين 70 و90 في المئة من هذا الدخل، ويتوقف المبلغ على عوامل من بينها سعر النفط. وقال المصدر إن الجزء الباقي من دخل الحزب يتحقق عن طريق تبرعات الشيعة الأفراد «والإتاوات والحماية مقابل المال».

وبالإضافة إلى تكاليف التدخل في سورية يدفع حزب الله مرتبات ما بين 60 ألف شخص و80 ألفاً يعملون في الأنشطة الخيرية والمدارس والعيادات وغيرها من المؤسسات التابعة له، بالإضافة الى جهازه العسكري والأمني.

وقالت مصادر أمنية أخرى، إن حزب الله يتلقى الآن أموالا إضافية مخصصة للحرب السورية. 

وقال مسؤول أمني لبناني كبير: «سورية تستهلك احتياطيات إيران، إذ تدفع الجمهورية الإسلامية ما بين 600 و700 مليون دولار في الشهر (لسداد تكاليف القتال في سورية فحسب).» ولم يتسن التأكد من هذه الأرقام.

والتكلفة ليست مالية فحسب. فقد أضر تدخل حزب الله في سورية بما يحظى به من تأييد في الداخل. وقال علي الأمين وهو كاتب صحفي وناقد شيعي إنه ما من قرية واحدة في الجنوب لم تفقد أحد ابنائها في سورية.

ومع ذلك فمازال معظم الشيعة اللبنانيين يؤيدون حزب الله. وقال الأمين إن قطاعا ضخما من المجتمع يحتشد وراء حزب الله، لأنهم يعتبرون علاقتهم به وجودية ويقولون: «نحن معه سواء ذهب إلى الجحيم أم الجنة.»

(بيروت - رويترز)

back to top