إلى بلد يعتبر اليوم القطب الأوحد في هذا العالم، هاجر ذلك الرجل الكيني الأصل في منتصف القرن الماضي، أي أنه لم يكن "أصيلاً" حيث كانت هجرته واستيطانه لموطنه الجديد بعد سنة  ١٩٢٠! وقد تزامنت هجرة "حسين أوباما" مع صرخات "مارتن لوثر كينغ" التي كانت تدوي في مجتمع يرفع شعارات العدالة والمساواة إلا أنه على النقيض، كان يتعامل بتمييز عنصري بغيض. فلم يحلم حينها وهو يستمع إلى مقولة مارتن الشهيرة "I have a dearm"، أن ابنه "أوباما" سيصنع المستحيل ويتربع على كرسي الرئاسة في المكتب البيضاوي ليكون أول رئيس أميركي أسود!

Ad

مؤلمة جداً ومخيفة تلك الكلمات التي استمعنا إليها أخيرا في الڤيديو المنسوب إلى الشيخة فريحة الأحمد التي وصفت فيه من نزلوا إلى الشارع في المسيرات الأخيرة بأصحاب أجندات خارجية وداخلية ومزدوجين و"لفو" وغير ذلك من صفات، ولست هنا بصدد تأكيد أو نفي تلك الاتهامات عن هؤلاء، فكما يقول البعض "الشيوخ أبخص"، ولكني أتساءل:

إذا كان بيننا مزدوجون، فمن يا ترى تلك الجهة المتنفذة التي قامت بانتهاك الدستور وسمحت لهم بالازدواجية؟!

وإن كنا نخالط أصحاب أجندات داخلية وخارجية، فأين المؤسسات الأمنية الفذة من أولئك الذين يسعون إلى هدم أركان البلد والإخلال بأمنه؟!

وإن كان بيننا "لفُو" فمن بحق السماء ذلك الذي "لفّاهم" وسمح لهم أن يعيثوا في الأرض فساداً؟!

في المقابل، مقرفة جداً بل مقززة تصرفات أولئك الذين أرادوا النيل من صاحبة التصريح، عندما أعادوا نشر خبر افتتاحها لحسينية في منطقة القصور أُطلق عليها اسم "حسينية جابر الأحمد" والذي كان قبل ست سنوات تقريباً، ولم يكتفوا بذلك، بل علقوا في موقع "تويتر" بأن ذلك يعكس الاختراق الرافضي والمد الصفوي في الكويت!

للأسف، يقبع في جسد البعض شيطانٌ طائفيٌ، ويعيش في داخل البعض الآخر وحشٌ عنصريٌ، وكلاهما يدّعي حب الوطن، فرجاء، لا تدّعوا الوطنية حتى لا تدنسوا ما تبقى من عفّتها!

خربشة:

إذا أصبح الاستيطان في الكويت قبل ١٩٢٠ شرطاً للترشح في انتخابات مجلس الأمة، فكيف سيتم التعامل مع سكان الخفجي؟!