● مدمرة أميركية خامسة وفرقاطة فرنسية

Ad

ومقاتلات «تايفون» بريطانية إلى المنطقة

 ● المفتشون يغادرون غداً ويرفعون تقريرهم مباشرة

والجربا يؤكد أن الضربة لن تمسّ إلا النظام

واصل نظام الرئيس بشار الأسد إبداء التصلب والتحدي رغم طبول الضربة العسكرية التي بات صوتها عالياً جداً في البحر الأبيض المتوسط، إذ تواصلت الحشود العسكرية للتحالف الدولي الذي يستعد لقصف الأسد، والذي بدأت ملامحه ترتسم، ومن المرجح أن يضم في المرحلة الأولى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على أن تشارك فيه دول أخرى لاحقاً.

بينما يتواصل العد العكسي للضربة العسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد عقاباً له على استخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيين، واصل النظام تحديه ومكابرته دون أن يقدم أي تنازل أو يظهر أي إشارة تفتح الباب أمام حل سياسي يجنب سورية ضربة عسكرية لا تعرف خواتيمها.

في هذا السياق، أكد الأسد أمس أن بلاده «ستدافع عن نفسها» ضد أي اعتداء، وقال في لقاء مع وفد من قيادات الأحزاب والنواب اليمنيين البعثيين والقوميين العرب واليساريين إن «التهديدات بشن عدوان مباشر على سورية، ستزيدها تمسكاً بمبادئها الراسخة وقرارها المستقل النابع من إرادة شعبها»، مضيفاً أن «سورية ستدافع عن نفسها في وجه أي عدوان».

وشدد الأسد على أن «سورية بشعبها الصامد وجيشها الباسل ماضية ومصممة على القضاء على الإرهاب الذي سخرته وتدعمه إسرائيل والدول الغربية خدمة لمصالحها المتمثلة بتقسيم المنطقة وتفتيت شعوبها وإخضاعها»، مضيفاً أن «الحالة الشعبية هي الضامن للانتصار، وهذا ما يحدث في سورية».

بدوره، «طمأن» رئيس حكومة الأسد وائل الحلقي «الشعب السوري» بأن «سورية اعتادت مواجهة كافة الصعاب ودحرها والانتصار عليها»، مشيرا الى أنه «بفضل الإرادة القوية وتماسك جميع مكونات الوطن والمعنويات العالية والاصرار على الصمود والنصر سنعوق أي محاولة تخريبية لأعداء الوطن».

إجراءات عسكرية

وأشارت مصادر موالية للأسد أمس الى أن جيش الأسد بدأ عملية إعادة تموضع في العاصمة السورية دمشق مترافقة مع إقفال جميع المداخل والمنافذ الرئيسية المؤدية إليها، لافتة إلى أن «ألوية المشاة وسلاح طيران الجيش السوري وضعوا بحالة الاستنفار القصوى»، زاعمة أن «عدداً من بطاريات الصواريخ التي لم تستعمل منذ اندلاع الحرب باتت جاهزة للاستعمال في عدة مناطق».

 وفي السياق، أكد مصدر أمني سوري لوكالة «فرانس برس» أمس ان الجيش الاسدي يستعد لـ»السيناريو الاسوأ»، وأضاف: «الجيش مهدد بضربة، ومن الطبيعي اتخاذ مجموعة اجراءات لصد الضربة والرد على العدوان»، معتبراً أن «أي جيش مهدد يتخذ جملة من الاجراءات التي تكفل الوقاية من الضربة وتهيئة الظروف للرد المناسب».

التحالف الدولي

في المقابل، تواصل دول غربية عدة استعداداتها العسكرية وتحركاتها تمهيداً للضربة العسكرية المحتملة. ويبدو أن الاستعدادات العسكرية شبه مكتملة لدى الدول الغربية. وارتسمت بشكل شبه نهائي ملامح التحالف الدولي الذي سيشن العملية، ويضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في مرحلة أولية قبل أن تلتحق بها دول أخرى في مقدمتها تركيا. وتملك الدول الرئيسية الثلاث في التحالف وسائل عسكرية جوية وبحرية مهمة في المنطقة، فالولايات المتحدة لديها أربع مدمرات في البحر المتوسط هي: «يو إس إس ماهان»، ومدمرة الطائرات «راماج»، والمدمرة «باري»، والمدمرة يو إس إس غرايفلي، وهي مجهزة بصواريخ «توماهوك».

وهناك حاملتا طائرات ومجموعتان من السفن القتالية في مياه الخليج، أما في شمال المحيط الهندي فتجوب المياه حاملة الطائرات «يو إس إس هاري ترومان» ترافقها مجموعة سفن قتالية.

أما بريطانيا فلديها قوات في البحر المتوسط مزودة بصواريخ «كروز»، مما يشكل أكبر مساهمة لها في العملية بحسب خبراء، كما يمكن لسلاح الجو الملكي البريطاني استخدام قاعدة «أكروتيري» العسكرية البريطانية في قبرص. وتملك فرنسا في البحر المتوسط غواصات هجومية وفرقاطات حاملة للمروحيات. كما تمتلك التجهيزات الفرنسية صواريخ عابرة مثل صواريخ «سكالب» التي يمكن إطلاقها من الطائرات، كما تنشر باريس أيضا طائرات «ميراج 2000» في جيبوتي، وطائرات «رافال» في أبوظبي. ويمكن لهذا التحالف الاعتماد على قاعدتي «أزمير» و»إنجرليك» في تركيا.

وتجثم مقاتلات أميركية من طراز «إف 16» في الأردن. ويبدو الخيار الأكثر تداولاً هو أن يقوم التحالف بتنفيذ هجمات محددة بواسطة صواريخ تطلق من البحر على مستودعات ذخيرة أو بنى تحتية استراتيجية للجيش السوري.

حشود عسكرية   

وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أمس أن الولايات المتحدة سترسل مدمرة إلى قبالة السواحل السورية، ما يرفع عدد السفن الحربية الأميركية في شرق المتوسط إلى خمس. وقال المسؤول إن «السفينة يو إس إس ستاوت موجودة في المتوسط ومتوجهة شرقاً»، وأضاف أن هذه السفينة الحربية ستحل محل السفينة «يو اس اس ماهان»، لكن السفينتين ستبحران معاً مع ثلاث مدمرات أخرى لفترة غير محددة قبالة السواحل السورية.

وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس أن لندن ارسلت ست طائرات حربية من طراز «تايفون» الى قاعدتها في قبرص كـ»اجراء محض احتياطي للتأكد من حماية المصالح البريطانية والدفاع عن منطقتنا السيادية في القاعدة مع تزايد التوتر في المنطقة».

من ناحيتها، أرسلت فرنسا فرقاطة «شيفاليه بول» الحديثة لتنضم إلى جوقة قارعي طبول العملية العسكرية، وفق ما أكدت صحيفة «لي بوينت» الباريسية. فقد غادرت الفرقاطة ميناء تولون الفرنسي على أن تنضم إلى مجموعة من السفن الأميركية والبريطانية المرابطة بالقرب من السواحل السورية. وذكرت الصحيفة أن «الفرقاطة المجهزة بصواريخ موجهة تعد من أحدث قطع البحرية الفرنسية».

أما موسكو التي بدا انها ستنسحب من المنطقة، فأعلنت أمس انها سترسل سفينتين حربيتين إلى شرق المتوسط، في خطوة قالت البحرية انها تأتي وفق «تبديل السفن الذي يتم وفقاً لخطة دورية ولا صلة له بتفاقم الوضع السوري».

كما عقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اجتماعا امنيا لاركان حكومته لبحث الخيارات المطروحة امام تركيا في حال تعرضها لتهديدات سورية أو ردود انتقامية من النظام السوري بعد حصول الضربة العسكرية الغربية. وأعاد الجيش التركي تمركز صواريخ «أرض - أرض» في إقليم هاتاي جنوبي البلاد، كما نشر بطاريات دفاع جوي ثابتة ومتنقلة عند نقاط حدودية مع سورية.

هولاند والجربا

الى ذلك، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس بعد لقائه رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أن على الاسرة الدولية «وضع حد لتصاعد العنف» في سورية، موضحاً أنه «يجب بذل كل شيء من اجل حل سياسي، لكن ذلك لن يتحقق الا اذا كان الائتلاف قادرا على الظهور في موقع بديل، واذا كانت الاسرة الدولية قادرة على وضع حد لتصاعد العنف الذي لم تكن المجزرة الكيماوية سوى تصوير له».

من جهته، أكد الجربا أن «عقابا» سينزل بالاسد و»آلة القتل» التي يديرها.

وتوجه الجربا للشعب السوري قائلا: «أي عقاب لن يطال الا نظام الرئيس السوري بشار الاسد المجرم وآلة القتل التي تدمرنا والتي تستعمل ضد الشعب، ونحن ندين السلاح الكيماوي بكل اشكاله ان كان ضد شعبنا أو ضد أي شعب آخر». وقال متحدث باسم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل إن الأخيرة اتفقت مع الرئيس الفرنسي خلال مكالمة هاتفية على ضرورة الرد على الهجوم الكيماوي الذي يمثل انتهاكا لحقوق الانسان.

لندن

ونشرت الحكومة البريطانية رأياً قانونياً تلقته أمس وقالت إنه يظهر أن من حقها قانونا القيام بعمل عسكري ضد سورية حتى اذا عرقل مجلس الأمن الدولي هذا الإجراء. كما نشرت معلومات استخبارية تضمن أدلة حول مسؤولية الأسد عن الهجوم الكيماوي على الغوطة.

المفتشون

في غضون ذلك، اعلنت الأمم المتحدة أمس ان مهمة لجنة المحققين الدوليين حول الأسلحة الكيماوية التي يرأسها آكي سيلستروم ستنتهي غدا. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس في فيينا إن المفتشين الدوليين «سيواصلون تحقيقاتهم حتى غد الجمعة وسيخرجون من سورية بحلول صباح السبت وسيرفعون تقريرهم فور خروجهم». وكان المراقبون اجروا أمس زيارة لمنطقة الغوطة الشرقية هي الثالثة من نوعها والتقوا شهود عيان وضحايا.

أوباما ـــ بوتين ــ روحاني

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قال مساء أمس الأول إنه لم يتخذ قرارا بعد بضرب سورية، موضحا أن أي تحرك اميركي سيكون بمثابة «ضربة تحذيرية» تهدف الى اقناع  الاسد بأنه يجدر به «عدم تكرار الامر»، مضيفاً :»يجب ان نتثبت من انه عندما تنتهك دول القواعد الدولية حول اسلحة مثل الاسلحة الكيميائية التي يمكن ان تهددنا، ينبغي محاسبتها».

وتحدث اوباما عن «مقاربة محدودة كي لا نجد انفسنا متورطين في نزاع طويل وعدم تكرار تجربة العراق الامر الذي يقلق الكثيرين»، مضيفا: «اذا وجهنا ضربة تحذيرية كي نقول كفى يمكن ان يكون لهذه الضربة تأثير ايجابي على امننا القومي على المدى الطويل».

واعتبر الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني خلال مكالمة هاتفية مساء أمس الأول إنه من «غير المقبول» استخدام أسلحة كيماوية «من أي كان» في سورية، الا انهما شددا على «ضرورة البحث عن سبل تسوية سياسية ــــ دبلوماسية».

إيران

وصعدت طهران الحليف الاوثق للأسد أمس لهجتها، وحذر قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري من «مغبة شن عدوان عسكري على سورية»، مؤكدا أنه «على الإسرائيليين أن يعلموا أن إشعال أميركا للحرب في المنطقة، سيؤدي الى زوال إسرائيل قريبا، كما ستكون سورية فيتنام اخرى للأميركيين». وفي تهديد للمنطقة، قال جعفري: «على حكومات المنطقة وأنظمة الرجعية العربية، الذين اعلنوا دعمهم لشن عدوان عسكري على سورية، أن يعلموا أن الحرب لن تقتصر على سورية، بل ستشمل جميع مثيري الحروب وحماتهم». ولفت نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الى ان «اعداء محور المقاومة سيهزمون في حربهم السافرة ضد سورية».

مواقف

وأكّد البابا فرنسيس الأول والملك الأردني عبدالثاني بعد لقائهما أمس في الفاتيكان أن الحوار هو الخيار الوحيد لإنهاء الصراع في سورية، في حين حذّر الأخير من انزلاق المنطقة إلى المجهول.

ورفضت الحكومة المصرية على لسان وزير الخارجية نبيل فهمي توجيه أي ضربة عسكرية على سورية واعتبرتها «تدخلاً عسكرياً أجنبيا في الشأن السوري يفتقر إلى التفويض الاممي». كما اتخذت ايطاليا التي تمر بأزمة سياسية دقيقة والحريصة على تجنب اي تصعيد، موقفا متمايزا غير مـألوف عن حلفائها الغربيين، برفضها اي عملية عسكرية في سورية من دون موافقة الامم المتحدة. ورفض الحلفاء التقليديون للأسد والاعداء الدائمون لواشنطن مثل كوبا ودول في اميركا الجنوبية من العملية العسكرية.

 (واشنطن، باريس، لندن، موسكو، طهران، دمشق ــــ أ ف ب، كونا، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

ضابط «أسدي»: لدينا 13 «كاميكازي» و8 آلاف جندي انتحاري

نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس عن ضابط في الجيش السوري الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد ان الجيش يعتزم استخدام طيارين انتحاريين على غرار هجمات «الكاميكازي» اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية، ضد القوات الغربية إذا هاجمت بلاده.

وزعم الضابط الذي قالت الصحيفة انه في الثلاثينيات من العمر ويخدم في قاعدة للدفاع الجوي بالقرب من العاصمة دمشق وقد زوّدها من قبل بمعلومات موثوقة عن معارك إن «13 طياراً سورياً وقّعوا على تعهد هذا الأسبوع لتشكيل طاقم من الشهداء الانتحاريين لإحباط هجمات الطائرات الحربية الأميركية كما أن هناك 8000 جندي على الأقل مستعدون لشن هجمات انتحارية».

وقال: «إذا شنت القوات الاميركية والبريطانية هجوماً واحداً بالصواريخ فسنرد بإطلاق ثلاثة أو أربعة صواريخ، وفي حال دخلت طائراتهم الحربية سماءنا فستواجه بنار جهنم، وفي حال كنا غير قادرين على اسقاطها بدفاعاتنا الجوية، فلدينا طيارون عسكريون على استعداد لمهاجمتها بطائراتهم وتفجيرها في الجو».

وتابع الضابط «لدينا أكثر من 8000 انتحاري في الجيش السوري على استعداد لتنفيذ عمليات استشهادية في أي لحظة لوقف الاميركيين والبريطانيين، وهو مستعد شخصياً لتفجير طائرته في حاملة طائرات أميركية لمنعها من مهاجمة سورية وشعبها».

(لندن ـــ يو بي أي)