ليبيا: تفجير مبنى «الخارجية»... و«الإخوان» تحارب الحكومة
• انفجار بنغازي استهدف المصرف المركزي و«التشريفات» • «العدالة والبناء»: لا أمل في زيدان
رغم التحذيرات الأميركية والتأهب الأمني الليبي بمناسبة ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001، المتزامنة مع ذكرى الهجوم الدامي على القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي العام الماضي، تمكن متطرفون من مهاجمة وزارة الخارجية الليبية والبنك المركزي بالمتفجرات، في وقت أخذت الأزمة السياسية بالبلاد في التوسع، بعد تأكيد جماعة «الإخوان المسلمين» عزمها سحب الثقة من حكومة علي زيدان.
بينما بدأت جماعة «الإخوان المسلمين» التحرك لحشد حلفائها في البرلمان الليبي لسحب الثقة من رئيس الوزراء علي زيدان، هز انفجار ضخم مبنى فرع وزارة الخارجية في مدينة بنغازي فجر أمس، ملحقاً أضراراً مادية جسيمة بالمبنى وفرع مصرف ليبيا المركزي وجهاز المراسم العامة. وتزامن الانفجار مع الذكرى الأولى للهجوم على القنصلية الأميركية الذي تسبب في مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريس ستيفنز، والذكرى الـ12 لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2011 على الولايات المتحدة، والتي خلفت آلاف القتلى والجرحى في هجوم تبناه تنظيم «القاعدة». وقال الناطق الرسمي باسم الغرفة الأمنية في بنغازي العقيد عبدالله الزايدي، إن «سيارة مفخخة بكميات كبيرة من مادة تي إن تي ركنت بجانب مبنى الوزارة المتفرع من شارع جمال عبدالناصر وانفجرت مخلفة به وبالمباني السيادية المجاورة له خسائر مادية جسيمة»، مبيناً أن «الأضرار طالت فرع مصرف ليبيا المركزي وجهاز المراسم العامة وعددا كبيرا من الشقق السكنية للمواطنين». وفيما أكد شهود عيان إصابة عدد من المواطنين جراء الانفجار، الذي استهدف المبنى الذي كانت تشغله القنصلية الأميركية في عهد الملك إدريس السنوسي حتى أوائل سبعينيات القرن الماضي، نفى الزايدي سقوط قتلى في «هذه العملية الإرهابية»، مشيراً إلى أن «الانفجار كان عنيفاً والسيارة التي تم استخدامها فيه اختفت معالمها بالكامل نتيجة الكمية الكبيرة من المتفجرات التي زرعت فيها». إدانة وتأهب وعلى الفور، أدانت وزارة الخارجية الليبية الحادث، وقالت، في أول رد رسمي من قبل السلطات الليبية حيال الهجوم، إن «هذا العمل الإرهابي الجبان الذي لا يهدف إلاّ للنيل من سيادة الدولة وإظهارها بمظهر الفوضى»، موضحة أنه «طال مؤسسة سيادية يتمحور دورها في إبراز صورة ليبيا الجديدة في أحسن وجه، ورعاية مصالحها في العالم». وأشارت الوزارة إلى أنها «تجدد تأكيدها على متابعة الجناة مع الجهات المختصة لضمان تقديمهم للعدالة»، مناشدة كافة المواطنين التعاون مع الأجهزة الامنية والقضائية من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار. واستبق الرئيس الأميركي باراك أوباما ذكرى هجمات سبتمبر، وأعطى أوامر مساء أمس الأول برفع حالة التأهب الأمني، قائلاً، في بيان، إن «11 سبتمبر أصبح يوم ذكرى للأميركيين وغيرهم في أنحاء العالم». وأضاف «أحداث العام الماضي، وفقدان أربعة أميركيين شجعان، السفير كريس ستيفنز وشون سميث وجلين دوهيرتي وتيرون وودز أوضحا حقيقة التحديات التي نواجهها في العالم». وأعطى البيت الأبيض الأوامر بمراجعة الاستعدادات الأمنية لتأمين المصالح الأميركية خارج البلاد، كما جاء في بيان للرئاسة الأميركية بعد لقاء أوباما لعدد من كبار مسؤولي الأمن القومي. أزمة سياسية وعلى الصعيد السياسي الليبي، تضخمت الأزمة بين جماعة الإخوان، التي يمثلها نحو ثمانين نائباً في المؤتمر الوطني (البرلمان)، ورئيس الوزراء، الذي أخرج قبل أيام معركته مع الإسلاميين إلى العلن. وقال رئيس حزب «العدالة والبناء» محمد صوان إن حزبه حصل على دعم نصف النواب (200 عضو) لإقالة الحكومة، مضيفاً أنه يحتاج عشرين صوتاً لاكتمال النصاب القانوني. واتهم صوان زيدان بتوظيف زيارته الأخيرة للقاهرة والربط بينها وبين مطلب إقالة الحكومة لصرف الرأي العام عن باقي الانتقادات التي قام الحزب بتوجيهها إليه، مشدداً على أنه لا يرى إمكانية لاستمراره «إلا إذا حدثت معجزة وتحسن الأداء». وتزامنت تحركات الحزب مع تصريحات لمراقب الجماعة بشير الكبتي طلب فيها من زيدان الانسحاب من الساحة وترك المجال لحكومة أخرى تستطيع معالجة الملفات الأساسية، واصفاً أداء الحكومة بأنه «مخيب للآمال» على جميع المستويات. وكانت دار الإفتاء الليبية وصفت، هي الأخرى في بيان رسمي هذا الأسبوع، بقاء الحكومة بـ»مضيعة للوقت»، داعية إلى الإسراع في إقالتها. (طرابلس، واشنطن- أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)