بينما واصلت مقاتلات النظام غاراتها الجوية على دمشق وريفها، أيد ائتلاف المعارضة السورية دعوة الأمم المتحدة للتحقيق في جريمة إعدام العشرات من جنود النظام في معركة خان العسل، مشترطاً أن يشمل التحقيق 20 مجزرة موثقة ارتكبها النظام خلال شهر رمضان.

Ad

أبدت المعارضة السورية استعدادها للتعاون مع لجنة تحقيق "محايدة" في "جرائم الحرب" التي ارتكبت خلال النزاع السوري، وذلك رداً على دعوة مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي إلى التحقيق في قيام مقاتلين معارضين بـ"إعدام" جنود في شمال البلاد.

وشدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، في بيان ليل السبت- الأحد، على "استعداده للتعاون مع أي لجنة محايدة للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبت في كل أنحاء سورية دون استثناء"، متهماً نظام الرئيس بشار الأسد بقتل "1700 شخص خلال شهر رمضان، بينهم 250 قضوا في 20 مجزرة جرى توثيقها بالتواريخ والمناطق والأرقام"، ومعلناً أنه سيقدم تقريراً مفصلاً بهذه الارتكابات يوم الأربعاء. 

وأكد الائتلاف المعارض "التزامه الكامل باحترام العهود والمواثيق الدولية، واهتمامه الكامل بملاحقة كل من يثبت تورطه في جرم أو جناية بحق السوريين أياً كانت الجهة التي ينتمي إليها"، داعيا المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى "التحرك العاجل للتحقيق في كافة المجازر التي ارتكبت في سورية، ويخص بالذكر منها تلك التي وقعت في رمضان" على يد قوات النظام.

يذكر أنه بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على خان العسل، آخر معاقل النظام في ريف حلب الغربي بعد معارك عنيفة استمرت يومين، فقدت القوات النظامية أكثر من 150 عنصراً، بينهم أكثر من 50 أعدموا ميدانياً.

وقالت بيلاي، في بيان يوم الجمعة، إنه "ينبغي فتح تحقيق معمق لتحديد ما إذا تم ارتكاب جرائم حرب، وينبغي مساءلة المسؤولين عنها أمام القضاء" موضحة أن هذه "الإعدامات صادمة للغاية" وتلفت النظر مجددا إلى الحاجة إلى محاكمة المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان والقانون الدولي.

 

عمليات مستمرة

 

ميدانياً، واصلت قوات النظام السوري أمس، قصفها بالطيران والمدفعية وراجمات الصواريخ مناطق عدة في العاصمة دمشق وريفها. وبث ناشطون صوراً لأكثر من 15 قتيلاً بينهم أطفال في قصف منازل سكنية في حتيتة التركمان بريف دمشق، في حين تواصل القصف على أحياء برزة والقابون وجوبر والحجر الأسود بدمشق، وداريا والمعضمية والسيدة زينب وعربين وسقبا ودوما والمليحة بريف دمشق.

في غضون ذلك، اشتبك الجيش الحر مع قوات النظام في بلدة الحارّة ذات الأهمية الاستراتيجية كونها تطل على مواقع عسكرية كبيرة في درعا والجولان، وتمكنت قواته من قصف كتيبة الأمن العسكري ومبان للشبيحة في البلدة، التي نفذت طائرات النظام غارات جوية عليها لمنع تقدم الجيش الحر. 

جاء ذلك بعد أن أعلنت قوات المعارضة السورية أنها استولت على مستودعات جديدة للصواريخ في القلمون بريف دمشق. 

وقالت المعارضة في بيان لها إن المعارك التي خاضها لواء الإسلام بالتعاون مع بعض كتائب القصير والقلمون أسفرت عن السيطرة على خمسة مستودعات للصواريخ من أنواع مختلفة إضافة إلى راجمة للصواريخ.

وأكدت أن السيطرة على هذه المستودعات ستكون مقدمة لعودة قوات المعارضة إلى بلدة القصير بعد السيطرة على عدد من القرى القريبة منها.

كما شهد ريف حمص قصفاً عنيفاً براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة من قوات النظام، أصاب بلدة الغنطو.

 

حمص وحلب

 

وبالتزامن مع ذلك قال ناشطون إن قوات النظام السوري قصفت أحياء حمص القديمة، حيث تركز القصف على حي جورة الشياح، مما أدى إلى احتراق محال تجارية.

وفي حلب قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة والدبابات أحياء الراشدين والزبدية وبستان القصر ومعظم أحياء حلب "المحررة"، فيما تدور اشتباكات في حي الراشدين.

بينما يشهد ريف المدينة قصفا من الطيران الحربي استهدف محيط سجن حلب المركزي، وسط اشتباكات عنيفة في ضهرة كفر حمرة وجبل شويحنة وفي محيط سجن حلب المركزي.

في هذه الأثناء، اتهمت صحيفة "الوطن" السورية أمس تركيا والسعودية بإصدار الأوامر للجماعات التي تمثل "القاعدة" بتوجيه ضربات إلى المناطق ذات الأغلبية الكردية في حلب.

وقالت الصحيفة إن "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام"، سارعتا إلى إعلان الحرب ضد الأكراد السوريين في مناطق عدة من حلب تنفيذاً لأوامر مموليهم وانتقاماً لهزيمتهم النكراء شمال شرق سورية في أكثر من موقع وفي المقدمة رأس العين.

(دمشق، أ ف ب، يو بي آي)