كثير من المسلمين اليوم يقيمون الاحتفالات والمهرجانات، احتفالاً بأعياد ميلاد أبنائهم، ورغم أن الإسلام لم يشرع إلا عيدين هما الأضحى والفطر، وسن الإسلام الاحتفال فرحاً بصوم يوم (الاثنين) بمولد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ومع أن هذا الاحتفال يوقع في قلوب أطفالنا حب الدنيا وكراهية الموت، ويطبع في نفوسهم الأنانية والاستحواذ والتدليل.

Ad

يقول الداعية الإسلامي الدكتور محمود خلف إن الاحتفال بأعياد الميلاد للأطفال، هو نوع من أنواع الاحتفال بالبقاء في الدنيا، والإسلام نهى عن التمسك بالدنيا، بينما الدنيا للمسلم هي مرحلة من مراحل الاختبار والابتلاء، وهذه العادة تعمق في قلب الطفل شغفه بعيد ميلاده أكبر من حبه للأعياد الدينية التي شرعها الإسلام، لأنه يكرس إلى المنفعة الشخصية ويخلق الأنانية بداخل الطفل، بسبب الاهتمام الزائد بالطفل في هذا اليوم، كما أن الإسلام لم يحجر على المسلم الابتهاج والسرور والاحتفال، كما أن الاحتفال يعمق الطبيعة المادية لدى الطفل، ويجعله دائماً في حالة انتظار للهدايا.

ويشير د. محمود خلف إلى أن الإسلام شرع الاحتفال بعيد الفطر، وعيد الأضحى المبارك، وطلب الفرح بمولد الرسول (صلى الله عليه وسلم) في ذكرى يوم مولده، وشرع إظهار الفرح والاحتفال بهذا اليوم بالصوم، فالنبي كان يصوم يوم (الاثنين) وقال: «ذلك يوم ولدت فيه»، لذا يجوز الاحتفال للأطفال عندما يتم حفظ أجزاء من القرآن الكريم أو عدد من الأحاديث النبوية، ويكون الاحتفال في هذه المناسبة نوعاً من أنواع الحافز، من أجل حفظ المزيد من كتاب الله وتدارس سيرة النبي العطرة، وهنا سنرى طفلاً يتربى على أسس الإسلام، ونجعل هذا مظهر فرحنا بنعمة الإسلام علينا، والوصول إلى سمو الروح ونشوة السعادة بالآخرة.