هل يمكن أن أعترض؟

نشر في 19-07-2013
آخر تحديث 19-07-2013 | 00:01
سيادة النظام الحالي؛ لا أطمع في كثير أو قليل ولم تعد لي رغبة في شيء ولا قدرة على شيء سوى الحلم، فهل تسمح لي بأن أحلم؟ أحلم بمصر جديدة، مصر بلا خوف ولا قمع، بلا قهر ولا إرهاب، مصر يضم ترابها رفاتي ويعيش فوق أرضها أبنائي وأحفادي معززين مكرمين.
 د. محمد لطفـي بعد "الانقلاب" العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب في مصر وبعد عودة النظام "شبه" المباركي، وبعد تكميم الأفواه "نصف" المفتوحة، وبعد تكسير "بقايا" الأقلام، وبعد منح "إجازة" للقنوات الفضائية، وبعد... وبعد... إلخ، بعد كل هذا يؤمن الكثيرون أننا رجعنا بمصر إلى المربع الأول؛ إلى العقد الأول من القرن الحالي وتحديداً إلى النصف الثاني من 2010، حيث إنني في هذا الوقت كنت في مربع المعارضة، وأكتب معارضاً لنظام مبارك، ورافضاً للفساد والتوريث، أجد نفسي مرة أخرى أقف موقف المعارض للنظام العسكري الحالي (بالرغم من محاولات التجميل التي يقوم بها البعض بتسميات الرئيس المؤقت والحكومة الانتقالية) رافضاً الانقلاب وعودة الفساد، رافضاً الدكتاتورية وقمع الحريات.

ولكن قبل ذلك من الضروري الاستئذان من النظام الحالي؛ لذلك أتقدم بطلب مع خالص التحية والشكر إلى النظام أن أقف في صفوف المعارضة. حرية التعبير وحق الرفض أو القبول والتأييد أو المعارضة حقوق إنسانية أصيلة لا تحتاج إلى استئذان أو تصريح وموافقة من أحد، وقد مارستها مع نظام مبارك طويلاً، ولكن الفرق أن نظام مبارك كان قد وصل بعد 30 عاماً من الحكم إلى قناعة واضحة وسياسة محددة "دع المعارضة تقول ما تشاء وأفعل أنا ما أريد"، بينما النظام العسكري الحالي ما زال حديث عهد بالسلطة، ومازال يتلمس خطواته الأولى في الدكتاتورية وقمع الحريات وإرهاب المعارضين وقتلهم أحياناً إذا لزم الأمر؛ لذلك فمن الأدب واللياقة أن أستأذن قبل المعارضة.

سيادة النظام الحالي:

أحيطك علما أنني لا أملك إلا قلمي ورأيي، فلا قوة عندي على قذف حجر أو حمل عصا، ولا طاقة لي على الخروج في التظاهرات أو رمي زجاجة مولوتوف، كما أنني قاربت الستين من عمري، ومثل ملايين المصريين أعاني ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الكولسترول، وأتناول جرعات الدواء بانتظام لا يتناسب مع أنظمة السجون والمعتقلات في عالمنا العربي، فالسجن أو الاعتقال سيتسبب لك في قضية تثيرها وتتناولها جمعيات حقوق الإنسان والمجتمع المدني ليل نهار (أقول هذا بدافع حرصي عليك وحبي لك).

سيادة النظام الحالي:

لا أطمع في كثير أو قليل، ولم تعد لي رغبة في شيء ولا قدرة على شيء سوى الحلم، فهل تسمح لي بأن أحلم؟ أحلم بمصر جديدة، مصر بلا خوف ولا قمع، بلا قهر ولا إرهاب، مصر يضم ترابها رفاتي ويعيش فوق أرضها أبنائي وأحفادي معززين مكرمين، مصر لا يختنق فيها رأي ولا يعتقل فيها فكر ولا يغتصب فيها حق، هل تسمح لي سيادة النظام بهذا الحلم؟

فقط دعني أحلم وأحكي حلمي وأعبر عنه فهل هذا كثير؟

سيادة النظام:

لا أريد أن أطيل فالصيام شاق والنهار طويل والحر شديد، ولا أريد أن أثقل عليك أو على القارئ، وللحلم بقية إن كان للحرية متسع.

back to top