جينات العرب... ومجلس الصوت الواحد!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
أما القاهرة، التي كانت تعتبر في أربعينيات وخمسينيات وحتى الستينيات من القرن الماضي روما الشرق، فقد أصبحت اليوم مدينة العشوائيات التي تغتالها الفوضى التي تسمى اعتصامات وحركات احتجاجية، بينما هي حالة فوضوية في مدينة تحتضر بحزام مدن الصفيح من حولها، وفي الكويت المدينة الشابة المصممة قبل 50 عاماً فقط بأحدث نظم المدن العصرية، تدمر ضواحي السكن الخاص ببناء عمارات داخلها، بعد رفع نسب البناء بشكل كبير في السكن النموذجي، وفي شوارع لا يزيد عرضها على أربعة أمتار، وبنايات عالية في المناطق الاستثمارية دون مواقف ونظم نقل جماعي حديثة (مترو وخلافه)، وفوضى الحافلات في الطرق دون خطوط محددة لها، وكل وصفات المخالفات التي ستؤدي بنا إلى مصير المدن العربية الأخرى من دمار وقبح، وخليجياً علينا أن نستثني مثال دبي التي تعتبر مدينة تُدار بعقليات أجنبية وتسكنها أغلبية من الأوروبيين. وهنا يتساءل المرء ما مشكلة العرب؟... أصحاب التاريخ والانفتاح والحضارة، كمصر ولبنان وغيرهما، تسير مدنهم إلى الخلف، وتتحول إلى مدن فوضى وعشوائيات وصفيح، وأصحاب الفوائض المالية والخبرات الفنية، الناتجة عن قدرتهم على توظيف أفضل المكاتب الهندسية العالمية مثل الكويت، لديهم حالة من التسيب، واتخاذ القرارات الخاطئة، وشراء أصحاب القرار في الحكومة وبلدية الكويت ود الشارع بقرارات ستصب بالنهاية في خراب نظام البلد وتدني مستواه وجودة المعيشة فيه... فبالله عليكم ما سبب تردي أحوال العرب وتراجعهم بينما كل شعوب العالم تسير نحو القمة؟... هل هناك خراب في جينات العرب لا يمكن علاجه لإصلاح أحوالهم... أم ماذا بربكم؟!***بعض الزملاء الإعلاميين "هابين... هبه" -أي موضة جديدة- في هذه الأيام بإطلاقهم تسمية "مجلس الصوت الواحد" على مجلس الأمة الحالي، وأنا لا أفهم هل هذا نوع من المدح أم الذم؟... لأن الكونغرس الأميركي والبرلمان الفرنسي والبوندستاغ الألماني والنواب النيوزيلندي ومؤتمر الشعب الجنوب إفريقي كلها ينطبق عليها تعبير "مجلس الصوت الواحد"... فما المعنى يا زملاء هل هذا الوصف إشادة بمجلس الأمة الحالي، لأنه أصبح يطابق معايير الانتخابات الديمقراطية الدولية، وتم انتخابه بإدلاء الناخب بصوت واحد أم ماذا؟... رجاءً نورونا الله ينور عليكم!