«الذرية» تطالب إيران بالسماح بتفتيش بارشين «دون تأخير»ذ
• طهران: لن نقبل أي التزام إضافي في الملف النووي • باراك: لن نسمح أبداً لإيران بحيازة سلاح نووي
تشكل مسألة السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش موقع بارشين العسكري الإيراني نقطة خلافية كبرى في ملف الحوار حول البرنامج النووي، إذ لاتزال طهران ترفض تلك الفكرة رغم تشديد الوكالة على أهميتها في تبديد المخاوف الغربية حيال وجود شق عسكري محتمل للنووي الإيراني.
تشكل مسألة السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش موقع بارشين العسكري الإيراني نقطة خلافية كبرى في ملف الحوار حول البرنامج النووي، إذ لاتزال طهران ترفض تلك الفكرة رغم تشديد الوكالة على أهميتها في تبديد المخاوف الغربية حيال وجود شق عسكري محتمل للنووي الإيراني.
لاتزال بعض المسائل الجوهرية عالقة على طريق الحوار بين الدول الكبرى وإيران، فرغم الأجواء الإيجابية السائدة طلب أمين عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس من إيران اتخاذ مبادرة ملموسة تثبت رغبتها في التعاون عبر السماح للوكالة بدخول موقع بارشين العسكري قرب طهران.وقال أمانو، في كلمته أمام مجلس حكام الوكالة الذرية، الذي عقد اجتماعا مغلقا في فيينا أمس: "أطالب إيران مجددا بالسماح بدخول موقع بارشين بلا تأخير، سواء تم التوصل إلى اتفاق حول مقاربة ممنهجة أم لا".
وأكد أمانو أن "السماح بدخول موقع بارشين خطوة ايجابية ستساعد في إثبات نية إيران التعاون مع الوكالة بخصوص صلب مخاوفها"، مضيفا: "أود أن أكون قادرا على التحدث عن تقدم حقيقي خلال اجتماع المجلس التالي في يونيو".وتشتبه الوكالة في أن إيران تجري في هذا الموقع تجارب تفجيرات تقليدية يمكن تطبيقها في المجال النووي، الأمر الذي تنفيه طهران، واتهمت الوكالة إيران بإخفاء أي أثر لذلك من الموقع، مستندة إلى صور مأخوذة من أقمار صناعية.وبدأ الطرفان محادثات لوضع خطة تجيز للوكالة التدقيق في نقاط ذكرها التقرير، لكن لم يحرز أي تقدم في عدة لقاءات منذ عام، بحيث يبدو على ما تلمح أقوال أمانو أن الوكالة تعيد النظر في استراتيجيتها.وقال: "أريد أن أوضح أن الوثيقة حول مقاربة منظمة ليست هدفا بحد ذاتها"، مضيفا: "علينا ألا ننسى الهدف الذي يقضي بحل جميع المسائل العالقة بخصوص البرنامج النووي الإيراني، ويجب أن تأتي المفاوضات بنتائج".«لن نقبل»في المقابل، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي أن بلاده لن تقبل بأي التزام إضافي يتجاوز ما وقعت عليه بالفعل في ما يتعلق بالملف النووي. ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أمس عن عباسي قوله إن طهران تدرس حاليا مقترحات مجموعة "5+1" في جولة المفاوضات الأخيرة في ألما آتا بكازاخستان، مشيرا إلى أنه سيتم الرد عليها بعد إجراء الدراسات الفنية اللازمة.وشدد عباسي على أنه "ينبغي الأخذ بعين الاعتبار حقوق الشعب الإيراني في هذه المفاوضات، ونحن لا نقبل بأي التزام إضافي يفوق ما وقعنا عليه"، مؤكدا أنه "كلما حققت البلاد نمواً علمياً فإن ذلك سيؤثر في المفاوضات"، موضحاً أنه "لا توجد أي أنشطة سرية في الملف النووي لبلاده، وأبواب المحطات والمراكز البحثية للطاقة النووية الإيرانية مفتوحة أمام جميع الزوار وليس لدينا أي أنشطة سرية".وصرح بأن هدف الغرب من المفاوضات كلها "هو السيطرة على القدرة النووية الإيرانية، لكننا سنرد عليهم باستخدام التكنولوجيا النووية في مجالات الصحة والزراعة والصناعة"، لافتاً إلى أن المفاوضات "تكون مثمرة في حال اعتماد مبدأ الاحترام المتبادل".باراك يحذروكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك حذر إيران مساء أمس الأول من أن إسرائيل لن تسمح لها أبدا بحيازة سلاح نووي، في افتتاح مؤتمر لجنة العلاقات الخارجية الأميركية-الإسرائيلية (ايباك) في واشنطن.وقال باراك، أمام آلاف المشاركين في مؤتمر ايباك، أقوى لوبي مؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، إن "أكبر تحد تواجهه إسرائيل والمنطقة والعالم اليوم هو سعي إيران للحصول على قدرات نووية".وتابع: "بصراحة، أفهم أنه يجب استنفاد جميع الوسائل الدبلوماسية، لكني لا أظن أن هذا سيدفع الملالي إلى التخلي عن وجهات نظرهم بشأن الملف النووي، ومن هنا فإن كل الخيارات يجب أن تبقى على الطاولة"، مضيفا: "نحن نتوقع من كل الذين يقولون هذا أن يحترموا كلمتهم. سيداتي وسادتي، نحن نحترم كلمتنا، واسمحوا لي أن أقولها مجدداً، سنحترم كلمتنا".ويأتي تحذير باراك في ما تتزايد التساؤلات عما إذا كانت إسرائيل تحضر لضربة وقائية ضد إيران، وما إذا كانت واشنطن ستحث إسرائيل على تأجيل مثل هكذا عمل عسكري لإفساح المجال أمام المفاوضات.(فيينا، طهران - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)