بديع: ما فعله السيسي يفوق جرم هدم الكعبة

Ad

تتجه أنظار العالم إلى القاهرة اليوم، لاستطلاع نتيجة المواجهة بين الدولة المصرية بقيادة وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، وبين جماعة "الإخوان المسلمين" المتمسكة بالتصعيد، في مشهد قد يحسم تداعيات إطاحة الجيش بالرئيس الإخواني محمد مرسي في 3 يوليو، استجابة لخروج ملايين المصريين للمطالبة بإقالته في 30 يونيو، ويقذف بأكبر فصائل الإسلام السياسي في العالم العربي إلى الهامش.

ودفع وزير الدفاع المصري بالأمور كلها إلى المحك بعدما طالب السيسي الشعب صراحةً بالنزول إلى الشارع اليوم، مراهناً على رصيد الجيش في قلوب المصريين، لتفويض القوات المسلحة مواجهة "الإرهاب"، الذي تُتهم جماعة "الإخوان المسلمين" بالتحريض عليه بعد أن دعا قياداتها إلى التصعيد حتى عودة الرئيس المعزول إلى منصبه، وارتباط الفوضى الأمنية في سيناء بتصريحات لبعض القيادات الإخوانية.

وأكدت القوات المسلحة أن دعوة وزير الدفاع للشعب إلى التظاهر لتفويض الجيش، ليست إلا مبادرة لمواجهة العنف والإرهاب. وقال المتحدث الرسمي العسكري عقيد أركان حرب أحمد محمد علي: "إن دعوة وزير الدفاع تتزامن وتتسق وتتكامل مع جهود الدولة المصرية للمصالحة الوطنية، لتحقيق خريطة المستقبل التي ارتضاها الشعب المصري العظيم كأحد مكتسبات ثورة 30 يونيو".

وإذ أعلنت مؤسسة الرئاسة تأييدها لدعوة السيسي، أكدت أن مصر بدأت الحرب على الإرهاب، بينما أيدت جبهة "30 يونيو" وحملة "تمرد" وجبهة "الإنقاذ الوطني"، دعوة الجيش وطالبت، في مؤتمر صحافي أمس، الشعب بالنزول للمشاركة في جمعة "تفويض الجيش" بالاحتشاد في جميع ميادين القاهرة والمحافظات، ورفع شعار "لا للإرهاب".

في المقابل، لم تجد جماعة "الإخوان المسلمين"، بعد أن وجدت تاريخها كله على المحك، إلا اللجوء إلى المزيد من التصعيد، بمهاجمة قيادات الجيش والتأكيد أن خطاب السيسي دعوة للحرب الأهلية.

وشنّ المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" محمد بديع هجوماً لاذعاً على وزير الدفاع، قائلاً في رسالته الأسبوعية: "أقسم بالله غير حانث أن ما فعله السيسي، في مصر يفوق جرماً ما لو كان قد حمل معولاً وهدم به الكعبة المشرفة حجراً حجراً"، واصفاً إياه بـ"قائد الانقلاب".

ودفعت الجماعة بأنصارها إلى الشارع منذ أمس الخميس، تحضيراً لـ"جمعة الفرقان"، وقطع أنصار الجماعة عدة طرق رئيسية في محاولة يائسة لتخويف المصريين، حتى لا يستجيبوا لدعوة السيسي.

وبينما وقعت اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه في عدة مدن بدلتا مصر، شهدت وزارة الداخلية أمس الخميس سلسلة من الاجتماعات عقدها وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم مع مساعديه لتأمين جميع تظاهرات اليوم الجمعة.

وقال مصدر أمني مسؤول إنه تقرر للمرة الأولى إشراك إدارة خيالة الشرطة في خطة التأمين، وأن خطة وزارة الداخلية لتأمين التظاهرات تشمل تكثيف الوجود الأمني في محيط ميدان التحرير، وقصر "الاتحادية" الرئاسي، للحيلولة دون أيّ محاولات للاعتداء على المتظاهرين فيهما، فضلاً عن تكثيف الوجود الأمني بمحيط المنشآت المهمة والحيوية بالتنسيق مع القوات المسلحة لتأمينها.