الحراك الشعبي ومسيرات «كرامة وطن»
![د. بدر الديحاني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1472378832591788600/1472378876000/1280x960.jpg)
على أي حال فنحن اليوم أمام حراك شعبي واسع وغير مسبوق تشارك فيه مكونات مجتمعنا كافة، ويطرح مطالب سياسية جدية تتعلق بإصلاح وتغيير النهج الحالي لإدارة الدولة، أما بالنسبة إلى مسيرات "كرامة وطن" فسنكتفي بهذه العجالة بتسجيل ملاحظتين: أولاهما تميّز المسيرات الشعبية الحاشدة بالسلمية بالرغم من العنف المفرط الذي استخدمته قوى الأمن ضد بعض المسيرات، حيث يعلن المنظمون من خلال حسابهم على "تويتر" أنهم مصرون على سلمية مسيراتهم مهما تعرضت للاستفزاز والقمع من قبل قوى الأمن، وسيقومون بتسليم مثيري الشغب لقوات الأمن، وهذا شيء رائع يحسب للشباب. ثانيتهما: أن هناك علاقة طردية بين إزعاج الأهالي في المناطق السكنية ومنع المسيرات بالقوة، فالإزعاج يزداد عندما تستخدم القنابل الصوتية والدخانية والمسيلة للدموع، وعندما تقوم القوات الخاصة بمطاردة الشباب وانتهاك حرمات المنازل بعد أن يجبر الشباب على الدخول إلى المناطق السكنية رغم أن المسيرة تقام في الساحات القريبة من المناطق السكنية كما رأينا في منطقة قرطبة أثناء مسيرة "كرامة وطن 5"، والعكس تماما في مسيرة "كرامة وطن 6" في منطقة صباح الناصر، فعدم تدخل القوات الخاصة لمنعها بالقوة أدى إلى عدم إزعاج الأهالي وجعل المسيرة السلمية تنفض في وقتها المحدد دون أي مشاكل تذكر. أما ما حصل بعد ذلك على الدائري السادس وأبرزته بعض وسائل الإعلام بشكل مبالغ فيه ولغرض ما، على ما يبدو، فلا علاقة له بمسيرة "كرامة وطن 6" ولا يُعرف على وجه التحديد من المتورط الحقيقي فيه وما دوافعه!أخيراً وليس آخراً، نتمنى أن يستمر الشباب الوطني المخلص في إصراره الرائع على المحافظة على سلمية احتجاجاته وتجنب التصادم مع قوى الأمن مهما كانت الظروف، كما نتمنى أن تبتعد المسيرات السلمية القادمة عن المناطق السكنية.