في ذكرى صدور رواية «كبرياء وتحامل» يُقام معرض «متحف منزل جين أوستن» في تشوتاون في بريطانيا، ويتضمن رسالة كتبتها جين إلى أختها كاساندرا عقب تسلمها أول نسخة من الكتاب.
والرواية التي باتت بمثابة الأسطورة، باعت حتى الآن 20 مليون نسخة، وهو رقم يبدو خيالياً في العالم العربي فالروائي «الفحل» لا يبيع أكثر من بضعة آلاف من نسخ روايته. ورغم انتهاء حقوق نسخ الرواية لتصبح متاحة للقراء على الشبكة الإلكترونية، يقدر عدد النسخ التي تُباع في بريطانيا بما يقرب من 50 ألف نسخة سنوياً.يتناول الفصل الأول من «كبرياء وتحامل» صوراً حول إغراء المال وينتهي بنهاية صاخبة لإحدى الشخصيات. تدور الأحداث في الريف الإنكليزي، وتحكي عن الواقع الذي تعيشه عائلات الطبقة الوسطى، ونظرتهم المتعالية إلى أفراد الطبقة الارستقراطية.إليزابيث الابنة الثانية لعائلة (بنيت) تتمتع بشخصية مرحة، ذكية، وثائرة. تتمرد على واقعها الذي يفرض عليها القبول بأول شخص يتقدم إلى خطبتها كي يوفر لها مستقبلاً يقيها الفقر الذي تعانيه عائلتها، فتطلق أفكارها إلى ما هو أبعد من ذلك. تبحث عن الحب، الحياة، والسعادة الحقيقية. فتقودها أقدارها لتدخل في دهاليز علاقات متشابكة مع أفراد من الطبقة الارستقراطية، حيث تكتشف زيف هذه الحياة الباذخة المترفة. ورغم ذكائها، إلا أن تسرعها في الحكم على ظاهر الأمور وتصديق من تثق بهم، يجعلها تبني تصوراً جائراً لشخصية دارسي الذي تشعر نحوه بالانجذاب رغم كل شيء.نشر توماس إيغيرتون «كبرياء وتحامل» عام 1813، وكانت الرواية الثانية التي صدرت للكاتبة، وقد وصفتها بأنها بمثابة «ابنها المفضل». ولا يقتصر حضور الرواية على المكتبات والقراء، فقد أعاد صياغتها الكثير من كتاب السيناريوهات لتجسدها هوليوود وبوليوود بأفلام حققت أيضاً جوائز عدة. والآن في ذكراها، سيقرأ الروايةَ الخبراء والكتاب والهواة أيضاً في بث على الإنترنت يصل إلى 12 ساعة، وسيكون الجميع على اتصال بروابط لمحبي جين أوستن من أستراليا وأميركا الشمالية. كذلك تتوافر روابط لمحبي الكاتبة في اليابان وهولندا والبرازيل. ويزور مركزها ما يقرب من 60 ألف زائر سنوياً، تبلغ نسبة النساء بينهم 80 في المئة. وقالت المتحدثة باسم المركز لويس ويست: «لا أستطيع القول إنها كانت أعظم رواية لها، وإنما هي بالتأكيد إحدى الروايات الأكثر شعبية، ويشمل ذلك كل ما هو عظيم في روايات أخرى من العمل الرائد الذي قامت به أوستن في تحويل رواية في القرن الثامن عشر إلى رواية تشبه إلى حد كبير الروايات المعاصرة».إضافة إلى العمل التلفزيوني الذي أنتجته «بي بي سي» عام 1995 لرواية «كبرياء وتحامل»، والذي جسد فيه كولين فيرث شخصية دارسي وجنيفر إيل شخصية إليزابيث، ظهرت الرواية بصورة جديدة عام 2005 في فيلم من إخراج جو رايت وبطولة ماثيو ماك فاديين وكيرا نايتلي، وأحرز حوالى 76 مليون جنيه استرليني على نوافذ بيع التذاكر. وتضمنت أيضاً الأعمال التلفزيونية القديمة التي كانت تصور تلك الرواية فيلماً أنتج عام 1940، شارك في كتابته آلدوس هاكسلي، وقامت بدور إليزابيث فيه غرير غارسون، فيما جسد لورنس أوليفير شخصية دارسي.عمل بي دي جيمس بدوره في روايته «الموت يزور بيمبيرلي» عام 2011 على استكمال قصة أوستن وربطها بقصة جريمة غامضة، فضلاً عن ارتباط رواية المحاكاة الساخرة بقلم سيث غراهام سميث بها والتي عنونها «الكبرياء والتحامل والأموات العائدون». وبدأت تلك القصة الأخيرة بجملة تقول: «إنها لحقيقة يعترف بها العالم أجمع أنه إذا كان لدى الميت العائد إلى الحياة عقل، فإنه سيسعى لأن تكون لديه عقول أخرى».كذلك ظهر فيلم «أوستن لاند» للمرة الأولى في مهرجان «ساندانس السينمائي»، ويحكي قصة إحدى محبات جين أوستن، التي أفنت مدخراتها كافة كي تزور حديقة الروائية في بريطانيا باحثة عن رجلها.وشهد العام الماضي 2012 إطلاق «مذكرات ليزي بينيت»، وهي عمل إلكتروني فني مستحدث للرواية، يجري نشره من خلال مدونات الفيديو ومواقع التواصل الاجتماعي.وشغلت أوستن باحثين كثراً كتبوا سيرتها، من بينهم بولا بيرن وهي بمثابة متخصصة في أدب أوستن وأصدرت أخيراً كتاب «حقيقة جين أوستن: حياة من أشياء صغيرة»، وتعمل راهناً على كتابة سيرة ذاتية منقحة تكتشف فيها جوانب مجهولة من شخصية الروائية، أهمها اكتشاف أن شخصيتها على حد قولها: «أكثر صعوبة وتعقيداً مما كنا نعرفه عنها، وأكثر اهتماماً بالحياة الثقافية والاجتماعية، وأكثر حداثة». وتقول الكاتبة كلير تومالين في سيرتها عن أوستن إنها وهي «ترقص وتغازل وتحلم وتقبّل ربما تسلك كبطلة ومتفرجة معاً، تعيش بنفسها زمن القوة والإثارة والمغامرة القصير الذي قد يأتي إلى شابة تفكر باختيار زوج».ولدت جين أوستن عام 1775 في ستيفينتون، هامبشاير، كانت الطفلة السابعة من ثمانية، ووالدها كان قسيساً لمدرسة آبي في ريدينك حيث تلقت تعليمها هناك، وضمن نطاق العائلة، تعلمت وشقيقتها الوحيدة الرسم والعزف على البيانو... اهتمت بالقراءة (كانت لوالدها مكتبة تضمن 500 كتاب) وكتبت أيضاً أن أفراد عائلتها كانوا يحبون قراءة الروايات، وكانت هي تعرف الكثير عن روايات عصرها وكتابها ومنهم فيلدينغ وريتشارد سون.
توابل - ثقافات
200 سنة على «كبرياء وتحامل» لجين أوستن
03-02-2013