في حين تواصلت الأعمال الحربية والقتال بين الجيشين النظامي والحر في معظم أنحاء سورية، نالت منطقة حمص القسم الأكبر منها أمس، إذ استمر القصف من القوات النظامية ومن الطيران الحربي على أحياء حمص المحاصرة، بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 73 شخصاً في خمسة أيام من الاشتباكات بين قوات النظام ومقاتلين معارضين في غرب المدينة.

Ad

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن 73 شخصاً قُتلوا في الاشتباكات المتجددة في غرب حمص منذ الأحد الماضي، والتي تتركز في حيي جوبر والسلطانية "التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليهما".

كما قصفت قوات النظام أمس، أحياء حمص القديمة والخالدية المحاصرة منذ أشهر.

وأظهر شريط فيديو نُشر على موقع "يوتيوب" طائرةً حربية تحلق فوق حي جوبر، وتلقي عدداً من القنابل التي تنفجر بعد ثوان، وتتصاعد أعمدة دخان رمادية وسوداء كثيفة من المدينة. وتكرر المشهد نفسه تقريباً فوق مدينة داريا في ريف دمشق.

وأفاد المرصد عن غارات أيضاً على بلدة عقربا في ريف دمشق. وفي محافظة درعا (جنوب)، تعرضت بلدة بصر الحرير لقصف بالطيران الحربي، بينما شهد محيطها اشتباكات مستمرة منذ أيام.

"الحل السياسي"

من جهة أخرى، أكد نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل أمس، أن بلاده ذاهبة إلى حل سياسي ستظهر ملامحه خلال الأسابيع المقبلة، معتبراً أن المعارضة والموالاة قادرتان على "إيجاد قواسم مشتركة من أجل إبعاد المسلحين غير السوريين ومن يحكمهم".

وقال جميل في تصريح صحافي أدلى به أمس، لدى مغادرته العاصمة اللبنانية بيروت عبر مطار رفيق الحريري الدولي إلى إحدى الدول الخليجية في زيارة وصفها بالخاصة أن "الحكومة بادرت إلى الحل بعد المبادرة التي أطلقها الرئيس بشار الأسد، ووضعت الإطار التنفيذي العام للبرنامج الحكومي من أجل الحوار وصولاً إلى المصالحة الوطنية". وأضاف أن البرنامج يتضمن ثلاث مراحل تحضيرية وانتقالية ونهائية بهدف الوصول عملياً إلى مخرج من الأزمة يخفف الخسائر التي تتعرض لها البلاد مادياً وبشرياً.

من جهته، دعا السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى التفاعل الإيجابي مع البرنامج الجديد الذي طرحته الحكومة السورية لحل الأزمة.

وقال الجعفري في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط، إن "الحكومة السورية طرحت مؤخراً برنامجاً سياسياً شاملاً لحل الأزمة الجارية في سورية، حلاً وطنياً عبر الحوار بين السوريين أنفسهم وبقيادة سورية، وبشكلٍ متوازٍ ندعو كل من يدعي الحرص على حل الأزمة في سورية حلاً سلمياً أن يتفاعل إيجاباً مع هذا البرنامج، ويطرح أفكاراً بنّاءة لدعم تنفيذه بدلاً من التحريض على رفض الحلول السياسية ورفض الحوار".

وبعد أن انتقدت بعض الدول في الجلسة مواقف الحكومة السورية، أوضح الجعفري انه لن يرد على ما وصفها بالادعاءات والمزاعم الزائفة التي ساقتها بعض الوفود ضد بلاده.

وكان السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله بن يحيى المعلمي قال، إن النظام السوري فقد شرعيته، ولم يعد قادراً على الاستمرار في السلطة، مشدداً على أن التشبث بالسلطة على "جثث الشهداء" لا يمكن أن يطول.

في المقابل، رأى السفير الإيراني لدى بغداد حسن دانائي- فر أمس، أن حلاً سلمياً للصراع الجاري في سورية "بعيد المنال"، مشيراً إلى أن البلاد باتت على شفير حرب أهلية.

ظهور تلفزيوني

في هذه الأثناء، ظهر الرئيس السوري أمس، على شاشة التلفزيون الرسمي وهو يشارك في مراسم الاحتفال بالمولد النبوي في أحد جوامع دمشق، وذلك للمرة الأولى منذ السادس من يناير.

وبث التلفزيون السوري صوراً مباشرة أظهرت الأسد وهو يقوم بالصلاة إلى جانب مفتي الجمهورية ووزير الأوقاف وعدد من المسؤولين. وقال إنها من جامع الأفرم الواقع في حي المهاجرين في شمال دمشق.

إلى ذلك، دعت السلطات السورية إلى إقامة "صلاة مليونية" اليوم، في جميع المساجد السورية بنية عودة الأمن إلى البلاد.

(دمشق - أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)