مفهوم خاطئ يجب تغييره
![أحمد الفقم العازمي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1627574064647371700/1627574070000/1280x960.jpg)
والأعجب من ذلك كله هو اعتقاد الشباب الذين يقومون بهذه الأفعال أن ما قاموا به هو الرجولة بكل معانيها، وأنهم إذا لم يدخلوا في شجار وعنف جسدي مع غيرهم، ولو كان على أتفه الأسباب، فإن ذلك يمثل نقصاً في رجولتهم! فهم ينظرون إلى الرجولة بأنها إبراز القوة واستخدام العنف مع الغير، وهو بلا شك مفهوم خاطئ لمعناها يجب على الشباب تغييره.إن الرجولة الحقيقية هي في حسن التصرف في الأوقات الحرجة والصعبة ووزن الأمور بميزانها الصحيح، وهي أيضاً تتمثل في السلوك الحسن مع الناس وكتم الانفعالات لإبعاد النفس عن أمور لا تحمد عقباها، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان (أرجل) البشر وأحسن الناس خلقاً، رغم أنه لم يعرف عنه أنه تشاجر أو دخل في عراك مع غيره من البشر، وكذلك الصحابة الكرام كانوا رجالاً بمعنى الكلمة دون أن يتشاجروا أو يستخدموا العنف الجسدي. إن هذا المفهوم الخاطئ لمعنى الرجولة لابد له من وقفة جادة من قبل علماء النفس والتربية لتوعية الشباب بضرورة تغيير هذا المفهوم ليجنبوا أنفسهم وغيرهم مصائب لا تحمد عقباها، ولا يكفي فقط ضبط المتشاجرين وإنزال العقوبات عليهم، فهذه مرحلة تتم بعد وقوع الجريمة، بل ينبغي الحرص على إيقاف الجريمة المتمثلة بالعنف الشبابي قبل وقوعها، وهذا لا يأتي إلا من خلال التوعية والإرشاد من قبل أصحاب الاختصاص.