أحمد السبكي: السينما تعتمد على المغامرة وشهادتي في ابني مجروحة

نشر في 22-04-2013 | 00:02
آخر تحديث 22-04-2013 | 00:02
مع أن السينما في مصر تعاني أزمات كثيرة راهناً، أبرزها أن عدداً كبيراً من شركات الإنتاج قرر ألا ينتج في مثل هذه الظروف في انتظار استقرار الأوضاع، إلا أن البعض ما زال يحارب ويحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهو ما مكنه في المقابل من أن يكون مسيطراً على السوق السينمائي وفي مقدمة هؤلاء {السبكية} الذين أصبحوا ملوك السوق. في حوارنا مع المنتج أحمد السبكي نتعرف منه على أسباب إقدامه على الإنتاج في ظل هذه الأوضاع مقابل هروب كثير من الكيانات الإنتاجية الأخرى.
تطلق عملين في موسم الصيف المقبل، ألا تخشى الخسارة في ظل تقلبات السوق؟

لدي فيلمان هما {تتح} لمحمد سعد، و{الحرامي والعبيط} لخالد صالح وخالد الصاوي، وكان لدي أيضاً فيلم {كلبي دليلي} لسامح حسين ولكن يبدو أنه سيتم تأجيله إلى موسم عيد الفطر، خصوصاً أن الفيلم يتماشى مع طبيعته، كذلك نصوِّر راهناً {قلب الأسد} لمحمد رمضان، ولم نستقر بعد على موعد عرضه.

تتحدث عن هذه الأعمال كافة في ظل حالة ركود سينمائي.

من قال إن ثمة ركوداً؟ فعلاً الأحوال السياسية غير مستقرة ولكنها مستمرة منذ فترة طويلة للغاية، فهل يعني ذلك أن نتوقف عن تقديم أي أعمال انتظاراً للاستقرار الذي لا أتوقع أن يحل قريبا؟ على الجميع أن يعمل ويجتهد ويقدم أعمالاً مختلفة لأجل الجمهور، فالفكرة هي أن تعلم ما الذي يريده الجمهور وأن تجبره على مغادرة منزله لمتابعة الفيلم الذي تقدمه له في دور العرض. أما أن نقدّم فيلماً لا يحتاج إليه الجمهور في الوقت الحالي، فهذا لا يمكن تسميته سوى قلة تفكير، لأن المنتج الشاطر هو من يبحث عما يريده الجمهور ويقدمه له وهو ما أحاول تقديمه منذ الثورة، رغم أننا كنا نعمل في ظروف صعبة للغاية.

علينا أن نعمل ونقدم أعمالنا للجمهور، وهو في النهاية سيتقبلها. في المقابل، لا يمكن لوم الجمهور على عدم مشاهدته الفيلم إن لم نقدم له ما يحتاج إليه.

لكن يرى البعض أن «السبكية» تسيطر على سوق السينما.

على الجميع أن يعلم أن السينما تحتاج إلى المغامرة، خصوصاً في هذا التوقيت، فأنت تستطيع أن تقدم عملاً تعتقد أن الجمهور سيفضله ولكن في الوقت نفسه تحدث أسباب خارجة عن إرادتك تتسبب في ألا يحقق ما كنت تتوقعه، ومن الممكن أن يكون العمل أقل من المتوسط ولكن تساعده الظروف فيحقق نتائج مرتفعة في دور العرض. بالتالي، علينا أن نعلم أن الفكرة ليست في حسابات دقيقة فحسب، ولكن في المغامرة لأنها مطلوبة. ومنذ أن دخلت دائرة الإنتاج وأنا مقتنع بضرورة المغامرة وإلا عليّ أن أجلس في بيتي، فنحن نعمل في ظروف سوق متقلبة للغاية وليست مضمونة. علينا أن نعي دائماً أن روح المغامرة هي أساس الإنتاج وكل ما على المنتج فعله هو الاجتهاد.

هل الحرص على تنوع الأعمال يمكن تصنيفها كنوع من المغامرة؟

نعم. أقدم نوعيات الأفلام كافة، ولدي أعمال تصلح للمهرجانات وأعمال تناقش قضية معينة، كذلك أعمال يكون غرضها الترفيه فحسب، فأنا من أنتج «شارع الهرم» وقدمت أيضاً فيلمي «كباريه» و{الفرح» وهذه شطارة منتج وليس لها أي تفسير آخر. عليك أن تنوع أعمالك التي تقدمها لأنك لا تقدمها لشريحة واحدة فقط بل لعدد مختلف من الشرائح، وكما يقولون: «لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع». بالتالي، علينا أن نجتهد في ما نقدمه للمشاهد، فثمة من يرى أن فيلم «عبده موتة» مناسب له وثمة من يبحث عن فيلم مثل «الفرح» أو «كباريه»، لذا ينبغي أن تكون لدى المنتج رؤية في جمهوره ويعرف كيفية التعامل معه في الأعمال التي يطرحها، لا أن يتعامل من منطلق تفكيره ورؤيته الشخصية.

ولكن البعض قد يتهمك بتقديم أعمال غير لائقة أو تافهة؟

يدل هذا الكلام على قصور في التفكير، لأن الأعمال لا تستهدف مشاهداً معيناً ينتمي إلى طبقة محددة. أغازل بأعمالي الطبقات والشرائح الاجتماعية كافة وأصحاب الرؤى المختلفة، وأعتقد أنني أحد أفضل من يقدمون هذه التشكيلة المتجانسة، والتي تجد فيها الفيلم المسلي إلى جانب الفيلم صاحب البصمة السينمائية.

ما سبب استعانتك بابنك كريم لإخراج فيلم «قلب الأسد»؟

بالفعل حدث هذا الأمر، ورغم أن شهادتي في ابني مجروحة، فإن كريم السبكي درس الإخراج في الولايات المتحدة الأميركية لستة أشهر، وبالتالي لديه خلفية لما يقوم به، وليس من المنطق أن نقول بأنه تولى الإخراج لكونه مشاركاً في الإنتاج، لأن هذا الكلام لا يمكن قبوله. تولى كريم الإخراج لأجل تقديم عمل متميز، وأعتقد أنني أراهن عليه في هذه التجربة وأرى أنه يمكن الاستفادة منه ومما درسه، وأنه سيقدم شيئاً مختلفاً في هذا الفيلم، خصوصاً أنه يُخرج لمحمد رمضان الذي حصد فيلمه الأخير إيرادات عالية للغاية. بالتالي، ستكون مهمة صعبة لفريق العمل لأجل الثبات على المستوى الذي كانوا يقدمونه في العام الماضي، وأنا واثق في المجموعة بأكملها.

back to top