شكا عاملون في قطاع السياحة المصري تراجع أعداد السائحين بنسب مخيفة خلال الفترات الماضية، مضيفين أن الجنسيات العربية هي الأعلى بين الجنسيات التي مازالت تتردد على مصر، بينما تحتل السياحة الإسبانية المرتبة الأولى في إجمالي عدد السائحين الذين وفدوا إلى مصر خلال الفترة الماضية بين الجنسات الأجنبية التي زارت مصر.

Ad

وقال هؤلاء، في تصريحات لـ"العربية.نت"، إن تراجع عدد السائحين ساهم في تعطل العديد من المشروعات التي كانت تقدم خدمات سياحية، وعلى رأسها المطاعم التي تراجع عدد روادها بما يقرب من 60 في المئة على الأقل، خاصة في ظل أحداث الاشتباكات الدامية التي تقع في المناطق الحيوية أو القريبة من مناطق الأحداث الملتهبة.

وذكر عادل محمود، ويعمل في أحد المطاعم السياحية بمنطقة وسط المدينة بالقاهرة، في تصريحات لـ"العربية.نت"، إن حركة السياحة تراجعت بنسب كبيرة خلال الفترة الماضية، رغم أنها كانت قد بدأت تتحرك عقب انتهاء انتخابات الرئاسة، لكن مع تجدد التظاهرات عاد التراجع من جديد، لكن بنسب مرتفعة.

تخفيض العاملين

وأوضح محمود أنه بسبب تراجع أعداد السائحين فقد توقفت بعض المطاعم التي كانت تعمل فقط لتقديم خدماتها للسائحين، بسبب عجز أصحابها عن توفير ما عليهم من التزامات، مشيرا إلى أن بعض المطاعم لم تتوقف فجأة بل سبقها تخفيض عدد العاملين إلى أكثر من 50 في المئة.

وتابع انه بالتزامن مع تراجع عائدات المطاعم، فقد ارتفعت أسعار الضرائب وتكلفة فواتير المياه والكهرباء، إضافة إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية، بما لا يتمكن أصحاب المطاعم من توفير كل هذه الالتزامات، بسبب قلة أعداد المترددين على المطاعم وبالتالي انخفاض العائدات.

وزاد ان أغلب المطاعم اعتمدت على محورين لمواجهة الأزمات التي يواجهها قطاع السياحة، الأول يتمثل في تخفيض العملة بنسبة 50 في المئة على الأقل، إضافة إلى العمل على تخفيض إجمالي المصروفات، وكان ذلك على حساب ملايين العاملين في هذا القطاع، خاصة أن إجمالي عائدات أغلب المطاعم تراجعت بما لا يقل عن 70 في المئة.

وبين ان بعض المطاعم كانت تعتمد قبل التراجع الأخير على المصريين، لكن مع ارتفاع الأسعار وعدم قدرة الأسر المصرية على الوفاء بالتزاماتها انخفض عدد المترددين من المصريين على المطاعم السياحية، بسبب ارتفاع أسعارها مقارنة بالمطاعم العادية.

ارتفاع التضخم

وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء قبل أيام ارتفاع معدل التضخم الشهرى خلال يناير الماضي بنسبة 1.8 في المئة، مقارنة بشهر ديسمبر السابق عليه، كما ارتفع معدل التضخم السنوي مقارنة بشهر يناير 2012 ليسجل 6.6 في المئة ليصل إلى 129.2 نقطة.

ووفقاً للجهاز فقد تراجع عدد السائحين القادمين من كل مناطق العالم إلى مصر بنسبة 28.6 في المئة خلال يناير 2012، ليصل عدد السائحين نحو 820 ألفا مقابل 1.148 مليون خلال يناير 2011، وبلغ عدد الليالي السياحية التي قضاها السياح 10.6 ملايين ليلة خلال يناير 2012، مقابل 12.4 في يناير 2011، حيث بلغت نسبة التراجع 14.8 في المئة.

وبلغ عدد السائحين العرب القادمين 167 ألفا خلال يناير 2012، مقابل 139 ألفا خلال يناير 2011، بنسبة زيادة 20.5 في المئة، بينما بلغ عدد السائحين العرب المغادرين 180 ألفا خلال يناير 2012، مقابل 172 ألفا خلال يناير 2011، بنسبة زيادة قدرها 4.7 في المئة.

وبلغ عدد الليالي السياحية التي قضاها السائحون العرب 2.7 مليون ليلة خلال يناير 2012، مقابل 2.3 مليون ليلة خلال يناير 2011 بنسبة زيادة قدرها 17.4 في المئة.

(العربية.نت)