لا يأبه عيسى كثيراً لطبيعة بلدته المحافظة، وهو يصنع ويخزن النبيذ الذي لم يعد متوافراً في قطاع غزة منذ سيطرة الإسلاميين عليه في صيف 2007.

Ad

ويدرك عيسى جيداً أن صناعة النبيذ خارجة عن طبيعة أهالي وسكان القطاع المحافظين، لكنه يعتبر شرب الخمر حرية شخصية كفلها القانون الفلسطيني. ويقول الرجل وهو في منتصف الثلاثينيات من عمره لـ"الجريدة": "أستخدم في صناعة النبيذ مواد طبيعة، بينما هناك كثير من الشباب يتعاطون المخدرات وحبوبا أخرى دخلت إلى القطاع عبر الأنفاق".

وتمنع حركة "حماس" التي تدير مقاليد الحكم في الجيب الساحلي الصغير، الاتجار في الخمور أو شربها، وتكتفي بمصادرة أي أنواع من المشروبات الروحية يجلبها مسافرون إلى القطاع عبر معبر رفح البري أو عبر معبر إيريز. وأوضح عيسى وهو موظف حكومي أنه "لجأ لصناعة النبيذ يدوياً بعدما شح تواجده ومنع في القطاع"، مؤكداً أنه يصنع هذا المشروب لبيته وليس بهدف الاتجار.

ويقول عيسى: "صناعة النبيذ لا تقف عندي فحسب، فهناك العديد من عشاق المشروبات الروحية الذين يقومون بإنتاج نبيذ من صنع محلي داخل منازلهم". وكان بامكان عشاق المشروبات الروحية، شرب النبيذ وأنواع أخرى من الخمور في بعض المطاعم في غزة قبل سيطرة "حماس" على القطاع. ويرى رأفت، وهو ناشط يساري، أن شرب الخمر حرية شخصية رغم أنه يعي تحريمه في الإسلام، إلى جانب أضراره على العقل. ويقول الرجل وهو في الأربعينيات من عمره، إنه يصنع النبيذ داخل منزله، ولا يجد حرجا في ذلك، لكنه يتمتع بالمشروبات أكثر خلال رحلاته خارج القطاع لتوافر أصناف وانواع مختلفة.

ولا ينص القانون الفلسطيني على أي مادة تدين الشخص الذي يشرب الخمر، لكن الاتجار بها فقط هو الذي يعد جريمة.