كم هو مؤلم أن يمر هذا العيد علينا وأكثر من مليوني لاجئ سوري في العالم، متناثرين حيث لا وطن ولا سقف يحويهم سوى دول الجوار وبعض المخيمات التي تبرعت بها بعض الدول! كم هو مؤلم أن يمرّ هذا العيد ومصر الحبيبة تعاني على التوالي عدم استقرار الوضع السياسي، وشهداء تهدر أرواحهم في سبيل الوصول إلى الديمقراطية! كم هو مؤلم أن الشعوب العربية تكافح فقط للحصول على شيء من الديمقراطية!

Ad

كم هو مؤلم أن تعرف أن هناك حوالي 842 مليون نسمة في العالم يعانون أزمة جوع مزمن، وما يزيد الأمر سوءاً هو افتقار نحو ملياري نسمة إلى الفيتامينات والمعادن اللازمة ليعيشوا حياة صحية!

تمر الأعياد بكثير من الشجن وكثير من الدماء المسفوكة وكثير من الجوع، تمر على عالمنا العربي دون بهجة حقيقية، لم تعد تعنينا الأعياد وأخبار الثورات واللاجئين والشهداء تلاحقنا بشكل يومي، لم يعد هناك متسع من الوقت للاحتفاء وهناك أجساد تنهشها الأمراض لعدم وجود مأوى لها.

نطفئ شموع كل عيد بأمنية بأن غداً يوم أفضل وهذا ما نتمناه فعلاً، ونود كثيراً لو أنه يصبح أفضل.

هذا العيد كان باهتاً لأن الاستقرار لم يعد حليفاً للعرب، ولأن الحروب باتت تتوارى خلف ستائر الأيام.

كل ما أتمناه لكل لاجئ أن يعود إلى وطنه وينعم بالسلام، وكل ما أتمناه لكل جائع أن يجد لقمة ثابتة له بوجباته الثلاث، وكل ما أتمناه لجميع المضطهدين التحرر من جميع قيود الاستعباد والظلم.

كل عام وجروحنا قابلة للشفاء، كل عام وأوطاننا آمنة، كل عام وجميع الأعياد تحمل فرحة ننتظرها جميعاً، ما يحدث بأي دولة عربية قريبة أو بعيدة هو ألم عربي لأمة بأجمعها، وما يحدث في العالم من بؤس هو كابوس نتمنى أن ينتهي.

كل عام والسلام حليفنا، كل عام والحب يجمعنا، كل عام ونحن بحال أفضل من العام الذي يسبقه.

قفلة:

هناك مقولة لا أعرف من هو قائلها ولكنها أعجبتني كثيراً لواقعيتها وهي "إما أننا نشهد نهاية الحروب، وإما أن تشهد الحروب نهايتنا"... كم أتمنى أن تكون الأولى حقيقة.