طهران لـ «5+1»: شروط التفاوض أصبحت من التاريخ
• نتنياهو: العقوبات اقتربت من أهدافها • توقيف 4 حاولوا تخريب موقع نووي
استبقت إيران المفاوضات النووية المرتقبة في جنيف يومي 15 و16 أكتوبر، وأعلنت رفضها للعرض الأخير المقدم من القوى الكبرى الذي يتضمن وجوب تخفيض عملية تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20 في المئة وتعليق أنشطة في موقع فوردو النووي، مؤكدة أنه لم يعد قائماً وعلى مجموعة "5+1" اعتماد "مقاربة جديدة" للموضوع. وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني مساء أمس الأول، إن "العرض السابق لمجموعة 5+1 أصبح من التاريخ وعليهم المجيء إلى طاولة المفاوضات مع مقاربة جديدة".
وشدد ظريف على أن "هدفنا هو التحكم بالطاقة النووية السلمية وخصوصا تخصيب اليورانيوم على أرضنا وهدفهم هو أن يبقى برنامجنا سلمياً دائماً. يتعين إيجاد وسيلة لبلوغ هذين الهدفين في الوقت نفسه". وأضاف وزير الخارجية: "لو نجحت الضغوط على إيران لما كان لدينا اليوم 18 ألف جهاز طرد مركزي"، مبيناً أن "العقوبات طالت الحياة اليومية لكل الإيرانيين وعلى الرغم من هذه الضغوط، لم يحقق الغرب أهدافه. يجب وقف هذه اللعبة والبدء بأخرى يعترف فيها الغربيون بحقوق إيران في التخصيب". وأثناء الاجتماعين في الماتي (كازاخستان) في فبراير وأبريل الماضيين، قدمت القوى الكبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين وألمانيا) عرضاً يتضمن وجوب موافقة إيران على وقف تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 في المئة ونقل بعض مخزوناتها إلى خارج البلاد وإغلاق منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض، مقابل تخفيف بعض العقوبات المفروضة على تجارة الذهب والقطاع البتروكيماوي. تخفيف العقوبات في المقابل، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس إلى عدم تخفيف العقوبات على إيران، مشيراً إلى أنها "على وشك تحقيق هدفها" المتمثل "بحرمان إيران من قدراتها على التخصيب". وقال نتنياهو، خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته، إن إسرائيل "لا تعارض إجراء مفاوضات دبلوماسية مع إيران تؤدي إلى إزالة قدرتها على التخصيب"، مؤكدا أن طهران "تدعي أنها معنية بهذه القدرة من أجل احتياجات برنامجها النووي المدني. وهنالك سبع عشرة دولة في العالم تنتج الطاقة النووية لأغراض مدنية من دون جهاز طرد مركزي واحد وبدون تخصيب الذي يعد المركب الأساسي في إنتاج المواد الانشطارية من أجل تصنيع القنبلة النووية". في السياق، أعلن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أمس اعتقال أربعة أشخاص بتهمة محاولة تخريب في أحد المواقع النووية. وقال صالحي، بحسب وكالة "مهر" للأنباء: "منذ بعض الوقت اكتشفنا أنشطة تخريب يقوم بها عدد من الأشخاص في مركز نووي، سمحنا لهم بمواصلة أنشطتهم لجمع المزيد من المعلومات واعتقلناهم في الوقت المناسب والاستجواب متواصل". وفي أغسطس 2012 تعرضت خطوط كهربائية تزود موقع فوردو، الذي يحظى بحماية عسكرية، لعملية تخريب بالمتفجرات. وفي 2010 خرب فيروس "ستاكسنتط" المعلوماتي الذي نسبته طهران إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، الآلاف من أجهزة الكمبيوتر الأمر الذي عطل أجهزة الطرد المركزي المستخدمة لتخصيب اليورانيوم. (طهران- أ ف ب، رويترز)