أروى جودة: أعشق الاستعراض وأحلم بالفوازير
بدأت مشوارها الفني كعارضة أزياء، رصيدها خمسة أفلام وثلاثة مسلسلات، تعترف ببطء خطواتها الفنية مفضلة إعطاء كل عمل حقه، تعتمد على إحساسها في اختيار أعمالها وتحلم بتقديم الفوازير.
إنها الفنانة أروى جودة التي كُرّمت أخيراً عن أعمالها في رمضان الماضي. عن سبب غيابها عن الشاشة الرمضانية هذا العام، وتقييمها لتجربة التقديم التلفزيوني في The Voice كانت الدردشة التالية معها.
إنها الفنانة أروى جودة التي كُرّمت أخيراً عن أعمالها في رمضان الماضي. عن سبب غيابها عن الشاشة الرمضانية هذا العام، وتقييمها لتجربة التقديم التلفزيوني في The Voice كانت الدردشة التالية معها.
ماذا يعني استمرار حصولك على الجوائز عن الأعمال التي قدمتها في رمضان الماضي؟
يعني أن الأعمال التي تُقدّم في وقت معين من السنة ليست لحظية بل يستمرّ مردودها مع المشاهد وقتاً طويلاً، ما يجبرني على التركيز في خياراتي المقبلة. يسعدني ذلك ويؤكد لي أن العمل الناجح يقبل الجمهور على مشاهدته دوماً ولا ينساه. هل يؤثر النجاح على خيارات الفنان المقبلة؟بالطبع، فقد شاركت للمرة الأولى في مسلسلين عُرضا في 2012، وحققا النجاح على رغم الزخم الدرامي الذي كان قائماً. بالتالي، يصعب عليّ اختيار عمل بنفس قوتهما، بالإضافة إلى شعوري بأن طاقتي استنفدت بعد هذا النجاح، لكن التحدي يساعدني على النجاح عبر البحث عن الأفضل وإبراز قدرات جديدة لم أظهرها سابقاً. ليس من السهل أن أفوز بحب الجمهور واحترامه، ومن واجبي ضمان استمرارية هذا الحب، لأن المشاهد العربي لا يرضى بأدوار لا قيمة لها.برأيك، هل تغيّرت أذواق الجمهور المصري بعد ثورة يناير؟بدأ التغيير منذ سنوات وليس بعد الثورة، مع انتشار القنوات الفضائية المتنوعة والمسلسلات التركية والمكسيكية والكورية والهندية. بالتالي، أصبحت المنافسة عالمية، ويقيم الجمهور هذه المقارنة رغماً عن الفنانين المشاركين فيها، وبغض النظر عن جنسياتهم. بالتأكيد يصعب إرضاء المشاهدين كلهم، وأي فنان يجد نفسه دوماً أمام تحدٍّ كبير. تغيبين هذا العام عن الدراما الرمضانية، ما السبب؟ لأنني غير معتادة على تقديم أكثر من عمل في العام نفسه، إلا أنني شاركت خلال السنة الماضية في مسلسلي «نابليون والمحروسة» و«خطوط حمراء» بعد إعجابي بهما، وما إن انتهيت منهما حتى خضت تجربة التقديم في برنامج The Voice ثم صورت فيلمي الجديد «فيلا 69»، لذا أشعر بألا طاقة إبداعية لدي في الوقت الحالي بعدما استنفدت هذه الأعمال طاقتي، وأحتاج إلى فترة شحن لهذه الطاقة وفي الوقت نفسه أعدّ ذاتي لأي عمل قد أشارك فيه قريباً.كيف تعدّين ذاتك؟بقراءة مجموعة من الكتب، ممارسة الرياضة للحفاظ على رشاقتي، تعلم الرقص ومبادئ تصوير مشاهد الأكشن... لا تعود فائدة ذلك كله على عملي فحسب، بل تؤثر في حالتي النفسية عموماً، ففي كل يوم أتعلم شيئاً جديداً يغير جزءاً من شخصيتي كالصبر وحسن التصرف في المشاكل... ولأن انشغالاتي في السنوات الثلاث الأخيرة منعتني من ممارسة هذه الهوايات، قررت استغلال هذه الفترة للقيام بها.درست التصوير خدمة لدورك في «فيلا 69» والركوب على الدراجات البخارية لدورك في «المواطن إكس» والعزف على آلة التشيللو لدورك في «الوتر»... إلى أي مدى تفيد هذه الدراسات الفنان؟تفيد الفنان والفرد عموماً، كلما تعلمنا أموراً أكثر أصبح لدينا أمل جديد في الحياة وحماسة للقيام بأمور عدة وفخر بما وصلنا إليه وتعلمناه... يمنح التمثيل الفنان فرصة ليتعلم أموراً لم تخطر في باله مثل ركوب الدراجات النارية الذي كنت أحلم به، ولكن خوف أهلي عليّ كان يمنعني من تحقيقه، وعندما عُرضت عليّ المشاركة في «المواطن إكس» أوضحت للقيمين عليه أن هذا من ضمن متطلبات الدور. ما معايير اختيارك لأدوارك؟أن تبتعد عن التكرار. يلاحظ المتابع لأعمالي اختلاف أدواري، فراقصة الاستعراض في «مفيش غير كده» مختلفة عن المدمنة في «زي النهارده» وعن العازفة في «الوتر»... قد أختار دوراً أديته في السابق لكنه يتضمن إضافات جديدة. مثلاً، لا مانع لدي من تجسيد شخصية فتاة الاستعراض مرة أخرى لأنني أعشق الاستعراض، إلا أنني أحرص ألا يملّ الجمهور مني، وألا يتم حصري في نوعية معينة من الأدوار.ما دمت تعشقين الاستعراض... لماذا لا تقدمين الفوازير؟ أحلم بذلك بالفعل، ولكن لم يُعرض عليّ مشروع في هذا الصدد، وعلمت أن الفنان محمد هنيدي سيقدم فوازير في رمضان هذا العام وأنتظر مشاهدتها بشغف. لماذا تقلّ أعمالك التلفزيونية مقارنة بالسينمائية؟ في البداية، كنت أقدم عملاً واحداً خلال العام (سينما أو تلفزيون)، ولم تكن المسلسلات المعروضة عليّ كثيرة ربما لأنني كنت في بداية مشواري الفني. لكن بمجرد أن شاركت في أول مسلسل انهالت العروض عليّ، فأنا لم أخطط ولم أفضل السينما على التلفزيون، بالعكس أميل الآن إلى العمل في المسلسلات.هل تتفقين مع مقولة التلفزيون يحرق الفنان؟بالطبع لا، ذلك أن الأعمال الدرامية تعرّفني إلى الجمهور، ثم لا أشارك في عمل لأنه سينجح بل لشعوري بأنني سأتميّز فيه والتوفيق في النهاية من عند الله ورضا الجمهور. أعمل في الفن لأنه يدخل فرحاً وراحة إلى قلبي، وعندما يهوى الشخص عمله تزداد رغبته في تقديم المزيد والمميز باستمرار.وما تقييمك لتجربة تقديم برنامج The Voice؟جيدة وصعبة في آن، قد تكون صعوبتها هي التي جعلتها جيدة. كنت أتنقل أسبوعياً بين القاهرة وبيروت وهو أمر مرهق للغاية، وعانيت من الناحية النفسية لأنني كنت أشاهد نجاح بعض المواهب في مقابل فشل أخرى وخروجها من المسابقة، إذ تعاطفت معها غصباً عني لأن البرنامج جمعنا وقوى علاقتنا ببعضنا البعض. والتقديم التلفزيوني؟ليست المرة الأولى التي أخوض فيها مجال تقديم البرامج، إذ سبق أن قدمت برنامج «على فين» على إحدى القنوات الفضائية ولكن توقف تصويره. عموماً، أحببت هذا المجال ولا أمانع من تكرار هذه التجربة، لصقل موهبتي في التقديم حتى أصبح متمكنة منه.وهل لديك شروط للموافقة على تقديم برنامج؟أن يكون جديداً ومختلفاً، وأن تكون فكرته قريبة من شخصيتي ما يساعدني على الإجادة في تقديمه. هل تسيرين وفق خطة محددة؟إطلاقاً، فأنا عشوائية في خطواتي الفنية التي أعلم أنها قليلة، ليس كسلا بل ليأخذ كل عمل حقه. اعتمد على «ترمومتر» إحساسي في خياراتي كافة. من تأخذين برأيه في أعمالك؟أهلي وأصدقائي من داخل الوسط الفني كالمنتجين والمخرجين والفنانين من جيلي والجيل الذي سبقني ومن خارجه، كذلك أصدقائي الإعلاميين.ماذا عن «فيلا 69»؟لا أستطيع التصريح بقصته في الوقت الحالي، ما يمكنني قوله إنه أول فيلم روائي طويل تخرجه آيتن آمين التي سبق أن قدمت أفلاماً روائية قصيرة حصلت على جوائز، وتربطني بها علاقة صداقة بدأت في فيلم «زي النهارده». {فيلا 69} من إنتاج محمد حفظي، بطولة: خالد أبو النجا ولبلبة، سيعرض في موسم عيد الفطر.