قصائد مفعمة بالترحال والغياب للشاعرة عائشة السيفي

نشر في 02-05-2013 | 00:02
آخر تحديث 02-05-2013 | 00:02
أمسية ملتقى الثلاثاء كرّمت سعود السنعوسي

استضاف ملتقى الثلاثاء الثقافي الروائي الكويتي سعود السنعوسي، والشاعرة العمانية عائشة السيفي، ضمن أمسية أدبية بنكهة خليجية.
نظّم ملتقى الثلاثاء الثقافي أمسية منوعة انقسمت إلى قسمين، الأول خصصته لتكريم الروائي سعود السنعوسي الفائز بجائزة «بوكر» العالمية للرواية العربية في دورتها السادسة، مؤكداً ضرورة الانفتاح على الآخر ضمن المشهد المحلي، بينما قرأت الشاعرة العمانية مجموعة من قصائدها المنوعة، متجولة بين الواقع والخيال مرتحلة إلى أزمنة أخرى، رافضة الغياب القسري.

بداية، أكد الروائي سعود السنعوسي ضرورة الانفتاح على الآخر ضمن المشهد الثقافي المحلي، معتبراً أن هذا الاشتباك الفكري والأدبي سيساهم في إنتاج إبداع حقيقي غير منغلق على ذاته، مستذكراً الدور الكبير التي لعبته الكويت خلال فترة الستينيات والسبعينيات في احتضان مجموعة من الأدباء والكتاب ساهموا في إثراء الساحتين الثقافية والفنية، لاسيما أن ثمة أسماء عربية مرموقة أسست قواعد ثابتة لمؤسسات ثقافية وفنية في الكويت، ومن هؤلاء الفنان زكي طليمات والكاتب أحمد زكي.

وعن تجربته في جائزة «بوكر» قال السنعوسي: «أحتاج إلى وقت طويل للحديث عن هذه التجربة الثرية، وأعني فترة لترتيب الأحداث ضمن جدولها الزمني ثم التعليق عليها، وسأكتفي هنا بالحديث عن المرحلة التي سبقت إعلان النتيجة، وتحديداً أثناء الفترة المحصورة بين يوم العشرين إلى الثالث والعشرين من أبريل الماضي، إذ التقيت بالمتنافسين الستة على الجائزة، وقد خصصت لنا الجهة المشرفة على الجائزة برنامجاً مكثفاً للتجول بشكل جماعي في «باص» أطلق عليه الكاتب إبراهيم عيسى «باص المدرسة»، وخلافاً لما كنت أتوقع عشت خلال هذه الفترة وقتاً ممتعاً».

وأسف السنعوسي للآراء المتعصبة التي كانت تصل إليه خلال فترة المسابقة، مبيناً أن الأجواء كانت جميلة جداً والمنافسة شريفة، آملا التخلص من العصبية المفرطة التي تشوه التنافس الشريف.

أشكال منوعة

ثم قرأت الشاعرة العمانية عائشة السيفي في الجزء الآخر من الأمسية مجموعة قصائد منتقاة من رصيدها المنوع بالأشكال الحديثة والتقليدية.

واستهلت قراءاتها بقصيدة عن المرأة ثم أعقبتها بنص «عن صديق ضلوعه الطريق» وتقول فيه: «جامحاً كنبيّ الفراشات/ دعهُ يرتّبُ ما يشتهيهِ المدَى للمدَى/ والصّديقُ لما يشتهيهِ الصّديق/ قلْ لهُ:/ إنّ قلبكَ يا صَاحبي، قد تضيقُ الكمنجاتُ عنهُ ولكنّني لا أضيقُ/ والحقيقةُ عينَاكَ يا صاحبي/ والغيابُ/ يَداكَ/ ورَائحَة الحبّ فيكَ/ الصّدى/ وضلُوعكَ أرصفتيْ والطّريقُ/ سلهُ- كالمستجِير برمضَائِهِ/ كيفَ يتركُ موسَى عصاهُ؟/ ونوحٌ سفينتَهُ؟/ ويفرّ المسيحُ بسلطانه/ ويجفّ على الفمِ... هذا النّبيذُ العتيقُ؟/ قلْ لهُ كائناً من يكونُ الحضُورُ.../ استَمعْ لموسيقَاهُ، أنتَ أقرَب للحنِ منّي/ فخذنيْ غناءً على وترٍ صامتٍ/ ربّما... في فمِ اللّيلِ تُبصِرني/ وتتمتِمُ مستعذباً/ كيفَ يخرجُ هذا الغنَاءُ/ الغناءُ الأنيقُ؟

ومن قراءاتها الأخرى قصيدة بعنوان «يخجلني» التي جاءت مفعمة بالتضاد، ومن أجوائها: «ويخجلنيْ أن تعيشَ البدايةُ بيْ/ وأكونَ الأخير بقَاموسهَا/ وأنا الخارجيّ كمَا يخرجُ النّورُ من رحمِ اللّيل/ والدّاخليّ كما يدخلُ الموجُ في الرّملِ/ والأبديّ كمَا يأبدُ اللّحنُ في فجوَاتِ الكمَان.

إهداء

وفي قصيدة أهدتها إلى مطرب الثورة السورية إبراهيم قاووش بعنوان «لا أشبه أحداً» منها هذا المقطع:

نارٌ تشتعلُ على جسَدِي... نارٌ تشتعلُ على جسدِي اللا يشبهُ أحداً/ جسِدِي... لا يشبهُ أحداً/ لا يشبهُ... لا يشبهُ... لا يشبهُ/ إلا أمطَار الصّيف المجنُون/ قافيتيْ... لا تشبهُ أحداً... لا تجرحُ أحداً... لا تؤذي أحداً/ إلا بطنَ الممتلئين بقتلاهُم/ أجسَاد الإثمِ... مواخِير الحربِ... المأثومُين/ عبيد السُوط وأولادِ الكلبِ/ مصاصي الشهداء... السفّاحين القتلة... ممسُوخي الأوجهِ/ الـ عجزوا عن إحصاء القتلى وانشغلُوا بالدولاراتِ وأسوَاق البُورصَةِ والنّفط.

ومن نصوصها العمودية، قرأت «نشج الليل» ومنها هذا المقطع: «نشجَ الليلُ بعَينيْ وبكَى/ كيفَ يبكيْ مَنْ مِنَ الدّمعِ غَرِقْ؟/ وهوَى كالظلِّ يمشيْ واقفاً/ مثلَ نجمٍ مسّهُ حُزنُ الغسَقْ/ صاخبٌ حزنيْ وليليْ صامتٌ/ وارتباكِيْ فيْ لظَى الصَمتِ عَلقْ/ يا رفِيقيْ جفِّفِ الدّمعَ وقِفْ/ فوقَ خديْ كشهَابٍ فيْ فلقْ/ واشربِ الطينَ فقدْ أعيا بهِ/ أنّه منْ لذةِ الماءَ شرَقْ/ صفَّقُ الصمتُ على أحشائهِ/ وتهاوَى قاذفاً طيشَ الودَقْ/ وانفُخِ النايَ فوجهيْ نائمٌ/ فيْ جدَارِ النايِ مثقُوب الحدَقْ/ عبَّ منهُ الرَّملُ حتَّى ملَّهُ/ بحرُهُ الغافيْ على شطٍ نزِقْ». كما قرأت الشاعرة عائشة السيفي مجموعة نصوص قصيرة.

back to top