لم يتأخر الناس يوم الانتخابات في قول كلمتهم، إذ كشفت النتائج أمس عن تغيير لافت في تركيبة مجلس الأمة لمصلحة الشباب والكفاءات، وعن توازن أوسع في التمثيل. وتبين بالملموس والأرقام أن المشاركة الفاعلة والواعية في الانتخابات عاقبت التمثيل المزيف الذي صبغ المجلس المبطل وأنهت كذبة "الإنجازات" التي ادعى المروجون للمجلس السابق بأنها تحققت، فيما هي كافأت عدداً محترماً من الطامحين بإخلاص إلى الخدمة العامة والأطراف ذات الطرح الوطني الهادف إلى التطوير والإصلاح في كنف الاستقرار.

Ad

وتمكن الناخبون رغم الحملة القصيرة في جو رمضاني حار أن يميزوا الأبيض من الأسود. فأحدثوا تغييراً بنسبة 54 في المئة مطعِّمين المجلس بكوادر ديناميكية وشابة، وموسِّعين مروحة التمثيل السياسي والاجتماعي في آن معاً.

ولم يتردد الناخبون في الاقتصاص من الطائفيين الموتورين، فأسقطوا رموزهم، مثلما ألحقوا خسارة فادحة بالشتامين أصحاب الأصوات العالية والمنابر الخاوية وبمعظم الذين اتهموا بشراء الأصوات أو حامت حولهم الشبهات.

وفي قراءة سريعة لنتائج الانتخابات، التي استمرت عملية فرزها حتى ساعات الصباح الأولى، يتبين أن أعضاء مجلس ديسمبر 2012 المبطل حصدوا أكبر خسارة، إذ عاد منهم 11 نائباً سابقاً و12 مبطلاً فقط.

أما على صعيد القوى السياسية، فاستطاع التحالف الوطني الديمقراطي إيصال نائبين هما فيصل الشايع وراكان النصف، ومثلهما كان للتجمع الإسلامي السلفي الذي حصد كرسيين كانا من نصيب د. علي العمير وعبدالرحمن الجيران.

ولدى القوى السياسية الشيعية، خسر التحالف الوطني الإسلامي 3 مقاعد، في "الأولى" و"الرابعة" و"الخامسة"، ليتراجع تمثيله من 5 نواب في المجلس المبطل إلى نائبين في المجلس الجديد هما عدنان عبدالصمد وخليل عبدالله.

أما تجمع العدالة والسلام فاستطاع المحافظة على مقعديه الاثنين، ممثلاً بالنائبين صالح عاشور وخليل الصالح، بينما استمر النائب د. يوسف الزلزلة في تمثيل تجمع الميثاق الإسلامي.

وعلى صعيد التمثيل القبلي، كانت مشاركة القبائل في الانتخابات الأخيرة لافتة بعد مقاطعتها للسابقة، إذ عادت قبيلة العوازم بقوة إلى مقاعد البرلمان بحصدها 5 مقاعد، بنائبين في "الأولى" هما محمد الهدية، ومبارك الحريص، وثلاثة في "الخامسة" هم حمدان العازمي، وسيف العازمي، وأحمد مطيع، أما قبيلة مطير فعاد تمثيلها البرلماني بمقعدين لحسين قويعان وماجد موسى، علماً أن كلتا القبيلتين لم يكن لهما تمثيل في المجلس المبطل.

أما قبيلة العجمان، فحافظت على مقعدها الوحيد في "الخامسة"، وهو ما يعكس التزام القبيلة بدعوات المقاطعة لهذه الانتخابات بعكس "العوازم" و"مطير". وكان لقبيلة عنزة ثلاثة مقاعد، لخلف دميثير في "الثانية" وعسكر العنزي ومحمد طنا في "الرابعة".

وحصدت قبيلة "الرشايدة" مقعدين في الدائرة الرابعة ممثلة بالنائبين سعد خنفور ومبارك الخرينج، ليتراجع تمثيلها من 5 مقاعد في الانتخابات السابقة إلى مقعدين.

أما على مستوى القبائل الأخرى، فاستطاعت قبيلة الهواجر إيصال مرشحها ماضي الهاجري، بينما يمثل النائب طلال السهلي قبيلة "السهول"، في حين يمثل قبيلة "العتبان" ثلاثة نواب هم أسامة الطاحوس ومحمد الجبري في "الثالثة"، وسعدون حماد في "الخامسة".

أما قبيلة ظفير، فحصلت على مقعد واحد ممثلاً بالنائب منصور الظفيري بعد أن كانت تملك مقعدين في المجلس المبطل السابق.

ولأول مرة دخلت قبيلة العداوين مجلس الأمة عبر نائبها عبدالله العدواني في الدائرة الرابعة.

52.4% نسبة المشاركة

بلغت نسبة المشاركة في انتخابات أمة 2013 نحو 52.4% وفق إحصائية وزارة الإعلام، في حين بلغت في انتخابات المجلس المبطل السابق (ديسمبر 2012) 40.3%، أي بزيادة 12.1%، ووصلت في المجلس المبطل الأول (فبراير 2012) إلى نحو 59.5%.

أما في مجلس 2009 فبلغت 58%.

وجاءت نسبة المشاركة بحسب الدوائر الانتخابية على النحو التالي: الأولى 58.14%، والثانية 58.8%، والثالثة 51.25%، والرابعة 50.93%، والخامسة 48.38%.