القيادي الفتحاوي سمير المشهراوي لـ الجريدة: أتمنى ألا تتورَّط مصر في تكريس انفصال غزة
«لم يعد أمام فتح وحماس إلا المصالحة الحقيقية... وفتح ستعود إلى البندقية والحجر»
هاجم القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» سمير المشهراوي، أداء الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال العدوان على غزة، ووصفه بالموقف الذي لم يرتق إلى مستوى الدماء التي أريقت في القطاع. وتمنى في حوار مع «الجريدة» ألا تتورط مصر في تسوية سياسية تكرِّس انفصال غزة عن الضفة الغربية. وفي ما يلي نص الحوار:
هاجم القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» سمير المشهراوي، أداء الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال العدوان على غزة، ووصفه بالموقف الذي لم يرتق إلى مستوى الدماء التي أريقت في القطاع. وتمنى في حوار مع «الجريدة» ألا تتورط مصر في تسوية سياسية تكرِّس انفصال غزة عن الضفة الغربية. وفي ما يلي نص الحوار:
• ما تقييمك للأداء السياسي للفصائل الفلسطينية؟ـ أعتقد أنه في لحظة بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، كان يجب أن يرتقي الجميع إلى مستوى اللحظة، ويدرك حجم المخاطر التي تحيط بالمشروع الوطني الفلسطيني.
وفي لحظة الدم، فإنه من المنطقي أن يلتف الجميع حول هدف أسمى ينسيهم الانقسام، لكن يبدو أن للعدوان الإسرائيلي أهدافا سياسية أهمها فصل غزة عن المشروع الوطني الفلسطيني من خلال ترسيخ الانقسام، بما يعني عملياً إنهاء مشروع إقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة.• لكن غياب أبومازن عن ترتيبات التهدئة، فضلاً عن أدائه خلال الأزمة، زادا الفجوة، أليس كذلك؟ـ بلا شك، وكان على الرئيس الفلسطيني أن يكون حاضراً، وهنا أعتب على المسؤولين المصريين، وأرى أنه كان عليهم دعوة أبومازن لمناقشة أمر يتعلق بجزء من شعبه، وهذا لا يعني بالطبع رضانا عن أدائه الهزيل، خلال الأزمة والذي لم يرتق إلى مستوى التضحيات الفلسطينية، وعتابي على المسؤولين المصريين لا يبرئ ساحة عباس، فكان عليه أن يحضر إلى القاهرة ولو بدون دعوة، وأن يكون على رأس الطاولة التي ستناقش الوضع في غزة.• في رأيك ماذا كان على عباس أن يفعل؟ـ فضلاً عن التواجد في مباحثات القاهرة، كان عليه أن يدعو إلى انتفاضة في الضفة الغربية، وأن يوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وأن يدعو مقاتلي "فتح" إلى القيام بدورهم في الدفاع عن شعبنا في الضفة والقطاع، فضلاً عن دعوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية للانعقاد، وأن تمثل فيها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وكثير من الخطوات السياسية والديبلوماسية التي هي من بديهيات العمل السياسي لرئيس يتعرَّض جزء من شعبه للإبادة الجماعية كما شاهدنا في غزة. • هل تشهد الساحة الفلسطينية مصالحة طال انتظارها؟ـ لم يعد أمام حركتي "فتح" و"حماس" إلا القيام بمصالحة حقيقية تطوي صفحة الانقسام البغيضة، وتعيد ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل، بما يسمح بتصليب المقاوم الفلسطيني في ساحة المقاومة، وكذلك تصليب موقف المفاوض الفلسطيني في حال استكمال المفاوضات، وهنا أقول للرئيس عباس لا يمكن لك أن تذهب إلى المفاوضات بدون جبهة داخلية متماسكة قوية تقف خلفك.• لكن الرئيس أبومازن يعارض هذا النهج؟ـ هو يعارضه كما يشاء، ولكن هذا هو نهج حركة "فتح" طوال تاريخها وهو الأصل لديها، ودوماً تراوح المركز بين المفاوضات والكفاح المسلح، واليوم نجد قواعد الحركة تتوق إلى العودة إلى الكفاح، وإذا لم يعجب هذا النهج الرئيس، فعليه أن يواجه الغضب الكامن في صدور الفتحاويين، بسبب ما جرَّه على الحركة من إهانات خلال فترة حكمه، وعليه أن ينتظر طوفان "فتح" الذي سيكنس هذه المرحلة، وفتح ستعود قريباً إلى البندقية والحجر.• ما تقييمك للدور العربي خلال العدوان على غزة؟ـ نحن ندرك قوة الدول العربية، ومقدار ما يمكنها تقديمه للقضية الفلسطينية ولكن الأهم بالنسبة لنا هو الموقف المصري، فمصر - خاصة ما بعد الثورة - شريكة في المسؤولية تجاه القضية الفلسطينية، وهي ليست وسيطاً، بل شريكة في الدم، وأتمنى ألا تتورط مصر في تسوية سياسية لما بعد العدوان تكرس فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، كما يجب على مصر رفض وإفشال المخطط الإسرائيلي بإلقاء عبء قطاع غزة على مصر، وأن يتخلص الاحتلال من مسؤولياته القانونية والسياسية تجاه القطاع.• متى ستعود إلى غزة؟ـ ربما خلال وقت قصير جدا، فأنا أعد العدة للعودة إلى الداخل للقيام بدوري كمواطن فلسطيني، يشرفه أن يقاتل مع كل فصائل المقاومة، وهذا دورنا ونحن على استعداد لدفع ثمن هذا الدور.