وسط تسريبات عن اتفاق بين واشنطن وموسكو على تأجيل الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في مايو 2014، والمشهد الضبابي الذي يحيط بمؤتمر "جنيف 2" والشكوك بشأن انعقاده في نوفمبر المقبل، رفضت واشنطن احتمال أن يترشح الأسد للانتخابات الرئاسية المقبلة.

Ad

رفضت الولايات المتحدة الاميركية ترشح رأس النظام السوري بشار الأسد للانتخابات الرئاسية السورية المقررة في مايو 2014، وذلك وسط تسريبات غير مؤكدة من داخل دمشق وخارجها، تشير إلى احتمال تأجيل الانتخابات الرئاسية في سورية وفق اتفاق أميركي - روسي، مما يسمح للأسد بالبقاء في السلطة لمدة عامين بعد انتهاء ولايته في يوليو 2014، حسب نص الدستور.

واعتبرت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف مساء أمس الأول أن فكرة حصول "دكتاتور مثل الأسد، الذي قتل عدداً كبيراً من شعبه على أي فرصة للترشح للانتخابات الرئاسية مهينة". وذكرت هارف خلال مؤتمر صحافي انه "لا يمكن استيعاب التفكير بأن رئيس نظام ذبح الآلاف من شعبه وقتل بالغاز ما يزيد على 1400 في 21 أغسطس الماضي، ينظر حتى بالترشح لانتخابات الرئاسة في سورية".

وقالت المسؤولة الأميركية ان "الشعب السوري كان واضحاً في ما يريده، ونحن كنا واضحين بأننا سندعمه، وإذا كان الأسد راغباً فعلاً في تلبية رغبات السوريين فعليه أن يرحل"، وأوضحت أن الانتخابات في سورية وما قد يجري فيها لا يحدد ما سيحصل في مؤتمر "جنيف 2 "، موضحة أن "جنيف 2 هو مؤتمر مصمم للتوصل إلى حل سياسي في سورية يستند إلى بيان جنيف 1 الذي ينص على التوصل الى حكومة انتقالية بالاتفاق بين الطرفين، أي النظام والمعارضة".

وذكرت تسريبات أن اتفاق روسيا - أميركا يحبذ بقاء الأسد لاستكمال مسألتي تفكيك ترسانة سورية الكيمياوية، والقضاء على الجماعات المسلحة المتشددة. واشارت التسريبات الى ان وجود ملايين المهجرين والنازحين السوريين، وانعدام وجود سفارات للنظام في معظم أرجاء العالم، إضافة إلى الوضع الأمني المتردي وانعدام سيطرة الدولة على مناطق في سورية هي أوضاع يتعذر معها إجراء الانتخابات.

وكان الأسد قال إنه سيترشح الى الانتخابات الرئاسية في عام 2014 في حال "اراد" الشعب ذلك. وقال الاسد: "اذا كان لدي شعور بأن الشعب السوري يريدني ان اكون رئيسا في المرحلة القادمة فسأترشح"، وذلك في مقابلة مع قناة "هالك" التركية بثت مساء أمس الأول. 

من جهة اخرى، نفى الرئيس السوري الذي نادرا ما يتناول عائلته في تصريحاته الصحافية، التقارير التي اشارت الى احتمال مقتل شقيقه العقيد ماهر الذي يتولى قيادة الفرقة الرابعة، وهي احدى ابرز فرق النخبة التي تتولى حماية دمشق ومحيطها. وقال: "كل الاشاعات التي صدرت عن عائلتنا خلال الازمة عبارة عن اكاذيب كاملة لا يوجد لها اي اساس"، مضيفا ان ماهر "موجود... نعم... وعلى رأس عمله وبصحة جيدة".

الى ذلك، يرى محللون وناشطون ان "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) التي تقاتل أطرافاً مسلحة مختلفة في شمال سورية، تخطط لبسط سيطرتها من دون منازع على المناطق المحاذية للعراق وتركيا، عبر محاولة طرد كل خصم محتمل لها منها. من الشمال حتى الشرق، تقيم "الدولة الاسلامية" التي يتزعمها العراقي ابو بكر البغدادي حواجز على مقربة من الحدود السورية، وتخوض معارك بعيدا عن معركتها الاساسية مع النظام السوري، في مواجهة مجموعات مسلحة اخرى معارضة للنظام ومجموعات كردية مقاتلة، فيما يفيد سكان وناشطون انها تحرص ايضا على التواجد في نقاط حيوية، كأمكنة توافر الموارد النفطية والطرق الرئيسية، وعلى اخضاع السكان ولو بالقوة.

(واشنطن، دمشق ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)