أعلنت بورصة الذهب والسلع في دبي أنها ستبدأ التعامل بعقود آجلة مرتبطة بمؤشر هندي مشهور للأسهم على نحو يسمح للمستثمرين بالمراهنة في منطقة الأوفشور، على التحركات في أكبر الشركات المسجلة في بورصة بومباي.

Ad

وتركز هذه المبادرة، على الجالية الهندية الكبيرة في دول الخليج وكذلك على سوق الشركات، في مسعى لتقديم طريقة سهلة ورخيصة للمساهمين الأجانب للدخول إلى الأسهم في اقتصاد يعتبر من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم.

ويعتبر الإعلان عن هذا العقد المرتبط بمؤشر "ستاندارد آند بورز بي إس إي سِنسِكْس"، الذي يضم 30 شركة، أحدث توجه تقوم به دبي للاستفادة من أعمالها المرتبطة بالهند وذلك باستحداث سوق إقليمية للمشتقات مرتبطة بالهند في الأوفشور.

وفي معرض حديثه عن العقد الجديد، قال بانكاج جوبتا، المدير المشارك لشركة إس إم سي كومكس، وهي شركة للوساطة المالية مقرها دبي: "أتوقع بالتأكيد الكثير من الاهتمام". وأضاف أن جزءا من جاذبية الطرح الجديد ستكون القدرة على الدخول في تعاملات بخصوص عشرات الشركات الهندية الكبيرة مرة واحدة، وفي الوقت نفسه المحافظة على الاستثمارات بالدولار في مناطق الأوفشور.

مراكز مالية

وفي الوقت الذي تتنافس فيه مدن خليجية من أبوظبي إلى الدوحة لتصبح مراكز مالية في المنطقة، فإن إطلاق منتج بومباي الاستثماري في دبي يعتبر مثالاً آخر على تفوق الإمارات على منافسيها في المنطقة.

وعلى الرغم من أن بورصة يوريكس الألمانية تقدم عقوداً آجلة مرتبطة ببورصة بومباي، فإن دبي تعتقد أنها ستكون أكثر نجاحاً من مثيلتها الأوروبية، خاصة عند الأخذ في الحسبان قربها الزمني من الهند وطول ساعات عملها التي تمتد من السابعة صباحاً حتى 11:30 مساءً، حسب توقيت الإمارات.

وقال الرئيس التنفيذي لبورصة الذهب والسلع في دبي، غاري أندرسون: "هناك عدد هائل من الهنود في دول الخليج. ونحن نعتقد أننا سنكون قادرين على جذب المؤسسات الدولية والأجنبية للمشاركة أيضا".

ويأتي هذا التحرك قبل إدخال عقد للتعاملات الآجلة في الأسهم الهندية في مؤشر مورجان ستانلي المركب، الذي تعتزم بورصة دبي إدخاله في سبتمبر ويحتمل أن يكون منتجاً مالياً مكملاً يعتمد على سلة أكبر من الشركات.

والنطاق الواسع لعقود مؤشر مورجان ستانلي المركب، بما ذلك 72 سهماً مدرجة في البورصة المحلية، مناسب ومفصل على مقاس المستثمرين المؤسسيين، في حين أن مستثمري التجزئة ربما يكونون أكثر انجذاباً للنطاق الأضيق لعقود مؤشر سِنسِكْس.

وتأتي عروض العقود الآجلة بعد أن أطلقت بورصة دبي عقوداً آجلة بالروبية الهندية في 2007. وهي تقول إن هذا يشكل فقط نسبة دون الثلث من قيمة التداولات العالمية للعقود الآجلة بالروبية الهندية.

نجاح متكرر

ويأمل أندرسون أن يرى هذا النجاح متكرراً في أحجام العقود الآجلة في مؤشر سِنسِكْس التي يتم تداولها في دبي. ويقول: "سنكون قادرين على توسيع امتيازنا إلى ما وراء المنطقة الزمنية الهندية. سيكون لدينا مجموعة شركات تتعهد بشراء الأوراق المالية بأسعار محددة في جميع الأوقات حتى تقدم هذه السيولة المستمرة".

وفي مارس أطلقت ناتيكسيس لإدارة الثروات العالمية صندوقاً للأسهم الهندية في الإمارات مع شركة IDFC لإدارة الموجودات. لكن توقيت أحدث إطلاق من بورصة دبي ربما يتبين أنه مثير للتحديات.

ففي الفترة الأخيرة تأثرت سلباً مشاعر المستثمرين الأجانب نحو الأسهم الهندية، في الوقت الذي شعرت فيه أسهم الأسواق الناشئة بالتأثير الكامل لمشاعر القلق من أن الولايات المتحدة يمكن أن تقلص خلال فترة قريبة برنامجها الخاص بالتحفيز النقدي.

ووفقاً لبيانات من بلومبيرغ، باعت صناديق الاستثمار الأجنبية ما قيمته 1.76 مليار دولار من الأسهم الهندية المحلية في يونيو، وهو أعلى مبلغ منذ سنتين تقريباً. كذلك شعر المستثمرون الأجانب الأكثر حذراً بالخوف من التقلب في سعر الروبية.

لكن جوبتا قال إنه لا يعتبر البيع المكثف للأسهم مشكلة. ومن الممكن استخدام العقود الآجلة "للتداول في الاتجاهين"، بمعنى المراهنة على حالات الهبوط في السوق مثل حالات الارتفاع.

(فايننشال تايمز)