القصف شمل «جمرايا» ومخزن سلاح ووحدة للدفاع الجوي... وطهران تؤكد أن «المقاومة» سترد

Ad

للمرة الثانية خلال أيام، شنّت إسرائيل فجر أمس غارات استهدفت عدة مواقع عسكرية سورية في دمشق، في وقت وضع النظام السوري الهجوم في إطار «التنسيق بين الإرهابيين وإسرائيل»، متوعداً

بـ«مكافحة عملاء إسرائيل في الداخل».

بعد غارة إسرائيلية على شحنة صواريخ متجهة إلى "حزب الله" ليل الخميس- الجمعة، قصف الطيران الإسرائيلي فجر أمس ثلاثة مواقع عسكرية سورية غرب دمشق.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بتعرض مركز للبحث العلمي في منطقة جمرايا في الهامة قرب دمشق لـ"اعتداء إسرائيلي بالصواريخ أسفر عن سقوط ضحايا"، وهي المرة الثانية التي يستهدف فيها هذا المركز منذ يناير المنصرم.

وقال مصدر دبلوماسي في بيروت، إن مخزناً مهماً للأسلحة على مقربة من مركز جمرايا استهدف أيضاً في القصف، مضيفاً أن الطيران الإسرائيلي استهدف أيضاً "الفرقة 14"، وهي وحدة للدفاع الجوي في الصبورة غرب دمشق.

وصرح مسؤول إسرائيلي كبير لـ"وكالة فرانس برس" طالباً عدم كشف هويته بأن إسرائيل شنّت هجوماً جويا ليل السبت- الأحد قرب مطار دمشق، استهدف شحنة صواريخ إيرانية مرسلة إلى "حزب الله".

وذكرت "روسيا اليوم" أن القصف الإسرائيلي استهدف اللواءين 104 و105 التابعين للحرس الجمهوري والمنتشرين في مناطق جمرايا وقدسيا والهامة والصبورة في ريف دمشق، كما استهدف مستودعاً للذخيرة تابعاً للفرقة 14 في نفس المنطقة، إلى جانب استهداف مركز للبحوث في جمرايا. ولفتت إلى أنه قتل من جراء القصف قرابة 300 شخص جلهم من الجنود.

الزعبي

وأعلنت الحكومة الموالية للأسد في بيان تلاه وزير الإعلام عمران الزعبي بعد اجتماع لها إن "العدو الإسرائيلي ارتكب فجر (الأحد) عدواناً سافراً ضد سورية، مستخدماً الصواريخ لقصف منشآت عسكرية، في خرق فاضح لجميع قواعد القانون الدولي ضارباً عرض الحائط بكل الالتزامات ذات الصلة".

وأكدت الحكومة السورية أن "هذا العدوان يفتح الباب واسعاً امام جميع الاحتمالات، خصوصا انه يكشف بما لا يدع مجالاً للشك حجم الارتباط العضوي بين مكونات الحرب على سورية بأدواتها الإرهابية التكفيرية والصهيونية".

كما أشارت الحكومة السورية إلى "أنها منذ وقت طويل أكدت هذا الترابط بالهدف والأدوات والوسائل بين الفكر التكفيري والصهيونية وعصابات الإرهاب وجبهة النصرة ذراع القاعدة في سورية، وقدمت على ذلك الكثير من الأدلة والوقائع التي أضيف عليها هذا العدوان، الذي جاء في الوقت الذي تحقق فيه قواتنا مزيداً من الإنجازات في محاربة الإرهاب والإرهابيين القادمين من مختلف بلدان العالم".

واعتبرت أن "إسرائيل برهنت بهذا العدوان عن ارتباطاتها بالجماعات الإرهابية التكفيرية، وعلى المجتمع الدولي أن يدرك أن تعقيدات ما يجري في المنطقة بعد العدوان باتت أشد خطراً"، مؤكدة أن "شعبنا ودولتنا لا تقبل الهوان، وإسرائيل وعملاؤها لا يستطيعون الانفراد بالمنطقة".

وأكدت الحكومة السورية "أهمية مواصلة إنجازات جيشها في مكافحة عدوان إسرئيل في الداخل، وواجبها في حماية الوطن والدولة والشعب من أي اعتداء داخلي أو خارجي بكل الطرق والإمكانات".

ورداً على سؤال عن إسقاط طائرة إسرائيلية، أعلن الزعبي انه "ليس لدينا دليل على ذلك، ونحقق في هذا الأمر".

الخارجية والمقداد

واعتبرت وزارة الخارجية السورية في رسالتين وجهتهما إلى الأمم المتحدة ومجلسها أن "العدوان الإسرائيلي السافر على مواقع تابعة للقوات المسلحة السورية تأكيد على التنسيق بين اسرائيل والمجموعات الإرهابية والتكفيريين التابعين لجبهة النصرة"، لافتة الى أن "هذا العدوان يهدف إلى تقديم دعم عسكري مباشر للمجموعات الإرهابية، بعد فشل محاولاتها في تحقيق سيطرة على الأرض".

ووصف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الغارة الإسرائيلية بـ"إعلان حرب على سورية"، مهدداً بأن النظام سيرد على هذا الهجوم في الوقت والطريقة المناسبين.

إسرائيل

وفي إسرائيل، لم يذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال احتفال جرى صباح أمس، وبعد ذلك لدى افتتاح الاجتماع الاسبوعي لحكومته أي شيء عن الغارات، لكنه ركز على الالتزام بالحفاظ على أمن إسرائيل. وفي وقت لاحق، عقد نتنياهو أمس اجتماعا خاصا للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، وأجّل سفره إلى الصين ساعتين لـ"بحث التطورات على الحدود الشمالية".

وقالت تقارير إن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب في صفوف قواته ، كما أعلن الجيش إعادة نشر بطاريتي "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى في مدينتي صفد وحيفا.

إيران

وفي طهران، أكد رئيس هيئة الأركان الإيرانية حسن فيروز آبادي أن "المقاومة سترد على الاعتداء الإسرائيلي على سورية"، في حين أعلن قائد سلاح البر الإيراني الجنرال أحمد رضا بورداستان استعداد بلاده  لـ"تدريب الجيش السوري إذا احتاج الأمر، لكننا لن نشارك فعلياً في عملياته"، مضيفاً: "مع الخبرة التي يملكها في مواجهة النظام الصهيوني قادر على الدفاع عن نفسه، وليس بحاجة إلى مساعدة خارجية".

ومن جهته، قال وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، إن "الهجوم الذي شنه النظام الصهيوني جرى بضوء أخضر من الولايات المتحدة، ما يكشف الصلات بين الإرهابيين المرتزقة وحماتهم".

القاهرة والجامعة

ودانت الرئاسة المصرية أمس "العدوان الإسرائيلي" على سورية، معتبرة انه "انتهاك للمبادئ والقوانين الدولية"، بينما دعت الجامعة العربية مجلس الأمن إلى "تحرك فوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية".

أوباما

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال مساء أمس الأول، إن من حق إسرائيل أن تأخذ حذرها من نقل أسلحة متقدمة إلى "حزب الله"، وذلك بعد الغارة الإسرائيلية التي وقعت ليل الخميس- الجمعة، واستهدفت شحنة صواريخ كانت متجهة إلى "حزب الله".

(دمشق، القدس، تل أبيب، بيروت ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

ضوء أخضر أميركي وتنسيق إقليمي

نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة عن مصادر إسرائيلية رسمية ومصادر دبلوماسية غربية أن دخول تل أبيب على خط الأزمة السورية مباشرة، تم بضوء أخضر من واشنطن وبعد التشاور مع قوى إقليمية لمحاصرة أي نتائج وردود أفعال متوقعة.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن المصادر قولها إن تل ابيب قررت التدخل لاسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لما يشكل استمراره من "خطر حقيقي لاستيلاء جماعات القاعدة على السلطة حيث انها القوة الحقيقية والفاعلة على الأرض هناك".

وأوضحت المصادر أن "تل أبيب تلقت ضمانات واضحة بضبط الجيش السوري الحر والجماعات المتشددة من دول عربية حال انهيار النظام"، معتبرة أن "تلك الجماعات رغم تصريحات بعضها المتشددة فانها لم تخرج عن نطاق سيطرة الأجهزة الاستخبارية العربية والتمويل الواضح المعالم لها".

وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن إسقاط الأسد سيصاحبه تقدم كبير في عملية السلام، وإن القيادة الأمنية والعسكرية في إسرائيل باتت مقتنعة بأهمية تصفية نظام الأسد لمصلحة السلام وتحقيق تعاون فلسطيني ـ إسرائيلي - إقليمي بإشراف واشنطن لوضع أسس حقيقية لعملية السلام في ظل زعزعة "محور الشر" أو تحطيمه واضعافه فيما يزداد تأثير "محور الاعتدال التركي القطري" على الوضع الفلسطيني بصفة خاصة.

سكان دمشق شعروا بزلزال

تقول نجوى التي تقيم على بعد نحو ستة كيلومترات من مكان الغارة التي نفذتها طائرات حربية إسرائيلية فجر أمس قرب دمشق: "شعرت بما يشبه الزلزال، ولدى خروجي من السرير رأيت سماء يختلط فيها اللونان الأحمر والأصفر".

وأشارت نجوى، المقيمة في دمر في شمال غرب دمشق، إلى ان "هذه الانفجارات الرهيبة استمرت قرابة أربع ساعات، وأبلغني بعض الأصدقاء أن الأصوات سمعت أيضاً في وسط دمشق".

من جهته، قال بسام، الاستاذ البالغ من العمر 60 عاماً، والمقيم في دمر، إنه أفاق من النوم على صوت انفجار ضخم "قرابة الساعة 3.00 فجرا (00.00 ت غ). اهتز المبنى الذي نقطن فيه بالكامل".

وقالت سلوى (50 عاما) المقيمة أيضاً في دمر: "لم اختبر يوماً رعباً مماثلاً. سمعنا انفجارات ضخمة وشعرنا أن القصف يستهدف منزلنا"، وأضافت: "رأينا كتلاً من النيران في الجبل (في إشارة الى جبل قاسيون المشرف على دمشق)، وأمضينا الليل مختبئين في رواق المنزل".

(دمشق - أ ف ب)