أحمد علاء الديب: خلافات أبطال {الحفلة} إشاعة
رغم حداثة تاريخه السينمائي فإنه استطاع بمجهوده جذب انتباه متابعين كثر، يُفضل تقديم الأفلام التشويقية، ويبحث عن العمل المختلف. إنه المخرج أحمد علاء الديب الذي يعيش حالة من السعادة بعد طرح فيلمه الثاني «الحفلة» في دور العرض، وتحقيقه إيرادات مرتفعة في ظل الظروف الراهنة.
حول هذه التجربة السينمائية كان اللقاء التالي.
حول هذه التجربة السينمائية كان اللقاء التالي.
ما الذي شجعك لتقديم «الحفلة»؟
الفيلم تشويقي مختلف عن نوعية الأفلام التي اعتاد الجمهور مشاهدتها شكلاً وموضوعاً، وفكرته جديدة ومناسبة للظروف التي تمر بها البلاد، لا سيما أنه يحتوي على أحداث تجذب انتباه المشاهد مع تقنية لافتة في الإخراج وصورة مختلفة، ما يساعده على الخروج من الحالة النفسية التي يعيشها.ما الهدف من رواية كل شخصية في الحفلة؟الحفلة محور أحداث الفيلم، لذا كان كل ممثل يرويها من وجهة نظره الخاصة. هنا نتعرف إلى رؤية كل شخص للآخرين وتفسيره لتصرفاتهم مع جزء من الكذب الذي يضيفه ليؤكد نظرته فيهم وأنه على حق، وفي النهاية تم عرض الرواية الصحيحة.وما الغرض من إطالة مشهد العراك بين أحمد عز وتامر هجرس؟إنه مشهد الحركة الوحيد في الفيلم، ومدته حوالى دقيقة ونصف الدقيقة، ولا أراها طويلة فهي كانت طبيعية وموظفة جيداً لأن الهدف منها تبيان محاولة كل منهما لقتل الآخر، وكي يصدق الجمهور هذا الغرض كان علينا إطالتها حتى يضع احتمالات وفاة أحدهما لأنهما شخصيتان متضادتان يتصارعان على فتاة هي «روبي» خطيبة تامر هجرس السابقة وزوجة أحمد عز الحالية.كيف استطعت تقديم الإثارة رغم محدودية مواقع التصوير؟تفرض طبيعة الفيلم استمرار هذه الإثارة، وإلا فقد الفيلم أهم أهدافه الرئيسة، فضلاً عن أن الإثارة لا تعتمد على عدد معين من مواقع التصوير ولا على مدى ارتباطها ببعضها؛ فالفكرة ليست في المكان بقدر ما هي في إمكان توظيف الأماكن لصالح الأحداث مهما كثر عددها أو قلّ. وثمة أفلام رعب جرت أحداثها داخل مكان واحد. كذلك كنت مهتماً بأن يكون إيقاع الفيلم سريعاً لأن هذه السرعة تساعدني في الحفاظ على انتباه المشاهد الذي سيملّ إذا كان بطيئاً وينصرف عن متابعته وربما يترك قاعة العرض نافراً، إضافة إلى أن هذا شرط أساسي من الشروط الواجب توافرها في أفلام الإثارة، فثمة أحداث كثيرة ينبغي عرضها ولن تكفي مدة الفيلم لتقديمها مع الإيقاع الهادئ.انتقد النقاد عدم تماسك السيناريو، فما رأيك؟كانت فكرة الفيلم مطروحة منذ فترة ليست بعيدة لدى المؤلف وأعجبتني لدرجة كبيرة، لذا عندما بدأ في كتابة السيناريو اتفقت معه على بعض المحاور الأساسية، وبمجرد اكتمال عناصره واختيار فريق العمل بدأنا التصوير. أعتبر أن السيناريو متماسك وجاذب للانتباه، وهذه نقطة مهمة يجب أن يتميز بها أي سيناريو، إلى جانب أنني أرى الأحداث مترابطة ومنطقية جداً.ما تعليقك على اعتبار بعض المشاهدين محمد رجب هو البطل لأن التحوّل في شخصية أحمد عز لم يظهر إلا في آخر خمس دقائق؟الفيلم بطولة مشتركة بينهما؛ أحدهما يؤدي مشاهد الحركة كلها وهو عز والثاني هو اليد المحركة للقصص كافة بين جميع الفنانين المشاركين، محاولاً كشف لعز الاختفاء وهو رجب. الفيلم قائم على مشاركة الممثلين، ولا يمكن اعتبار أحدهما بطلاً على الثاني، فالاثنان بطلان في المقام الأول وبعدهما تأتي جومانا مراد وروبي ودينا الشربيني، ولولا هذا الفريق ما كانت «الحفلة».كيف رأيت نهاية «الحفلة»؟ جاءت النهاية في آخر دقيقة من الفيلم وقلبت الأحداث رأساً على عقب، والغرض من ذلك دعوة الجمهور إلى التفكير في ما حدث فعلاً ليكتشف أن تحليلاته كافة كانت خاطئة، وهذه سمة أفلام الإثارة.هل أنت راض عن الشكل النهائي الذي خرج به «الحفلة»؟الرضا كله وسعيد بهذه النتيجة والتجربة؛ لأنها جمعتني بفريق أحب العمل معه، من بينهم أحمد عز ووائل عبد الله. ولا ننسى أن الفيلم تم تصويره في حوالى ستة أسابيع، وهو وقت قياسي لإخراج فيلم تشويقي مثير، وأعتقد أننا كنّا موفقين فيه، وهو رأي الكثير من المشاهدين.«الحفلة» هو التجربة الثانية لك بعد «بدل فاقد» وكل منهما ينتمي إلى أفلام الإثارة والتشويق، هل تتعمد تقديم هذه النوعية أم أن الصدفة جمعتك بها؟منذ صغري أعشق هذه الأفلام وأحلم بتقديمها، وأحاول التعلم من تجاربي السابقة في تقديم أعمال متميزة، وإن كان هذا لا يمنع رغبتي في تقديم أنواع أخرى بجانبها.وما سر ارتباطك بالنجم أحمد عز؟في عملي السينمائي الأول «بدل فاقد»، كان عز البطل وحدثت بيننا كيمياء رائعة، وشعرنا براحة شديدة في التعامل معاً، وأصبحنا أصدقاء ورغبنا في تكرار التعاون في أعمال كثيرة تالية. وجاء فيلم «الحفلة» ليجمعنا بعد أكثر من ثلاثة أعوام. وأعتقد أن علاقتنا الجيدة كانت سبباً في خروج الفيلم على أفضل حال، وأداء عز يبهرني في أعماله كافة.هل ترى أن توقيت العرض قد ظلم الفيلم؟في الحقيقة، لا أعلم إذا كان ظُلم بعرضه في هذا الوقت أم لا، ولكنني أتابع عرضه في السينما وألاحظ إقبال الجمهور على مشاهدته وتحقيقه إيرادات جيدة، كذلك لا أتدخل في تحديد التوقيت المناسب للعرض لأنه يرجع إلى رغبة الإنتاج والتوزيع. عموماً، لا أعتقد أن التأجيل كان سيؤثر عليه إيجابا أو سلبا لأن الأحداث هي نفسها التي نعيشها يومياً.هل كنت تتوقع إقبال الجمهور عليه؟سبق وقدمت تجربة تنتمي إلى هذه النوعية ونجحت بشكل كبير، ولكن «الحفلة» يتميز بتوليفة مختلفة عما سبقها، وما جذبني إلى تقديمها ثانية، ليس لأنها من تصب في الاتجاه نفسه ولكن لأن فكرتها مميزة.ما مدى صحة الكلام الذي تردد عن خلافات بين الأبطال؟لم تحدث هذه الخلافات مطلقا أثناء التصوير. الكلام في هذا الشأن مجرد إشاعات يروجها بعض وسائل الإعلام، فجميع الأبطال خرجوا من الفيلم أصدقاء وسعداء بهذه التجربة.