مأزق اللوحة التشكيلية في الكويت
«غاليري بوشهري»، و«غاليري دار الفنون»، و«غاليري الغديري»، و»غاليري التلال»، و«غاليري كاب»، و«غاليري فا»، ومجموعة من الفنانين التشكيليين الكويتيين المعروفين، ومجموعة «سامي محمد»، الجميع حضر أمسية الملتقى الثقافي مساء الأحد 19 مايو الفائت، للحديث عن أوضاع وهموم وسوق «اللوحة التشكيلية في الكويت». وقد أثار المتحدثون نقاطا متعددة يمكن التركيز على أهمها:- الحاجة الملحة لتأسيس كلية فنون جميلة.
- الحاجة الملحة لدعم مؤسساتي للفن والفنان التشكيلي.- تأكيد إدراج مادة الرسم في المناهج الدراسية الحكومية.- ضرورة وجود معايير فنية محددة وواضحة، تحكم المعارض الفنية المشتركة التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، لتصبح المشاركة هدفاً غالياً لا يصل إليه إلا من يثبت موهبته ومقدرته على تقديم لوحة تشكيلية تستحق مواجهة الجمهور.- عدم وجود أي تنسيق بين مختلف الجهات العاملة في الفن التشكيلي، كالجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، والمجلس الوطني والغاليريات.- عدم وجود صالة مزادات فنية، تستقطب الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي من داخل وخارج الكويت، وتضع اللوحة التشكيلية الكويتية إلى جانب اللوحة العربية والعالمية. - دعوة المؤسسات الرسمية والخاصة لاقتناء اللوحة التشكيلية الكويتية الأصلية، تشجيعاً للفن والفنان.- الحاجة لناقد تشكيلي متخصص يتابع المعارض التشكيلية ويرصد تطور تجربة الفنان الكويتي.- ضعف إقبال الجمهور على المعارض التشكيلية.- سعر اللوحة التشكيلية الكويتية عائم على بحر من الفوضى والمزاجية.وتحدث أصحاب الغاليرات: يحيى سويلم، ولوسي طابوليان، وثريا البقصمي، وسلوى القاضي، وعبدالرزاق القادري، وكانت نبرة الألم والحسرة بادية على أصواتهم وهم يخوضون في عالم اللوحة التشكيلية في الكويت. وقد أدانوا انصراف المؤسسات الرسمية والأهلية عن لوحة الفنان التشكيلي، وأن حوائط الوزارات والمؤسسات البنكية والتجارية والتعليمية والتمريضية، إضافة إلى الفنادق، تتزين بصور للوحات تشكيلية معظمها غريب عن الفن والبيئة الكويتية، وهي صور وليست لوحات أصلية. وأن مدينة الكويت تخلو تماماً من أي مظهر يدل على الفن التشكيلي، وتخلو من أي ساحة تقدم شيئاً من الفن التشكيلي كنصب أو تمثال، والعابر في ضواحي وشوارع الكويت، سواء كان كويتياً أو عربياً أو أجنبياً يرى فوضى وتلوثاً معمارياً يؤذي العين والوعي، ولا يترك أي ذكرى خاصة للمدينة. ولا شيء يمكنه أن يعيد بعض ألق المدينة وساحاتها العامة مثل التمثال واللوحة.وأجمع المتحدثون على وجود جيل من الفنانين التشكيليين الشباب، لكن بعض هؤلاء لا يتمتع بثقافة تشكيلية، ويطالب بأثمان عالية للوحاته، دون النظر إلى مستوى هذه اللوحة ومقارنتها باللوحة العربية والعالمية. وأشار المتحدثون إلى ضرورة انتشار وعي أسري بأهمية اللوحة التشكيلية كعنصر مهم من مكونات البيت الكويتي.وساد جوٌ من التشاؤم على تلك الأمسية، وبدت اللوحة التشكيلية الكويتية بائسة كأوجع ما يكون. لكن حضور الفنانين المخضرمين والشباب وأصحاب الغاليرات كان عنصر التفاؤل الأهم. فالفنان التشكيلي الكويتي في جهد متصل ودائم، والمؤسسات الثقافية والجاليرات في معارض تشكيلية لا تتوقف، ومتذوق الفن التشكيلي وجامع اللوحات الكويتي على وصل مع الساحة التشكيلية، لكن الأمر الملح هو وجود خطة مدروسة وواضحة المعالم، لدى المجلس الوطني، ووزارة الإعلام، ووزارة التربية، والمجلس البلدي، والمؤسسات البنكية والتجارية، للوقوف إلى جانب اللوحة التشكيلية الكويتية، والرهان عليها، فوحده الفن يمتلك عمراً أطول بكثير من عمر صاحبه.إن بروز موهبة تشكيلية كويتية لافتة بقدر ما هو أمر خاص، فإنه يحمل في ثناياه حضوراً وتكريماً للكويت في المحافل الفنية العربية والدولية، وكم هو مشروع السعي لتحقيق ذلك!