«عروس الصعيد»... كنائس محروقة وأخرى «تنتظر»
الأنبا مكاريوس: لن نرضخ للرغبة في إشعال الفتنة الطائفية
عبارات السباب الموجهة للأقباط لم تكن مكتوبة فقط، على حوائط الشوارع، في محافظة المنيا، ذات الأغلبية القبطية، بل ظهرت أيضا على أسوار الكنائس، التي تم حرقها، خلال الأيام الماضية. قبل يومين فقط، بدأت مدرعات الجيش في الانتشار بالقرب من الكنائس بعد 3 أيام من استهدافها، وحرقها، في المحافظة التي تبعد 245 كم عن العاصمة، وتعتبر "عروس الصعيد"، حيث تعرضت أكثر من 10 كنائس للحرق، في ثلاثة مراكز يسكن غالبيتها الأقباط.
ويقف مرقص ميلاد، أحد المترددين على كنيسة الأمير تادرس، في وسط المدينة متعجبا من حجم الخراب، الذي لحق بالكنيسة، بعد أن استمر إشعال النيران فيها أكثر من 5 ساعات صباح الأربعاء الماضي، مبررا موقفه بأن الاتجاه لحرق الكنائس كان معروفا أنه سيتم بالتزامن مع فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، لكن قوات الشرطة لم تقم بتأمينها. وشاهد ميلاد، الذي حرص على مشاركة أبناء الكنيسة في قداس أقاموه خارج المبنى المحترق صباح الجمعة، حرق الكنيسة من منزله القريب، لكنه لم يستطع فعل شيء، بعدما وجد البلطجية وأنصار "الإخوان" يستولون على الأجهزة الحديثة، التي تم تزويد الكنيسة بها قبل شهور قليلة، قبل أن يشعلوا النيران فيها. وقال ميلاد لـ"الجريدة": "الكنيسة لا تبعد عن مديرية الأمن الا مئات الأمتار، والشرطة لم تأت واللصوص وأنصار الإخوان استولوا على كل شيء، وقاموا بخلع التكييفات من أماكنها ليخرجوا بها آمنين، وسط حالة من الصمت الأمني، قبل أن يبدأوا إلقاء المولوتوف، لإحراق ما لم يستطيعوا الحصول عليه". وأضاف: "سنعيد بناء الكنيسة مجدداً، ونفتتحها في ذكرى تأسيسها المئة، العام المقبل، وأبناء الكنيسة يبحثون عن الرفات المقدسة التي تعرَّض عدد كبير منها للتدمير، لتكون داخل الكنيسة، بعد تأسيسها". واقتصر دور قوات الجيش، التي نزلت للشوارع بعد تفويض الرئيس القوات المسلحة مساعدة الشرطة، على تأمين المباني المهمة والأمنية، ووقف عمليات الاقتحام التي كان يقوم أنصار "الإخوان" بها، بينما تركت الكنائس خاوية من الأمن. ولم يحرق أنصار "الإخوان" 10 كنائس، أغلبها يتجاوز عمره المئة عام، فحسب، بل استهدفوا أيضاً بعض محلات الأقباط وقاموا بنهبها وحرقها، وسط غياب تام لقوات الشرطة، ورفض بعض أقسام الشرطة تحرير محاضر بما حدث، بينما لم تنتقل النيابة العامة لمعاينة الكنائس المحروقة لتحديد الخسائر حتى أمس. والتمس أسقف المنيا الأنبا مكاريوس، في حديثه لـ"الجريدة"، العذر لقوات الأمن، نظرا لتعرض أقسام الشرطة للحرق في نفس التوقيت، مشيرا إلى أن الأقباط يتفهمون وجود رغبة في إشعال الفتنة الطائفية، لكنهم لن يرضخوا لها.