بات مصير جماعة "الإخوان" في مصر محسوماً بين خيارين أساسيين، إما التفكك في أعقاب تقليم أظافر الجماعة بالقبض على أبرز قياداتها، أو العودة مجدداً إلى العمل السري الذي كان الملمح الرئيسي لأدائها في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك تحت اسم "الجماعة المحظورة".

Ad

وتبخرت أحلام "الجماعة"، التي أسسها حسن البنا عام 1928، بالوصول إلى سدة الحكم، بعد عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو الماضي. 

وفي الوقت الذي يرى القيادي الإخواني المنشق، كمال الهلباوي، أن الجماعة في حاجة إلى الابتعاد عن السياسة 10 سنوات، حتى تستعيد عافيتها، يميل رئيس حزب "التجمع" اليساري سيد عبدالعال إلى احتمال اختفاء "الإخوان" من المشهد السياسي، متوقعاً أن يكون التفكك هو مصير الجماعة، إذا لم تتخل عن سياساتها الحالية، المتمثلة في الاستقواء بالغرب، وتغيير القيادات الحالية التي تسببت في مصيرها الأسود.

في حين يتوقع عضو المكتب السياسي لحزب "الكرامة"، حامد جبر، أن تتحوَّل الجماعة إلى العمل الدعوي، خصوصا بعد الانهيار الذي شمل مفاصل الجماعة، تنظيمياً وإدارياً ومالياً، فضلاً عن تخلي الولايات المتحدة عن دعمها، لافتاً في تصريحات لـ"الجريدة" إلى أن اختفاء حزب "الحرية والعدالة" -الذراع السياسية للجماعة- من الساحة السياسية، حال حظر الأحزاب القائمة على أساس ديني، سيكون سبباً في انتهاج الجماعة سياسة العمل الدعوي، وإلا فسيكون الحظر من نصيبها. 

ويستبعد الأمين العام المساعد لجبهة "الإنقاذ" الوطني، وحيد عبدالمجيد، اختفاء الجماعة من الحياة السياسية، مشيراً إلى أن العودة للعمل تحت الأرض من خلال تنظيم سري، هي السيناريو الأقرب، بينما توقع مدير مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية، سعدالدين إبراهيم، مستقبلاً مظلماً وغير واضح المعالم، لجماعة "الإخوان"، بعد تعرضها لصفعة شعبية قاصمة، لن تفيق منها قبل سنوات، لكنها في الوقت ذاته ستبقى على قيد الحياة، لأنها عملت في ظروف أحلك كثيراً، ورغم ذلك حافظت على وجودها وعملها التنظيمي السري.