هل سمعتم عن السيت كوم أو كوميديا الموقف؟ حسناً، لمن لا يعرف هي نوع من المسلسلات التلفزيونية الكوميدية، تكون عبارة عن حلقات عدة تحتوي على شخصيات وأماكن محددة تدور حولها قصص وأحداث غالباً ما تعالج بطريقة كوميدية هزلية.

Ad

وهذا النوع من المسلسلات غير منتشر بكثرة على المستوى العربي أو المحلي، إلا أننا رغم ذلك نعايش أحد أسخف هذه المسلسلات و"أثقلها طينة" منذ ما يقارب الست سنوات، منها 3 كاملة مع "اتحاد بوخمسة" في العديلية، وإليكم لمحة بسيطة من سيناريو بعض حلقاته:   

في مايو 2010 يتولى رئاسة اتحاد كرة القدم بالمخالفة لقوانين الدولة، ويصرح بأنه على استعداد للصرف على الاتحاد حتى لو اضطره الأمر إلى بيع أحد أبنائه.

في يوليو 2011 يعلن تلقيه مليوني دينار دعماً من سمو الأمير لأنشطة الاتحاد، ويدخل المبلغ في حسابه الخاص، ثم يصبح هو شخصياً أكبر دائن للاتحاد بمليونين وأربعة وسبعين ألف دينار.

في أبريل 2013، يوقع عقداً مع شركة فيفا للاتصالات، ويتسلم 500 ألف دينار كدفعة أولى من قيمة العقد، الذي يبلغ 10 ملايين دولار، أي ما يقارب 3 ملايين دينار، ويمتد إلى خمس سنوات.

في يونيو 2013، وتحديداً أمس الأول، يعلن دعوته إلى عقد جمعية عمومية غير عادية لمناقشة إيقاف النشاط الكروي في الكويت، بحجة رفض وزارة المالية تقديم الدعم الحكومي المالي إلى الاتحاد، وعدم قدرة الاتحاد على الصرف دون موارد مالية.

ما سبق هو بإيجاز جزء يسير من مسلسل سيت كوم "الجمبزة"، الذي يصر الشيخ طلال الفهد على الاستمرار في عرضه على الجمهور، رغم أنه أصبح مملاً، ونسبة المشاهدة والمعجبون به تكاد تصل إلى الحضيض، بسبب الفشل في الإقناع، إلا أنه وكما يبدو أن مشكلة الشيخ الدكتور أنه يعتقد أن جميع الكويتيين حالهم حال "تكتل التبع" المبرمج على قناة "تمام يا أفندم"، وهم سذج وتنطلي عليهم ألاعيبه، وأنهم سيصدقون كل ما يتفوه به من ترهات، وأنهم سيصطفون طوابير للتصفيق لما يقول ويفعل دون أن يسألوا لماذا؟ وكيف؟

سعادة الرئيس زعيم التكتل يهوى دور البطولة، وفي المسلسل سيئ السيناريو لم يجد طريقة غير تهديد الحكومة في كل مرة يريد الحصول فيها على مبتغاه، فهو نجح في أن يجبرها على تعديل القوانين، وفق ما يريد وشقيقه الأكبر، بعد أن لعب بورقة الإيقاف الدولي واللجنة الأولمبية الدولية، أما الآن ورغبة منه في الاستمرار في دور البطل، والقادر على إجبار الحكومة على الرضوخ لجميع مطالبه، بعد أن استقوى بالأحكام الخارجية لفرض نفسه على الداخل، فقد جاء دور ضمان الحصول على الدعم الحكومي الموقوف، عبر التهديد بإيقاف النشاط داخلياً، من خلال جمعية عمومية يقودها بطرف عينه، "ولا يتنزل يحرك صبعه لهم".

ما يهمنا ليس الكيفية التي سيحصل بها على الدعم، بل أين التضحيات التي وعد بها للصرف على الاتحاد؟ وأين ذهب المبلغ الذي قبضه من الراعي الجديد لأنشطته؟ ولماذا لا يستمر في الصرف منه إلى حين عودة الدعم الحكومي الذي سيحصل عليه قريباً، بعد أن يستكمل تعديل وضعه القانوني حسب النصوص التي استمات ومناصروه لأن يشملها القانون الجديد دون الحاجة إلى استعراض "العضلات المائية" التي يقوم بها؟

والأهم هو إذا كان يلمح إلى أنه يصرف من جيبه الخاص على الاتحاد فأين ذهبت مكرمة سمو الأمير، التي لم تدخل حسابات الاتحاد؟ هذه أسئلة لم يشملها السيناريو السمج الذي كتبه الزعيم وربعه، وبالتأكيد لن يجيب عنها هو ولا أحد منهم.

بنلتي

"تاليها وياك يعني" "وبعدين معاك" قصة سكولاري، وموافقته على التعاقد مع الاتحاد لتدريب المنتخب والتنازل عن %50 من أجره وطلباته، قبل أن يطلبه الاتحاد البرازيلي للإشراف على تدريب منتخب بلاده، الرد عليها لا يكون إلا بمتابعة مشهد القهوة الشعبية للعملاقين سعد الفرج وخالد النفيسي في مسرحية حامي الديار... و"يا جبار جايات للربع على حسابي".