يشهد قطاع الأبراج السكنية في نيويورك ازدهارا منقطع النظير، مع ارتفاع الأسعار يوما بعد يوم، بحيث وصل سعر شقة فاخرة إلى حدود 90 مليون دولار.

Ad

المشترون ليسوا من الولايات المتحدة فحسب، بل أيضا من أميركا الجنوبية والشرق الأوسط والصين وروسيا، فالأزمة المالية التي ضربت البلاد في عام 2008 أصبحت من الماضي للوسطاء العقاريين في نيويورك.

وقال يف دفورت، المسؤول عن مشروع بناء البرج الفاخر "وان 57" في منطقة سنترل بارك، إن "سوق الشقق الفاخرة انتعش في نيويورك وتخطت أسعارها المستويات القياسية المسجلة في ما مضى"، ما يوضح أن "استقرار السوق في نيويورك يجذب مشترين كثيرين".

وبدأ بناء هذا البرج، المؤلف من 90 طابقا، والمصمم من قبل المهندس المعماري الفرنسي كريستيان بورتزامبارك، في ديسمبر 2011، وتم بيع 70% من الشقق حتى الآن، وبعد بيع الشقق جميعها من المتوقع أن يتخطى إجمالي قيمة الشقق المبيعة ملياري دولار.

وبيعت الشقتان الواقعتان في أعلى المبنى، واللتان تضمان شرفتين كبيرتين، بسعر يتراوح بين 90 و100 مليون دولار، ويعد قياسيا في منطقة مانهاتن.

وفي جنوب المدينة، في منطقة ترايبيكا، من المرتقب إنجاز برج "56 ليونارد" بشققه الزجاجية بالكامل في عام 2015، وقد بيع أيضا 75% من شققه البالغ عددها الإجمالي 145 في أقل من ثلاثة أشهر، ومن المتوقع أن تتخطى المبيعات الإجمالية مليار دولار، حسبما اوضحت لوكالة فرانس برس مديرة المبيعات في مجموعة "كوركوران" الأكبر في مجال العقارات الفاخرة إليزابيث أونجر.

ويعزى هذا الازدهار في نظر أونجر إلى "افتقار سوق نيويورك إلى هذه المنتجات الجديدة والفريدة من نوعها والعالية المستوى".

وكشف الموقع الإلكتروني "سيتيريالتي" أن عدد المباني التي يتخطى سعر الشقق فيها 15 مليون دولار في مانهاتن ارتفع من 33 في عام 2009 إلى 49 هذه السنة، ومن المفترض إضافة برج "ووكر تاور" إلى هذه الابنية، وقد بنى المهندس المعماري رالف ووكر هذا البرج في العشرينيات مع لمسات من "ار ديكو"، وكان بداية مركزا هاتفيا، وقد حول خلال الأشهر الأخيرة إلى مجمع سكني مؤلف من 47 شقة فاخرة ستباع أغلاها بسعر 55 مليون دولار.

وفي هذا البرج، تباع الشقة المؤلفة من غرفتي نوم ومكتب ومطبخ والممتدة على 300 متر مربع بـ14 مليون دولار، وهي تضم أيضا شرفة مساحتها 95 مترا مربعا تطل على ناطحة السحاب "إمباير ستايت بيلدينج".

وتعزى هذه الأسعار الباهظة إلى رغبة الزبائن في شراء شقق فارهة شبيهة بتلك الموجودة في الفنادق الفاخرة، بحسب جيف دفوريت نائب رئيس شركة "إكستل ديفلبمنت كومباني". وجذبت نيويورك بسمعتها هذه مشترين من فرنسا وبريطانيا والبرازيل والصين، حتى لو كان غالبية الزبائن من أبناء المدينة.

(أ ف ب)