المرأة المصرية تحتفل بيومها تحت «الصفع» الإخواني
تحرشات في الميدان وتهميش في الدستور وترحيب بـ «الختان»
تاريخ طويل من النضال السياسي بدأته المرأة المصرية، منذ سقوط "حميدة خليل" أول شهيدة عام 1919 خرجت إلى الشوارع والميادين، ضمن حشود نسائية للتظاهر ضد الاحتلال الإنكليزي، إلى الصفعة "الإخوانية" التي واجهتها الناشطة ميرفت موسى الأسبوع الماضي، رغم مطالبات ثورة يناير بالحرية والكرامة الإنسانية.توالت خطى نضال نون النسوة كأبجدية، وصولاً إلى ما تعانيه الآن تحت وطأة حكم "الإخوان المسلمين" لمصر، لتحتفل مجموعة من المنظمات النسائية المصرية اليوم في دار الأوبرا بالقاهرة، تحت عنوان "لا مساومة على حقوق النساء"، وسط موجة صفعات إخوانية، تتراوح بين التهميش والتحرش والقمع الميداني، وكان المشهد الأكثر قسوة هو صفع شاب إخواني للناشطة ميرفت موسى أمام مكتب الإرشاد الأسبوع الماضي.
وصول تيار سياسي بخلفية دينية مثل جماعة "الإخوان المسلمين" إلى السلطة كان باعث أمل لنساء مصر لتجاوز مراحل التهميش التي عشنها في العهد البائد، وتطلعن إلى قوانين وتشريعات جديدة، لكن العكس كان في انتظارهن، فغالبية النساء اللواتي وصلن إلى مواقع مؤثرة في الدولة أو مثلن المرأة في البرلمان خرجن من عباءة تيار الإسلام السياسي، خصوصا حزبي "النور" السلفي، و"الحرية والعدالة" الإخواني، ولم يضفن شيئاً إلى حقوق المرأة سياسياً أو تشريعياً.وانطلقت تصريحات مخيبة للآمال، كتلك التي أطلقتها القيادية بحزب "الحرية والعدالة" عزة الجرف، حول عدم وجود نص شرعي يُحرِّم ختان الإناث، الذي وصفته بأنه "مكرمة للنساء"، كما جاء رد أعضاء لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى صادماً، بشأن ما تعرضت له نساء من تحرش جماعي، أثناء مشاركتهن في تظاهرات بميدان التحرير في يناير الماضي، إذ حملوهن المسؤولية!ولم يتوقف إهدار حقوق المرأة في ظل حكم "الإخوان"، بل تم إقصاؤها من أية مناصب قيادية، لأن البرامج السياسية للأحزاب ذات الخلفية الإسلامية لها موقف معاد للمرأة، حسب ما قالت الخبيرة بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية أماني الطويل، معتبرة أن أغلبية هذه الأحزاب لا ترى في المرأة سوى الأنثى التي خلقت لإمتاع الرجل، معربة عن قلقها من أن تفقد المرأة ما اكتسبته في العهد البائد من تعديلات جزئية في قوانين الأحوال الشخصية.