«التعذيب في مصر... عام على حكم الإخوان» عنوان تقرير حقوقي صادم، أصدره أخيرا مركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا العنف، حيث كشف استمرار التعذيب الممنهج في مصر خلال العام الذي تولى فيه الرئيس المصري محمد مرسي حكم البلاد، مؤكدا وقوع 359 حالة تعذيب، و217 حالة وفاة نتيجة التعذيب.

Ad

وبينما قال المركز، في تقريره الذي يصدر بصفة دورية كل عام، «مازال التعذيب في مصر منهجيا وسياسة يحكم بها نظام مرسي مثلما حكم بها المجلس العسكري ومن قبله مبارك»، موضحا أنه لم يرصد أرقاما كبيرة لمن تعرضوا للتعذيب أو الموت متأثرين بالتعذيب، مقارنة بنسبة السكان، لكن في الوقت نفسه برر تيقنه من منهجية التعذيب باستمرار وجود أدواته، مما يعرف بغرف الكهرباء والتعذيب والثلاجة، التي عادت إلى أقسام الشرطة، وكذا الكرابيج التي يشتريها الضباط بأموالهم الخاصة.

وأكد التقرير أن الشهادات التي جمعها المركز من ضحايا التعذيب في مناطق عدة، تكاد تكون متطابقة، ما يؤكد منهجية التعذيب الذي تعرض له الضحايا، لافتا إلى أن حالات الوفاة تنوعت أسبابها بين الوفاة بطلقات نارية، في اشتباكات أو كمائن مرور.

ضاحية المقطم (شرق القاهرة)، التي يقع فيها المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين، كانت شاهدة على عدد من الانتهاكات التي جمع التقرير بعض الشهادات عنها، أثناء الاشتباكات التي شهدتها الضاحية في 22 مارس الماضي بين مؤيدي ومعارضي الرئيس، ومن بينها شهادة مواطن يسكن قرب المقر.

وقال المواطن: «كنت عائدا إلى منزلي، وشاهدت شابا مصابا قام اثنان بإدخاله سيارة إسعاف، وبمجرد دخوله قفز من السيارة وجرى خلفه شخص من داخل السيارة، لا يبدو أنه مسعف»، كاشفا أن سيارة الإسعاف لم يكن بها مسعفون وإنما ضباط بزي مدني يمارسون العنف ضد المتظاهرين بمساعدة عناصر من جماعة الإخوان المسلمين.

ولم يقتصر التعذيب على ساحات الاشتباكات، بل امتد إلى أقسام الشرطة، ومن بين الحالات ما حدث في قسم «بولاق أبوالعلا» بالقاهرة، حيث يروي أحد الشهود تعرضه للعنف على أيدي الضباط خلال وجوده في موقف سيارات.

وذكر: «سبني الضابط، فقلت له أنت إنسان غير محترم، فطلب مني ركن السيارة، واتهمني بالسُكر وأدخلني سيارة الشرطة عنوة، وصفعني على وجهي، ثم قيدني أمين شرطة وشل حركتي، واستمر الضابط في ضربي، وفي قسم الشرطة تعرضت للضرب لأكثر من 20 دقيقة».