قفزة في مستوى الثقة بنمو الاقتصاد العالمي خلال أغسطس

نشر في 14-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 14-08-2013 | 00:01
«ميريل لينش»: تحول كبير إلى الأسهم بعيداً عن أدوات العائدات الثابتة
لايزال المستثمرون يشعرون بالقلق من حدوث «هبوط قاس» للاقتصاد الصيني رغم تراجع حدة هذا القلق عن المستوى الذي بلغه خلال الشهر الماضي. ولا يزال أكثر من نصف المشاركين في الاستبيان يعتبرون هذا الخطر من أكبر المخاطر التي تتهدد الأسواق والاقتصادات العالمية.
يفيد تقرير عن نتائج الاستبيان الشهري لبنك أوف أميريكا ميريل لينش لآراء مديري صناديق الاستثمار عن شهر أغسطس الجاري، بأن هذا الشهر شهد قفزة كبيرة في مستوى الثقة بنمو الاقتصاد العالمي، حيث أعرب 72 في المئة منهم عن تفاؤله بحدوث ذلك النمو خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، في أقوى مستوى من نوعه شهده المؤشر في هذا المجال منذ نحو أربع سنوات، وبزيادة حادة عن مستوى 52 في المئة سجله في يوليو الماضي.

وأوضح التقرير أن المستثمرين لا يزالون يشعرون بالقلق من حدوث «هبوط قاس» للاقتصاد الصيني رغم تراجع حدة هذا القلق عن المستوى الذي بلغه خلال الشهر الماضي. ولا يزال أكثر من نصف المشاركين في الاستبيان يعتبرون هذا الخطر من أكبر المخاطر التي تتهدد الأسواق والاقتصادات العالمية. لكن 32 في المئة من المشاركين توقعوا من ناحيتهم نمواً ضعيفاً للاقتصاد الصيني، في تحسن ملحوظ عن 65 في المئة توقعوا ذلك الشهر الماضي.

وفي نفس الوقت، تحسنت توقعات مديري صناديق الاستثمار الأوروبية لأداء اقتصاد منطقة اليورو بشكل ملحوظ، حيث توقعت نسبة منهم لا تقل عن 88 في المئة تنامي قوة اقتصاد المنطقة خلال العام المقبل، أي ضعف نسبة الذين توقعوا ذلك الشهر الماضي. واعتبرت أعداد متزايدة من أولئك المديرين أن يتمثل الحل الأرجح لأزمة الديون الأوروبية في تحقيق نمو أقوى لاقتصاد المنطقة بدلاً من المزيد من تدخل البنك المركزي الأوروبي.

وذكر التقرير أن الرياح المواتية للاقتصاد الكلّي تمثلت في تنامي الاتجاه لتغليب حصة الأسهم في المحافظ الاستثمارية لتبلغ 56 في المئة. وأدى ارتفاع معدل التضخم وأسعار الفوائد طويلة الأمد إلى ازدياد معدلات تقليص حصص السندات في المحافظ الاستثمارية لتبلغ 57 في المئة. من ناحيتها، تراجعت حصص الحيازات النقدية في تلك المحافظ بشكل طفيف عن معدلات ذروة العام التي بلغتها في يوليو الماضي، ولكنها ظلت مرتفعة عند مستوى 4.5 في المئة. ويبدو أن هذه التطورات ترتبط مع التوقعات المنتشرة على نطاق واسع في صفوف المستثمرين (بواقع سبعة إلى ثمانية) والتي تفيد بأن معدلات الانتعاش الاقتصادي سوف تظل دون المستويات المعهودة في الوقت الراهن.

وفي سياق تعليقه على هذه التطورات، قال مايكل هارتنِت، كبير المحللين الاستراتيجيين للأسهم العالمية في شركة بنك أوف أميريكا ميريل لينش للبحوث العالمية: «في الوقت الذي ارتفعت فيه توقعات نمو الاقتصاد العالمي بسرعة كبيرة، ظهرت بشائر سارَّة تفيد بأن مستويات الحيازات النقدية في محافظ المستثمرين لا تزال مرتفعة. وهكذا باتت الأسواق الصاعدة التي فقدت جاذبيتها توفر فرصاً مغرية لاستثمار تلك الحيازات فيها».

من ناحيته، قال جون بيلتون، محلل استراتيجية الأسهم الأوروبية في شركة بنك أوف أميركا ميريل لينش للبحوث العالمية: «يظهر موسم الأرباح الراهن أن انتعاش الاقتصاد العالمي بات يتجلَّى في تحسن أداء الشركات الأوروبية، وحيث ان منطقة اليورو أصبحت أكثر الأسواق الكبرى تأثراً بتخفيض حصتها في المحافظ الاستثمارية، فمما لا شك فيه أن ذلك سوف يعزز التفاؤل بأداء أسهم المنطقة».

عودة منطقة اليورو

دفع تزايد التفاؤل بتحسن أداء الاقتصاد الكلّي لمنطقة اليورو بالمستثمرين إلى الاستعداد لتحقيق أرباح من أسهم المنطقة. وأشار 20 في المئة من المشاركين في الاستبيان الاقليمي إلى أنهم سوف يغلِّبون حصة تلك الأسهم في محافظهم الاستثمارية خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، في أعلى نسبة من نوعها منذ أكثر من ستة أعوام، ما يجعل من المنطقة الخيار الأول للمستثمرين في المستقبل المنظور، متقدمة بذلك على اليابان. وتشير نتائج الاستبيان إلى أن 17 في المئة من المستثمرين قد غلَّبوا بالفعل حصة الأسهم الأوروبية في محافظهم الاستثمارية، بزيادة 14 في المئة عن الذين فعلوا ذلك الشهر الماضي.

وأشارت نتائج الاستبيان إلى أن نسبة التفاؤل سوف تزداد في ما لو تمت إقامة اتحاد مصرفي أوروبي. وذكر المشاركون في الاستبيان أن هذا الاتحاد يبقى العنصر الرئيسي الكفيل بتحقيق انتعاش كامل في الاستعداد لتحمل المخاطر والاقبال مجدداً على الاستثمار في الأسهم الأوروبية، رغم أنهم لا يزالون يترقبون حدوث إصلاحات هيكلية في اقتصادات دول المحيط الخارجي للاتحاد وينتظرون بروز أدلَّةٍ على تحقيق الشركات الأوروبية لأرباح قوية.

التشاؤم بأداء الأسواق الصاعدة

تجلَّى ضعف ثقة المستثمرين بأداء الأسواق العالمية الصاعدة في تخفيض 19 في المئة منهم لحصة أسهم تلك الأسواق في محافظهم الاستثمارية. ويمثل هذا التخفيض الجديد مقارنة مع الشهر الماضي، أدنى مستوى لحيازة تلك الأسهم شهده الاستبيان خلال عامين تقريباً، رغم أن أكثر من ثلاثة أرباع مديري الصناديق المتخصصين يعتقدون أن أسهم الأسواق العالمية الصاعدة مقوَّمة بأقل مما تستحق.

إلا أن بعض المؤشرات الايجابية تطل من خلال هذه الصورة القاتمة التي ترسمها نتائج الاستبيان. فقد شهدت كوريا الجنوبية بصفة خاصة (في إشارة عامة إلى مؤشر كوسبي لأسهم كوريا الجنوبية) تحولاً ملحوظاً في مشاعر المستثمرين عن مشاعرهم خلال الشهر الماضي. ويعتبر مديرو صناديق الاستثمار المتخصصون أسهم الأسواق العالمية الصاعدة من أبرز خياراتهم الاستثمارية حالياً (جنباً إلى جنب الأسهم الصينية والروسية)، مقارنة مع 21 في المائة منهم خفضوا حيازاتهم من تلك الأسهم في يوليو الماضي.

تعزيز الإنفاق الرأسمالي

أعرب المشاركون في الاستبيان عن اعتقادهم بأنه نظراً لقوة آفاق أداء الاقتصاد الكلّي، يتوجَّب على الشركات تخصيص المزيد من الموارد لتعزيز إنفاقها الرأسمالي لضمان وتحسين فرص نموها المستقبلي. وأشار 64 في المئة من أولئك المشاركين إلى أن الشركات لا تستثمر ما يكفي من الموارد في تنمية أعمالها، بزيادة ستة في المائة عن النسبة القوية منهم التي ارتأت ذلك الشهر الماضي.

وتعكس دعوة المستثمرين لتعزيز الانفاق الرأسمالي بشكل أقوى الشكوك السائدة حول مدى قوة الأرباح المستقبلية للشركات. وكشفت نتائج الاستبيان عن تحسن توقعات المستثمرين لأرباح الشركات، حيث أكد 43 في المئة من مديري صناديق الاستثمار العالمية المشاركين في الاستبيان أنهم يتوقعون ارتفاع معدل أرباح الأسهم خلال العام المقبل، في أعلى مستوى من نوعه منذ أوائل عام 2011.

إلا أن أقلية لا تتجاوز نسبتها 32 في المئة فقط من أولئك المديرين تعتقد أن الشركات قادرة على تحقيق معدلات أرباح من رقمين خلال نفس الفترة.

back to top