تطرح الطاقة المتجددة، على اختلاف مصادرها وسبل استخدامها، والتي تصدرت اهتمامات الأوساط الصناعية والاجتماعية في العالم خلال العقود القليلة الماضية، مؤشرات واعدة وصلت الى حد توقع توفير القسم الأكبر من امدادات الكهرباء من خلال ربط مجموعة من المنشآت الخاصة بالرياح والطاقة الشمسية والكهرومائية والكتلة الحيوية.

Ad

ومن المؤكد ان ليس في وسع أحد تجاهل الفوائد البيئية الناجمة عن استخدام التقنية الحديثة التي تعتمد بشكل رئيسي على مصادر الطاقة المتجددة مع ما يواكبها من أمن في مجال امدادات الطاقة في شتى المجالات الاقتصادية في العالم.

وقد أشار تقرير سابق صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الى حقيقة أن ارتفاع الطلب على النفط وفي حال استمراره من دون رقابة سوف يفضي الى أزمة قد ينجم عنها توقف الامداد الى الدول المستهلكة، فضلا عن ارتفاعات كارثية في أسعاره ما ينعكس بشدة على معدلات التعافي الاقتصادي وخاصة في الأسواق الناشئة.

الطاقة الكهربائية

إن أنظمة التدفئة الشمسية وهي تقنية انتشرت بقوة في السنوات القليلة الماضية تتكون من مجمعات خاصة بالطاقة الشمسية الحرارية ونظام سوائل من أجل نقل الحرارة الى نقاط الاستعمال مع أحواض لتخزين تلك الحرارة. ويمكن استعمال هذه النظم في توفير الماء الساخن لأغراض الاستخدام المنزلي وتبريد المكاتب وغير ذلك من مجالات استهلاك الطاقة بصورة محدودة.

من جهة اخرى، يمثل الوقود الحيوي المتجدد الذي انتشر استخدامه في وسائل المواصلات والنقل أحد المصادر الرئيسية التي تختلف بصورة تامة عن المنتجات النفطية التقليدية، وهو على أي حال أحد المصادر الضرورية من أجل توفير البديل العملي – على الرغم من ارتفاع تكلفته – اضافة الى عدم ثبات قدرته على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

زمن التغيير

وصل العالم بحق الى عتبة التغيير البيئي، وكانت آخر صيحة في هذا الصدد صدرت عن ألمانيا التي شرعت باستخدام الطحالب لأغراض تدفئة الأبنية وتوليد الطاقة على نطاق محدود، كما أكدت حكومتها انها تسير على الطريق الصحيح في هذا المجال، وذلك على الرغم من أضرار محتملة قد تلحق بالشركات الصناعية الألمانية نتيجة لذلك حيث يتخوف العديد من المستثمرين ورجال الأعمال من تداعياتها المتمثلة في ارتفاع تكلفة الطاقة المستخدمة.

ومن المعروف ان ألمانيا تعفي بشكل كبير المصانع المستهلكة للطاقة من ضريبة دعم انتاجها من مصادر بديلة.

من جهة اخرى تواجه خطة التحول الى وسائل الطاقة المتجددة طائفة من التحديات يتمثل أبرزها في عملية تخزين الكهرباء النظيفة. ويشير تقرير صدر في شهر نوفمبر الماضي الى ان ألمانيا شرعت في تجربة جديدة تهدف الى تجاوز هذه العقبة من خلال تحويل الكهرباء الى ميثان. وعلى الرغم من حداثة هذه المحاولة غير أنها تعطي ألمانيا فرصة الريادة في هذا الميدان الذي يتسم بأهمية كبيرة في مستقبل الطاقة.

وقد بدأت عدة دول في المنطقة، ومنها سورية ومصر والامارات، سلسلة من الخطوات الجادة على هذا المسار بهدف الابتعاد عن النمط التقليدي الذي سوف تفرض التقنية الحديثة تغييره في المستقبل القريب.

وعزز هذا الاتجاه وزير البيئة الألماني من خلال تدشينه للنادي الذي يضم مجموعة دول تحولت الى استخدام مصادر الطاقة المتجددة، كما دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند الى الاستعداد لمرحلة ما بعد النفط – وتلقي هذه التطورات بثقلها بقوة على آفاق التنمية في الدول المنتجة للبترول اضافة الى تأثيرها المباشر على امكانات التعافي الاقتصادي في العالم.