... أطباء تحت الطلب!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
من المعروف أن معظم أطبائنا حصلوا على "البورد" من جامعات بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وألمانيا، فهل شاهد أحد منهم في تلك الدول أطباء يضعون صورهم للدعاية لعياداتهم الخاصة في الصحف والشوارع لجلب الزبائن؟! رغم أن مفهوم العيادة الخاصة في معظم هذه الدول غير موجود. بالطبع لا يشاهدون إعلانات للأطباء هناك، ففي تلك الدول دليل خاص للأطباء ونشرات خاصة تبعدهم عن الوسائل التجارية الاعتيادية التي تنتهك هذه المهنة الإنسانية العظيمة وتحول حياة البشر وأمراضهم إلى وسائل دخل شبيهة بالبضائع في البقالات والأسواق.الشكل التجاري المتنامي لمهنة الطب في بلادنا يعمق يومياً من مشكلة فقدان الثقة في العلاج في الديرة ويزيد الطلب الكبير على العلاج في الخارج بسبب شك المريض المتنامي في نوايا الطبيب في تحقيق الأرباح على حسابه بسبب زيادة سلوك الطبيب التسويقي لنفسه في جميع وسائل التسويق التجاري للسلع المختلفة، وزيادة العيادات وارتفاع رسومها بشكل منفلت.أعلم أن "البزنس" في العيادات الخاصة والمستشفيات الأهلية يحقق أرباحاً تقدر بملايين الدنانير بسبب تردي الخدمات الصحية الحكومية، والأطباء والمستثمرون في هذه الخدمات سيقاتلون ويستخدمون نفوذهم بشراسة لبقاء الحال على ما هي عليه، ولكن هل يستسلم السواد الأعظم من الأطباء لما يحدث من انتهاك وتخريب لهذه المهنة الإنسانية المجتمعية الرفيعة؟ أم أنهم سيتداعون لوضع نظام يقنن فتح العيادات الخاصة والإعلانات الطبية والتوجه إلى نظم المراكز الصحية الأهلية المتكاملة برسوم مقننة بدلاً عن العيادات الفردية وتخصيص مواقع لها في المناطق السكنية بدلاً من مجاورة عياداتهم للمطاعم والمحلات في المجمعات والبنايات التجارية، إضافة إلى حسم قضية الجمع بين الوظيفة الحكومية والعيادة الخاصة؟