بينما أبدت الفصائل الفلسطينية كما إسرائيل دهشتها بـ"السيول البشرية" التي شاركت في ذكرى انطلاقة حركة "فتح" الـ48، والذي اعتبره البعض استفتاء وتأييدا لنهج وخطى الرئيس محمود عباس، أكد رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية، أمس، أن حكومته سخرت كل إمكاناتها لإنجاح المهرجان، الذي أقيم أمس الأول في ساحة السرايا وسط القطاع.

Ad

وقال هنية، في تصريح تلقت "الجريدة" نسخة منه، إن "ما جرى في غزة خلال الأيام الماضية أرادت منه الحكومة أن يكون عنواناً لمرحلة جديدة من الوحدة الوطنية وحماية الثوابت وخيار المقاومة وتكريس التعددية السياسية ونشر أدبيات التسامح الاجتماعي". وأضاف رئيس الوزراء المقال: "في سبيل تحقيق ذلك فإن حكوم غزة لم تسمح فقط بإقامة مهرجان الاخوة في فتح، إنما سخرت كل إمكاناتها لإنجاحه، وإننا إذ نعبر عن ارتياحنا وإيماننا بهذا التوجه، فنحن متمسكون بهذه الروحية العالية في المسؤولية والاستمرار بها، تحضيراً للقاءات فاعلة لإكمال المصالحة الوطنية على أسس صلبة وغير قابلة للكسر مثلما كانت في المرات السابقة".

ونجحت حركة "فتح" أخيراً في تنظيم مهرجان يليق بمكانتها، خصوصا أنها تعيش منذ سنوات عدة مشاكل، أبرزها تتعلق بالصف الأول من قياداتها، والخشية من تفسخ جماهيرها وتشتت أنصارها.

وينتظر الفلسطينيون، بشغف ما ستسفر عنه جولات الحوارات القادمة في القاهرة من أجل دفع عجلة المصالحة وإنهاء الانقسام المرير.

من جهة ثانية، طالب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس بموقف دولي لوقف "سياسة" إسرائيل بتهجير الفلسطينيين من القدس الشرقية، محذراً، في بيان صحافي، من خطط إسرائيلية لتهجير أسر أخرى من حي الشيخ جراح الفلسطيني في شرقي القدس بالقوة.  واتهم عريقات إسرائيل بتنفيذ "سياسة التطهير العرقي" بشكل مضاعف خلال الأشهر الأخيرة، بالتزامن مع استمرار سياسة بناء المستوطنات وهدم المنازل الفلسطينية، والاستيلاء على الأراضي، وإلغاء حق الإقامة في القدس.

وكان وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ألستير بيرت حذّر إسرائيل من الإضرار بسمعتها الدولية نتيجة إعلانها مؤخراً بناء 5500 وحدة سكنية جديدة خارج نطاق الخط الأخضر.

وكتب بيرت في مقال بصحيفة "جويش كرونيكل" أمس الأول أن بناء المستوطنات "يقوّض المصداقية ويصعّب فرص التوصل إلى السلام المنشود، ويجعل دول العالم تشكك في نوايا إسرائيل حيال عملية السلام".