بمشورة الأخوين كاسترو ... «يد قوية» في فنزويلا!
اعتقلت السلطات الجنرال المتقاعد أنطونيو ريفيرو، الذي يشتهر (ولا عجب) بتنديده بالتغلغل الكوبي في الجيش الفنزويلي، ولا ينفك مادورو يتعهد بالتعامل مع هذا الوضع بـ«يد قوية»، عبارة كانت المفضلة لدى عدد من حكام أميركا اللاتينية المستبدين، بدءا من أناستاسيو سوموزا وصولا إلى أوغستو بينوشيه.
![واشنطن بوست](https://www.aljarida.com/uploads/authors/862_1719164326.jpg)
بات مادورو يملك اليوم "أميركيا" خاصاً به: تيموثي ترايسي، مخرج أفلام وثائقية مقره في هوليوود أمضى أشهراً عدة في إجراء المقابلات مع مقاتلي تشافيز وطلاب من المعارضة، قبل أن يُعتقل فجأة في المطار الأسبوع الماضي. وبخلاف غروس الذي كلفته الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بتسليم معدات خاصة بالإنترنت إلى المجتمع اليهودي في كوبا، ما كان ترايسي يعمل لدى أي وكالة أميركية، كما سارعت وزارة الخارجية الأميركية إلى التوضيح. ويصفه أصدقاؤه بأنه رجل ساذج لا يجيد الإسبانية. رغم ذلك، يصوره مادورو وأجهزة الدعاية التابعة للنظام كعميل سري خبيث يمول "مجموعات عنيفة" ليشعل "حربا أهلية". وهذا، على حد قول وزير الداخلية والعدل ميغيل رودريغيز، "يؤدي إلى تدخل قوة أجنبية لإعادة إحلال السلام في البلد". أيشكل هذا خوفاً من غزو أميركي؟ لا شك أنه فكرة مبتذلة أخرى من أفكار كاسترو.لا يتمحور الخطر الحقيقي في فنزويلا حول إقدام إدارة أوباما غير المستعدة لأخذ القيادة في سورية على محاولة خطرة هدفها منع مادورو من ترسيخ سلطته، بل حول مضي مادورو قدماً في سجن أميركي بريء وفي حملة قمع شرسة للمعارضة. فقد ذهب متحدث باسم الحكومة إلى حد وصف إنريكي كابريلز، الذي نافس مادورو في الانتخابات الرئاسية وطالب بتدقيق في النتائج، بـ"الفاشي القاتل". أما وزيرة السجون، فقالت إنها أعدت له زنزانة.يوم السبت الماضي، اعتقلت السلطات الجنرال المتقاعد أنطونيو ريفيرو، الذي يشتهر (ولا عجب) بتنديده بالتغلغل الكوبي في الجيش الفنزويلي. ولا ينفك مادورو يتعهد بالتعامل مع هذا الوضع بـ"يد قوية"، عبارة كانت المفضلة لدى عدد من حكام أميركا اللاتينية المستبدين، بدءا من أناستاسيو سوموزا وصولا إلى أوغستو بينوشيه.سيراقب مادورو ومعلماه الكوبيان الوضع لرؤية ما إذا كانت إدارة أوباما أو حكومات أميركا الجنوبية ستقدِم على أي رد بارز تجاه توقيف ترايسي. وإذا لم يحصلوا على مبتغاهم، فلا تتعجبوا من رؤية السجون الفنزويلية تمتلئ بكابريلز وغيره من السجناء السياسيين.