بمشورة الأخوين كاسترو ... «يد قوية» في فنزويلا!

نشر في 05-05-2013
آخر تحديث 05-05-2013 | 00:01
اعتقلت السلطات الجنرال المتقاعد أنطونيو ريفيرو، الذي يشتهر (ولا عجب) بتنديده بالتغلغل الكوبي في الجيش الفنزويلي، ولا ينفك مادورو يتعهد بالتعامل مع هذا الوضع بـ«يد قوية»، عبارة كانت المفضلة لدى عدد من حكام أميركا اللاتينية المستبدين، بدءا من أناستاسيو سوموزا وصولا إلى أوغستو بينوشيه.
 واشنطن بوست إن كانت تساورنا شكوك حول ما إذا كان القائد الفنزويلي الجديد، نيكولاس مادورو، يأخذ التوجيهات من كوبا، فقد بددتها الحوادث التي شهدتها نهاية الأسبوع. فبينما كان مادورو يمضي الوقت مع الأخوين كاسترو في هافانا ويجدد التزام فنزويلا بمساعدات ضخمة تبقي الاقتصاد الكوبي عائماً، أدلى مساعدوه في كاراكاس بتصريحَين: الأول أن التدقيق المتوقع في الانتخابات المشكوك فيها التي جعلت من مادورو خلفاً لهوغو تشافيز سيجري بطريقة سطحية، مستثنياً المواد التي تدعي المعارضة أنها تبرز الأدلة على التزوير، والثاني أن المخرج الأميركي (35 سنة)، الذي أوقف الأسبوع الماضي بعد الادعاء كذباً أنه جاسوس، سيواجه اتهامات جنائية.

تقتضي مبادئ كاسترو البالية إلهاء الشعب في فترات الأزمة بالمشاعر البدائية المناهضة للولايات المتحدة، وأخذ رهائن من الممكن استخدامهم للضغط على واشنطن، فمنذ ثلاث سنوات، تحتجز كوبا ألن غروس، متعاقد مقره في منطقة بيثيسدا يعمل مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، متهمة إياه زوراً بالتجسس. لكن كوبا تأمل مبادلته بخمسة جواسيس كوبيين اعترفوا بجرمهم وهم حالياً مسجونون أو موضوعون تحت المراقبة في الولايات المتحدة.

بات مادورو يملك اليوم "أميركيا" خاصاً به: تيموثي ترايسي، مخرج أفلام وثائقية مقره في هوليوود أمضى أشهراً عدة في إجراء المقابلات مع مقاتلي تشافيز وطلاب من المعارضة، قبل أن يُعتقل فجأة في المطار الأسبوع الماضي. وبخلاف غروس الذي كلفته الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بتسليم معدات خاصة بالإنترنت إلى المجتمع اليهودي في كوبا، ما كان ترايسي يعمل لدى أي وكالة أميركية، كما سارعت وزارة الخارجية الأميركية إلى التوضيح. ويصفه أصدقاؤه بأنه رجل ساذج لا يجيد الإسبانية.

رغم ذلك، يصوره مادورو وأجهزة الدعاية التابعة للنظام كعميل سري خبيث يمول "مجموعات عنيفة" ليشعل "حربا أهلية". وهذا، على حد قول وزير الداخلية والعدل ميغيل رودريغيز، "يؤدي إلى تدخل قوة أجنبية لإعادة إحلال السلام في البلد". أيشكل هذا خوفاً من غزو أميركي؟ لا شك أنه فكرة مبتذلة أخرى من أفكار كاسترو.

لا يتمحور الخطر الحقيقي في فنزويلا حول إقدام إدارة أوباما غير المستعدة لأخذ القيادة في سورية على محاولة خطرة هدفها منع مادورو من ترسيخ سلطته، بل حول مضي مادورو قدماً في سجن أميركي بريء وفي حملة قمع شرسة للمعارضة. فقد ذهب متحدث باسم الحكومة إلى حد وصف إنريكي كابريلز، الذي نافس مادورو في الانتخابات الرئاسية وطالب بتدقيق في النتائج، بـ"الفاشي القاتل". أما وزيرة السجون، فقالت إنها أعدت له زنزانة.

يوم السبت الماضي، اعتقلت السلطات الجنرال المتقاعد أنطونيو ريفيرو، الذي يشتهر (ولا عجب) بتنديده بالتغلغل الكوبي في الجيش الفنزويلي. ولا ينفك مادورو يتعهد بالتعامل مع هذا الوضع بـ"يد قوية"، عبارة كانت المفضلة لدى عدد من حكام أميركا اللاتينية المستبدين، بدءا من أناستاسيو سوموزا وصولا إلى أوغستو بينوشيه.

سيراقب مادورو ومعلماه الكوبيان الوضع لرؤية ما إذا كانت إدارة أوباما أو حكومات أميركا الجنوبية ستقدِم على أي رد بارز تجاه توقيف ترايسي. وإذا لم يحصلوا على مبتغاهم، فلا تتعجبوا من رؤية السجون الفنزويلية تمتلئ بكابريلز وغيره من السجناء السياسيين.

back to top