أعرب وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله عن أمله أن تبدد ايران مخاوف الكويت من تداعيات البرنامج النووي عليها، مؤكدا حرص الكويت على «التشاور وتبادل الآراء دائما مع ايران بكل ما يعزز علاقاتنا الثنائية بما فيه مصلحة وأمن واستقرار المنطقة».

Ad

وقال الجارالله خلال احتفال السفارة الايرانية بعيد الثورة ان «حرصنا على مشاركة ايران في احتفالاتها هو تعبير عن العلاقات التاريخية والصلبة بين الكويت وايران، ونرجو لأصدقائنا في ايران كل التقدم والازدهار».

وأثنى على اقرار مجلس الامة قانون افتتاح قنصلية للكويت في مشهد، وقال لا شك ان «هناك كويتيين كثيرين يزورون مشهد، وهم بحاجة لمتابعة احوالهم هناك، وبالتالي اعتقد ان توصية الاخوان في مجلس الامة بانشاء هذه القنصلية في محلها».

«النووي الإيراني»

وعن الموقف من المفاعل النووي الايراني او التصريحات التي تتسم ببعض التدخل في الشؤون الداخلية؟ قال وكيل الخارجية: «نسعى دائما في علاقاتنا مع ايران الى الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين، اما بشأن البرنامج النووي الايراني فنتمنى بالفعل ان يستطيع الاخوان في الجانب الايراني تبديد المخاوف الكويتية، وتحقيق تقدم ايجابي فيما يتعلق بهذا الملف، ويبقى موضوع الهاجس البيئي الكويتي من تداعيات المفاعل الايراني، ولكن اصدقاءنا في ايران اكدوا ان الامور تحت السيطرة، ونتمنى ذلك حتى يزول قلقنا بشأن البيئة في منطقتنا بسبب قرب المفاعل من الكويت، ولأن اي خلل او تلوث يصدر عنه فسنكون اول المتضررين منه»، نافيا أي علاقة لمناورات قوات درع الجزيرة بالشأن الداخلي.

وحول صحة التصريحات العراقية التي قالت ان الكويت قررت إلغاء المرحلتين الثالثة والرابعة من مشروع ميناء مبارك اضافة الى كاسر الأمواج، رد الجارالله انه ليس ثمة كاسر أمواج ولن تكون هناك مرحلة رابعة، مضيفا «أعلنا ذلك باتفاق وتنسيق وتفاهم مع اخواننا العراقيين. ونحن في المرحلة الاولى التي تسير بانتظام وأوشكنا على الانتهاء منها، وسننتقل الى المرحلة الثانية، ومنها الى الثالثة دون أن نسبب اي اعاقة للملاحة في خور عبدالله، ونلتزم بكل القرارات الدولية التي تنص على حرية الملاحة في خور عبدالله، وبالتالي لا نعتقد ان هناك اي حواجز او مخاوف او قلق لدى الاخوة في العراق. كما ان لدينا اتفاقا مع العراق حول حركة الملاحة في خور عبدالله وضمان انسيابيتها».

وعما اذا كان ثمة مسعى كويتي لحل القضية السورية بعد نجاح مؤتمر المانحين، قال «ليست هناك مساعي كويتية بل هناك مسعى عربي ودولي وهناك مبعوث عربي ودولي مشترك، وهناك حراك قوي فيما يتعلق بجهود المبعوث الدولي وبمراقف المعارضة السورية، ونتمنى أن يتحقق شيئ إيجابي جراء هذا الحراك لوقف نزيف الدم في سورية».

وردا على سؤال بشأن مساعي الكويت للافراج عن المعتقلين في غوانتنامو، قال «مساعينا مستمرة ولن تتوقف ولن يهدأ للكويت بال حتى تستعيد ابنيها، وهناك اتصالات مع جميع الجهات، ونحن بانتظار وفد من الولايات المتحدة سيأتي للكويت للتباحث في هذا الموضوع، ونأمل من خلال لقائنا بهذا الوفد أن نحقق تقدما ملموسا لاطلاق سراحهما».

وحول زيارة الرئيس الأميركي مع وزير خارجيته للشرق الاوسط وهل ستكون الكويت ضمن مخطط الزيارة؟  قال الجارالله «سمعنا بهذه الزيارة، لكن لم نبلغ ما اذا كانت ستشمل الكويت أم لا».

وأشاد وكيل الخارجية باجتماعات مجلس العلاقات العربية الدولية في الكويت، وقال «نقدر هذا المجلس ودوره، ونحن في امس الحاجة إلى مثل هذا العصف الفكري للمشاركين الذين يتطرقون إلى قضايانا المهمة والساخنة في المنطقة، وبالتالي نحن بحاجة الى الاستنارة بآرائهم، ونعتقد ان ما سيقدمونه من افكار وآراء من خلال المداولات والنقاشات ستكون اضافة مهمة لعملنا وتحركنا ومعالجاتنا لقضايانا الاقليمية»، لافتا إلى أن «رعاية صاحب السمو لهذا المؤتمر أضاف له أهمية».

قهرماني

بدوره أشاد السفير الإيراني روح الله قهرماني بالعلاقات الكويتية ـ الايرانية، وقال ان أغلب زوار ايران هم من الكويت، وهذه الاعداد تتضاعف عاما بعد عام، وهذا يدل على الاواصر القوية بين البلدين، كما ان دولة الكويت تتعامل بحكمة وأخوة مع كل الدول في المنطقة، ولاسيما مع ايران، وكل الظروف مهيئة لاجتماع اللجنة المشتركة العليا، علما ان اللجان الفرعية بدأت أعمالها، ومنها اللجنة الفرعية للجرف القاري التي اجتمعت في ايران قبل ثلاثة اسابيع، وتوصلت إلى نتائج مرضية وستجتمع في الكويت ولكن لم يتحدد موعد الاجتماع بعد.

وأضاف كهرماني ان ايران والكويت حريصتان على حسم ملف الجرف القاري، ولكن على مستوى الخبراء هناك بعض المناقشات والمفاوضات التي تجري بينهم، وهذا الذي قد يعرقل التوصل إلى نتيجة ايجابية حاسمة سريعا.

وتعليقا على تخوف الكويت من مفاعل بوشهر، أكد أن «الكويت وكل دول الجوار لها الحق في الاعراب عن قلقها، وكذلك لها الحق في ان تبدي استفساراتها... ونحن بكل ثقة نطمئن الجميع بأنه ليس هناك أي داع للقلق، لأن المراحل النهاية للمفاعل لم تنته بعد، ولكنها ستكون وفق احدث المقايس الدولية».

وفي أول تعليق ايراني على اقتراح وزير الخارجية القطري بإنشاء منظومة خليجية تضم ايران والدول المجاورة المطلة على الخليج العربي، قال قهرماني «سمعت المقترح وسبق ان قدمناه منذ امد بعيد، ونحن علي ثقة بان مثل هذه المنظومة يمكن ان تكون مفيدة ومؤثرة لمعالجة الازمات والقضايا القائمة في المنطقة». مضيفا أن «مصالح المنطقة تقتضي ان نتكاتف ونتعاون بدون اي شروط مسبقة، ونفترض حسن النية، لان كل الأطراف يجب ان يتعاونوا معا، وخلال هذه المنظومة تتم معالجة كل القضايا العالقة»، لافتا إلى ان أزمات المنطقة يجب ان تعالج بواسطة دولها ودون تدخل خارجي، مشيرا إلى «أننا فقط نعرف مصالحنا اكثر من اي شخص آخر، وندرك اهمية هذه المصالح اكثر من الذين يأتون من الخارج».

وأعرب السفير الايراني عن امله أن تتوصل اللجنة المشتركة إلى نتائج مفيدة تفتح الابواب للمواطنيين الايرانيين للسياحة في الكويت، معتبرا ان فتح قنصلية كويتية في مشهد امر ضروري وهام، قائلا «لدينا اكثر من 600 تأشيرة نصدرها يوميا للمواطنيين الكويتيين، منها 500 لزيارة لزيارة الاماكن المقدسة، وهذا يدل على ان هناك اقبالا كبيرا على السياحة الدينية في إيران»، مجددا نفي بلاده اي علاقة بالسفينة المحملة بالاسلحة التي تم ضبطها في اليمن.

 وجدد قهرماني موقف بلاده حيال الموضوع السوري قائلا «ايران تنظر للازمة السورية بواقعية وموضوعية، لان الاحداث الاخيرة التي تشهدها سورية يجب ان تعالج بشكل واقعي حتى لا تستمر الازمة وتتواصل، وايران تهتم بالشعب السوري وبمصالحه ومصالح المنطقة، وتحول دون حدوث فوضى وقتل ودمار»، موضحا «إن لم تحل الازمة السورية بحكمة وبشكل سياسي فسنواجه أزمات مستقبلية».