شهدت احتفالية دار الآثار الإسلامية صباح أمس في المركز الأميركاني الثقافي، أربع محاضرات ثقافية تمحورت حول روائع الشرق القديم، تحدث فيها أربعة مختصين في الآثار القديمة، مستعرضين بعض المكتشفات الأثرية المهمة، وأدار هذه المحاضرات رئيس لجنة أصدقاء دار الآثار الإسلامية بدر البعيجان.

Ad

بداية، تحدث مدير الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب شهاب الشهاب ضمن محاضرته «فيلكا جسر ثقافي»، مشدداً على أهمية الموقع الجغرافي للكويت بين مجموعة حضارات نشأت ضمن المنطقة الإقليمية، حيث لعبت جزيرة فيلكا دوراً مهماً في التواصل الحضاري بين مدن شمال الخليج العربي وجنوبه، مشيراً إلى أن بعض المكتشفات الأثرية التي عثر عليها في الجزيرة تتميز بخصوصية محلية، إذ إنها مصنوعة من الفخار الأحمر، كما عثر على بقايا لأقدم قارب في العالم.

وفي حديث عن النصوص المسمارية التي عثر عليها في فيلكا، قال الشهاب إن الطابع الديني يغلب على هذه الكتابات المسمارية، غير أن بعض النصوص التي عثر عليها ليست مكتملة، مضيفاً: «كما وجدنا في الجزيرة نحو 870 ختماً بمواصفات منوعة، مصنوعة محلياً وأخرى تتقاطع مع أختام لحضارات مختلفة». وبشأن الآثار الدينية، أكد الشهاب أن فرق البحث والتنقيب اكتشفت كنيستين في الجزيرة تعودان إلى القرنين الخامس والسادس الميلاديين، وذلك لانتشار الديانة المسيحية في تلك الفترة، مبيناً أن هذه المواقع تحمل الطابع الشرقي، مستعرضا أشكالاً من الحياة اليومية لسكان الجزيرة عبر عصور مختلفة.

رأس ديونيسوس

وبدورها، ركزت الأمين العام لمتحف العراق الوطني الدكتورة أميرة عيدان الذهب في محاضرتها على تمثال رأس ديونيسوس إله الحصاد والثمار والخصوبة، معتبرة أن مملكة الحضر أو مملكة عربايا، التي يقع مكانها في مدينة الموصل حالياً، من أقدم الممالك العربية في تلك البقعة، موضحة أن هذه المدينة اشتهرت بهندستها المعمارية وفنونها وصناعاتها وفقاً للمكتشفات الكثيرة التي عثر عليها.

وأشارت عيدان الذهب إلى أن التمثال يصور رأس وكتفي ديونيسوس واضعاً فوق رأسه إكليلاً من أوراق الكروم المنفصلة بعضها عن بعض، والمحفورة بزخارف بارزة، صبت بشكل ثلاثي الأبعاد تقريباً، إضافة إلى عنقودين عند نهايات الشعر مشكلين إطاراً لعنق التمثال.

وعقب ذلك، قدم الباحث في الآثار الإيرانية فايق توحيدي محاضرة بعنوان «ذخيرة أرجان في بهبهان» مشيراً إلى أنه اكتشف قطعة أثرية ليس لها مثيل في العالم، وهي عبارة عن مجمرة من البرونز تم العثور عليها في منطقة أرجان الاثرية شمال شرق بهبهان في إقليم خورستان، وفي خريف عام 1982، وأثناء عمليات الحفر اكتشف قبراً بجدران حجرية وسط كتلة من الطوب اللبن، واستدل من الكتابات العيلامية التي عثر عليها منقوشة على خاتم ذهبي وكأس برونزية أن القبر يخص كيدن هتران بن كورلوش، وقد دفن في تابوت من البرونز مرتديا ثوباً طويلا مزيناً بأزرار ذهبية، وحاملا سيفا مرصعا بالأحجار الكريمة، كما عثر بجوار التابوت على قطع برونزية أخرى.

أما المحاضرة الرابعة، فقد ألقتها الباحثة كيلي بروني التي نابت عن أمين مجموعة الفن الإسلامي في متحف بيناكي في أثينا د. مينا مورايتو، وتركز فيها على تمثال من التراكوتا لامرأة، والذي ينتمي إلى مجموعة مماثلة من التماثيل المعروفة اصطلاحا باسم «التناغرا» نسبة إلى قرية تناغرا في بيوتيا، حيث تم العثور عليها لأول مرة في المقابر في أواخر القرن التاسع عشر، وتتخذ هذه التماثيل أشكال شابات يرتدين ثياباً وقد وقفن يشكل مثير.

ومن الدول التي تم العثور فيها على هذه النوعية من التماثيل، إيطاليا وروسيا وحضارة والعراق.