محمد بديع ضبط نائماً وأصيب بالذهول وعزَّت المتشدد يقود «الإخوان» من غزة

Ad

سقط مرشد جماعة "الإخوان المسلمين" محمد بديع في قبضة الشرطة المصرية ليل الاثنين/الثلاثاء. وبينما تواجه "الجماعة" أصعب أزمة منذ إنشائها قد تؤدي إلى حظرها نهائياً ومطاردة المنتمين إليها، فإنها اختارت مواصلة طريق التصلب باختيارها القيادي المتشدد محمود عزت مرشداً جديداً.

وداهمت أجهزة الأمن شقة سكنية في بناية خلف مسجد رابعة العدوية في ضاحية مدينة نصر بالقاهرة مملوكة للنائب السابق حازم فاروق الذي ألقت القبض عليه قبل يومين. وقال مصدر في الشرطة إن بديع كان مستغرقاً في النوم ولم يفق إلا ورجال الأمن يحيطون به، كما أُلقي القبض على أربعة آخرين كانوا موجودين في الشقة بينهم سيدتان.

وعرضت وزارة الداخلية صوراً لبديع فور إلقاء القبض عليه وظهر فيها في حالة من الذهول.

وبدأت النيابة أمس تحقيقاتها مع المرشد في سجن "العقرب" داخل منطقة سجون طرة جنوب القاهرة، حيث أودع في زنزانة انفرادية، دون أن يسمح له بالتواصل مع بقية سجناء الجماعة ومنهم نائبه القوي خيرت الشاطر. ويواجه بديع اتهامات متعددة من أهمها التحريض على القتل في حوادث عنف مثل الاشتباكات أمام مقر مكتب الإرشاد. وقررت النيابة حبسه 15 يوماً على ذمة التحقيق.

وحاولت "الإخوان" إبداء تماسكها بعد سقوط زعيمها، فأصدرت تصريحاً يقول إن "المرشد هو مجرد فرد من الجماعة" ثم أعلنت اختيار النائب الثاني للمرشد محمود عزت مرشداً مؤقتاً، وهو مطلوب أمنياً أيضاً لكنه هارب، ويعتقد خبراء أنه موجود في غزة منذ إطاحة الرئيس المعزول محمد مرسي يوم 3 يوليو الماضي.

ويعتبر عزت أحد أهم الصقور في "الإخوان". ووصفه منشقون عن الجماعة مثل القيادي كمال الهلباوي بأنه "يؤمن بالعمل السري والعنف"، مما أعطى إشارة إلى نية "الإخوان" عدم التراجع عن طريق المواجهات الدامية الذي اختارته، وخاصة بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.

وأكدت مصادر في الجماعة في المقابل أن عمليات العنف التي جرت طوال الأيام الماضية وشملت الهجوم على أقسام شرطة وكنائس ومنشآت حكومية هي من تدبير تنظيم "الجماعة الإسلامية" المتحالف مع "الإخوان"، مؤكدة أنها في مأزق بسبب هذه الهجمات، لأنها لا تستطيع الدفاع عنها ولا انتقادها.

وعزَّت كان مع بديع أحد المتهمين في تنظيم سيد قطب الذي أُلقي القبض عليه في عام 1965، ويتهمه خصومه بأنه قاد التحول في الجماعة منذ السبعينيات في اتجاه تبني أفكار تكفيرية متشددة تخالف منهج المؤسس حسن البنا، ويؤكد خبراء أن عزت كان هو المرشد الحقيقي الذي دفع محمد بديع إلى الواجهة وإلى جواره تلميذه خيرت الشاطر.

وفي دليل على وجود خلافات داخلية محتدمة داخل التنظيم، عاد موقع "الحرية والعدالة" التابع للجماعة مساء أمس لينفي اختيار عزت مرشداً مؤقتاً.

ويترقب المصريون باهتمام الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي المقرر اليوم في بروكسل لمناقشة تطورات الأزمة وسط مخاوف من تداعيات الضغوط الدولية المساندة لـ"الإخوان" وتأثيراتها على الاقتصاد المصري.

وتأتي هذه التطورات في سياق حملة أمنية وسياسية ضد "الإخوان" يتوقع أن تصل إلى حظر الجماعة نهائياً ومصادرة أموالها ومنعها من ممارسة العمل السياسي.