«الغرب» يدعو إلى قرار ملزم... وموسكو ترفض تضمينه أي تهديد

Ad

أظهر تقرير لجنة التفتيش الدولية في مزاعم استخدام السلاح الكيماوي في سورية أن غاز السارين السام قد استُخدِم بالفعل في الهجوم الذي تعرضت له منطقة الغوطة في ريف دمشق في 21 أغسطس الماضي، ما أدى إلى مقتل المئات من المدنيين السوريين.

وقالت اللجنة التي يرأسها آكي سيلستروم في تقريرها الذي تسلّمه أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون أمس الأول وعرضه أمس على أعضاء مجلس الأمن، إنها عثرت على "أدلة واضحة ومقنعة" على استخدام السارين في الغوطة، وأشارت إلى استخدام الأسلحة الكيماوية "على نطاق واسع" في النزاع الذي تشهده سورية. وبحسب التقرير فإن "العينات البيئية والكيماوية والطبية التي جمعناها تقدم أدلة واضحة ومقنعة على أن صواريخ أرض - أرض مجهزة بغاز السارين استُخدِمت في عين ترما والمعضمية وزملكا" وهي مناطق تقع في منطقتي الغوطة الشرقية والغوطة الغربية في 21 أغسطس.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية بأنه "جريمة حرب"، وطالب في كلمةٍ خلال عرض تقرير المفتشين على مجلس الأمن بأن يلقى المسؤولون عن استخدام هذه الأسلحة حسابهم، وحث مجلس الأمن على النظر في فرض عقوبات إذا لم تحترم دمشق خطة تفكيك ترسانتها الكيماوية.

في السياق، بدا أمس أن اتفاق جنيف الذي توصلت إليه واشنطن وموسكو قبل يومين، والذي وضع خطة تفصيلية لنزع السلاح الكيماوي السوري سيلاقي عقبات جمة في الأيام المقبلة، ففي حين دعت واشنطن وباريس ولندن، بعد اجتماع جمع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس ووزيري الخارجية الأميركي جون كيري والبريطاني وليام هيغ في باريس أمس، إلى الإسراع في استصدار قرار "ملزم وقوي" ويتضمن جدولاً زمنياً ومُهلاً في مجلس الأمن لإجبار الأسد على تسليم ترسانته الكيماوية، رفضت موسكو أمس إصدار أي قرار يتضمن تهديداً لسورية.

وقال لافروف في تصريحات خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري نبيل فهمي في موسكو أمس: "إذا أراد أحد ما التهديد أو البحث عن ذرائع لشن ضربات، فإنها طريق تعطي إشارة للمعارضة، وكأننا ننتظر منهم استفزازات جديدة"، مؤكداً أن الاتفاق الذي توصل إليه مع كيري في جنيف لا ينص على استخدام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق، مطالباً بإصدار قرار لا يتضمن أي تهديد كبداية.

أما النظام السوري فقد أعلن على لسان وزير إعلامه عمران الزعبي أنه لن يطبق الخطة الأميركية - الروسية بشأن نزع أسلحته الكيماوية إلا "حين تصبح أمراً ملموساً بعد إقرارها من مجلس الأمن".

وبينما اعتبر مجلس الوزراء السعودي أمس أن "تعنت النظام السوري يصبّ في مصلحة المتطرفين"، مطالباً بـ"عدم اختزال الأزمة في جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية"، أعلنت تركيا أنها أسقطت مروحية سورية اقتربت من حدودها.

(نيويورك، باريس، موسكو - أ ف ب، رويترز، كونا، د ب أ)