مجرد لوحة لكأس بلاستيكية
![فوزي كريم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1498033753948674500/1498033754000/1280x960.jpg)
«عمله يُقرن دون تعارض بأعمال الفن التمثيلية (التي تشير معنى خارجها) التي للألماني جيرهارد ريختر. ففي الشهر الذي اشتريت فيه عمل دينبي كان عمل ريختر (الشمعات الثلاث) قد بيع بسعر خمسة ملايين ونصف المليون دولار. إنه أكبر بقليل من عمل دينبي. كلا العملين رائع. على أني دفعت بعمل دينبي مبلغاً يعادل مبلغ سيارة سكودا مستعملة. «ولكن كيف بلغنا مرحلة كهذه، بحيث يكون فنان من أحسن فنانينا في انكلترا، وبعد 23 سنة من فوزه بجائزة البورتريه الأكاديمية، وبعد تطور بالغ العمق، مجهولاً؟! واحد من الأسباب أن عملية شراء اللوحات في بريطانيا في العقود الماضية قد توقفت أو كادت عن شراء اللوحات التي تعتمد أساليب التصوير التمثيلية (أي التي تعتمد تصوير شيء ما أو فكرة ما)، تماما كما توقفت مدارس الفن الأساسية عن تدريس التقنيات الأساسية والمهارات. ولقد كانت لهذه نتائج بالغة التناقض. إن الرعاية الرسمية قد أضعفت الإرادة، وقتلت التطلعات الطموحة. أنظر كيف ينمو الفن المفاهيمي البريطاني الجديد رخواً. ما فعله ساجي وسيروتا (أصحاب قاعات فن ما بعد حداثية مؤثرة في لندن) أمر مريع في قلب القوانين الفنية عبر أكثر من جيل، بحيث دفعا التيار الأساسي في الفن إلى ما تحت أرضي. لقد انتفعا من صفة التواضع فيه. كان فنانو هذا التيار متمسكين بالأساليب التمثيلية وتطويرها بفعل قناعة وحب...الخ”أمر الفن لا يختلف عن أمر الشعر والأدب. فحركة الإعلام التي تتحرك وفق المصالح المادية طاغية السطوة وتدميرية. على أن هناك من يرعى الصوت الحقيقي ويمنحه فرصة أن يفلت من العجلة الساحقة ويحقق مكانه بصمت وسرية. في ثقافة العالم العربي لا يختلف الأمر كثيراً، باستثناء أن الصوت الحقيقي لدينا لا يملك فرص الغربي في الإفلات من هيمنة مافيا الإعلام الثقافي وبورصة السوق، وتحقيق المكانة التي يستحقها.