إنتاج القنوات للدراما الرمضانية... مساعدة المنتجين
أم احتكار وطمع بالربح؟
شاركت قنوات فضائية هذا العام في إنتاج مسلسلات رمضانية من بينها: «أم بي سي» و{سي بي سي» و{المحور»، في خطوة أثارت علامات استفهام حول مدى استفادة المحطات الفضائية منها، والمعايير التي تختار على أساسها العمل، وسبب رفض بعض المنتجين هذه الشراكة.
شاركت قنوات فضائية هذا العام في إنتاج مسلسلات رمضانية من بينها: «أم بي سي» و{سي بي سي» و{المحور»، في خطوة أثارت علامات استفهام حول مدى استفادة المحطات الفضائية منها، والمعايير التي تختار على أساسها العمل، وسبب رفض بعض المنتجين هذه الشراكة.
أنتجت قناة «أم بي سي» مسلسل «القاصرات»، من بطولة كل من صلاح السعدني وداليا البحيري، وشاركت في إنتاج «موجة حارة» لإياد نصار ورانيا يوسف ودرة، «العراف» لعادل إمام، «نيران صديقة» من بطولة منة شلبي وكندة علوش... بدورها، شاركت قناة «سي بي سي» (مركز تلفزيون العاصمة) في إنتاج: «حكاية حياة» لغادة عبد الرازق، «الوالدة باشا» من بطولة باسم سمرة وسوسن بدر، «الكبير» لأحمد مكي. كذلك شاركت قناة «المحور» في إنتاج: «جوز ماما... مين؟» من بطولة هالة صدقي ورجاء الجداوي، «الداعية» لهاني سلامة وبسمة، و{نظرية الجوافة» لإلهام شاهين.
مسار طبيعييصف المتحدث الرسمي باسم شبكة قنوات «إم بي سي» مدحت حسن خطوة إنتاج المسلسلات بأنها سياسة طبيعية تتبعها الشبكة منذ سنوات، وهي معروفة بالإنتاج الدرامي الغزير، وتقديمها أعمالاً عربية حصرية.يضيف: اعتادت «أم بي سي» إنتاج عمل ضخم في كل عام، على غرار «الملك فاروق»، ومن بعده «الفاروق عمر» الذي يوازي إنتاجه إنتاج ستة مسلسلات، ويتخذ إنتاجها للأعمال الدرامية أشكالاً منها الإنتاج الكامل لعمل درامي أو المشاركة فيه لتأخذ حق العرض الأول، أو تقدم إنتاجاً غير مباشر».يوضح أن «أم بي سي» تستفيد من امتلاكها للعمل، إذ تبيعه إلى قنوات أخرى بمقابل مادي تحدده.عادل اليماني مدير «قناة المحور» يقسم الفائدة التي تعود على المحطة من المشاركة في إنتاج أعمال درامية إلى قسمين: مادي يهدف إلى الربح، وإن كانت المحطة لا تشترط تحقيق ربح هائل، لكن بما أن الدراما مكلفة تحاول الموازنة وتحقيق هامش معقول من الربح. معنوي اجتماعي، قد لا يجني العمل الذي تنتجه القناة أرباحا،ً لكن ما يعوضها هو القيمة والرسالة التي يوجهها إلى الجمهور. يضيف اليماني أن القناة تختار المسلسل الذي تنتجه عندما تشعر بأن المشاهد بحاجة إلى متابعته عبر شاشتها، فتحقق من خلاله أعلى نسبة مشاهدة، لذا اختارت هذا العام أعمالاً بين الكوميديا والدراما الجادة الملائمة للظروف المحيطة.علاقة تكاملية نظراً إلى الظروف الإنتاجية الصعبة، لا يمانع منتج مسلسل «العقرب» عصام طنطاوي من مشاركة بعض القنوات في إنتاجه للأعمال الدرامية، مشيراً إلى أن أي محطة تنفق أموالها في عمل تحاول الترويج له بطرق مختلفة، ويقول: «من خلال هذا الاتحاد يمكننا تقديم أعمال رومنسية واستعراضية افتقدناها في السنوات الماضية لضعف الإنتاج وأجور الفنانين المرتفعة».في المقابل، يرفض جمال العدل، منتج مسلسل «الداعية»، أن تنتج القنوات أعمالاً درامية بالكامل، ويفضل أن تعمل كل جهة في اختصاصها، «فالقناة تبث برامج ومسلسلات وأفلاماً، والفنان يمثل، والمنتج ينتج وقد يفتح محطة خاصة به ينتج من خلالها ويعرض أعماله فيها».حول مشاركة بعض المحطات في إنتاجه لـ «الداعية» من بينها «المحور»، يوضح: «أحياناً تجبر الظروف المنتج على الدخول في هذه الشراكة، كأن يطلب صاحب القناة الدخول كشريك بالنسخة التي سيشتريها، وقد تقوم الشراكة على استراتيجية إنتاج مسلسلات تبدأ بمسلسل واحد لنرى كيف سيسير التعامل بيننا، وبناء عليه نحدد ما إذا كنا سنستمر أم نكتفي بهذا العمل، وعلى رغم أنني لا أحبذ ذلك، لكنها مساهمة لن تعوّق الإنتاج».يرفض عصام شعبان منتج «فرح ليلى» مشاركة قنوات في إنتاج المسلسل «لأن للإنتاج أفراده والخبراء فيه، وإذا تدخل فيه أفراد لا يفهمونه سيعرقلون التنفيذ، وقد يرفعون سعر بيع المسلسل أو يحتكرونه ويبيعونه لقنوات بعينها من دون أخرى، وفق سياسة القناة، وغيرها من أمور تضر بالعمل من الناحيتين التسويقية والترويجية».يضيف شعبان: «عندما دخلت شركة «غود نيوز» في مجال الإنتاج رفعت أجور الفنانين بشكل مبالغ فيه وعانى المنتجون من ذلك فترة طويلة، إزاء هذا الواقع يبدو أن مشاركة بعض القنوات للمنتج حل أفضل؛ فالقناة تموله وتوفر له الموارد المالية المطلوبة، وهو بخبرته ينتج».بدوره يرفض ممدوح شاهين منتج «الزوجة الثانية» هذا النمط من الإنتاج «لأنني سأكون تحت رحمة المحطة ومطالباً بتنفيذ أوامرها ورغباتها وإلا ستمنع ضخ أموالها إلى المسلسل ويتوقف التصوير»، مشيراً إلى أن الأفضل بالنسبة إلى المحطات هو حصولها على العرض الأول أو الحصري فقط.جدية في الاختياريعلّق الناقد رفيق الصبان على هذه الظاهرة معتبراً أنها طريقة تتبعها محطات فضائية، بعدما تختار نجماً لتبيع باسمه المسلسل وتحقق مكاسب مادية، إلا أنه لا يمانع استمرار هذا الإنتاج نظراً إلى المنافسة القوية بين الأعمال الدرامية هذا العام والتي بلغ عددها حوالى 40 مسلسلا، يتابع المشاهد خمسة مسلسلات والبقية لم تحقق مشاهدات مرتفعة.يطالب الصبان القنوات التي تتبع هذه السياسة بالتزام الجدية في اختيارها للمسلسلات التي تنتجها وألا توافق على أي عمل لإثبات وجودها في هذا المجال لأن هذه الموضة لم تعد تعجب الجمهور الواعي.يضيف: «البضاعة المعروضة كثيرة والمنافسة صعبة، والإنتاج قائم على العرض والطلب، فبمجرد علم القناة بالنجم بطل العمل تطالب بإنتاج المسلسل كاملا أو الدخول شريكة فيه».