دخلت الحرب الدائرة غرب تونس مرحلة خطيرة أمس مع إعلان سلطات هذا البلد أن المواجهات المستمرة منذ أسابيع هي مع مسلحين مرتبطين بتنظيم "القاعدة"، وتأكيداً لخطورة الموقف، تفقد الرئيس منصف المرزوقي أمس وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس أركان الجيوش منطقة جبل الشعانبي، وسط ارتفاع الانتقادات لعجز الحكومة على القضاء على هذه المجموعة بسبب نقص التجهيزات.

Ad

‭ ‬‬‬‬وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي، في مؤتمر صحافي، إن "هناك مجموعتين في الكاف وجبال الشعانبي تتكون من‭‭‬‬ ثلاثين مقاتلاً على صلة بتنظيم القاعدة"، مضيفاً: "واحدة بالكاف وتتكون من نحو عشرة أشخاص والثانية في جبال الشعانبي وتضم نحو 20 شخصاً وهما على علاقة بكتيبة عقبة بن نافع التابعة للقاعدة".

وبينما أكد العروي أن الأمن يحاصر المسلحين وأنه تم إلقاء القبض أمس الأول على شخص يزودهم بحاجاتهم، أوضح مكتب المرزوقي أن "الرئيس وصل إلى منطقة الشعانبي الجبلية قرب الحدود مع الجزائر للاطمئنان على سير عملية ملاحقة مسلحي القاعدة"، مبيناً أن زيارة "الرئيس جاءت لرفع معنويات الجنود والاطمئنان على سير عمليات ملاحقة المسلحين هناك".

وتلاحق الشرطة والجيش منذ أسابيع مسلحين إسلاميين يعتقد انهم يحتمون بالجبال وزرعوا فيه ألغاماً خلفت إصابة عدة جنود من بينهم من بترت ساقه وفقد عينه ما زاد المخاوف من قدرة هذه الجماعات على شن هجمات في البلاد التي تكافح لاستعادة الاستقرار منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي قبل عامين.

واحتج مئات من قوات الأمن الأسبوع الماضي على نقص التجهيزات لمكافحة المتشددين في المناطق الحدودية مع ليبيا والجزائر، التي أعلنت حالة الطوارئ على الحدود تحسباً لفرار المجموعات الإسلامية إليها. وكان رئيس حركة "النهضة" الحاكمة راشد الغنوشي وصف أمس الأول قتال المتطرفين لقوات الجيش والأمن التونسي بأنه "كفر" و"أعمال إرهابية".

وقال الغنوشي في تصريح لاذاعة "موزاييك إف إم" التونسية الخاصة "نحيي أبطال الجيش الوطني والشرطة والمجتمع المدني في التصدي للأعمال الإرهابية"، مضيفاً: "وندعو كل الشباب الإسلامي إلى أن يستيقنوا أن قتال المسلم كفر وفسوق وجريمة من أعظم الجرائم".

(تونس- رويترز، أ ف ب)