خامنئي: لا يمكن الوثوق بواشنطن
المرشد الإيراني ينتقد «بعض جوانب» زيارة روحاني لنيويورك ويعرب عن تشاؤمه من «المسار الدبلوماسي»
رغم الدعم الذي حازه الرئيس الإيراني حسن روحاني من مجلس الشورى الإيراني قبل أيام، وسياسة "الانفتاح والليونة" التي يعتمدها، وإعلانه مراراً وتكراراً منذ توليه مهامه في أغسطس الماضي أن لحكومته الجديدة الصلاحيات الكاملة داخلياً وخارجياً، جاءت الكلمة الفصل صادمة للإدارة الجديدة، بعد خروج المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي عن صمته أمس، منتقداً التحركات الأخيرة في الأمم المتحدة التي كان أبرزها الاتصال الهاتفي الذي جرى بين روحاني ونظيره الأميركي باراك أوباما.وقال خامنئي، خلال حفل تخريج دفعة من ضباط الجامعات: "بالطبع هناك بعض الجوانب من زيارة نيويورك لم تكن مناسبة وفي غير محلها، ومع ذلك نحن متفائلون بشأن كادرنا الدبلوماسي ومتشائمون بشأن الحكومة الأميركية".وشدد المرشد الأعلى على أن "واشنطن غير جديرة بالثقة وغير منطقية ومتغطرسة وناقضة للعهود"، معتبراً أن "الحكومة الأميركية مُجتاحة من الشبكة الصهيونية العالمية، وعليها الاصطفاف إلى جانب النظام الغاصب (إسرائيل) وإبداء مرونة تجاهه". وأكد ترحيبه بالنهج الدبلوماسي، الذي اتخذته الحكومة الإيرانية الجديدة، قائلاً: "الدبلوماسية أمر مهم، ولكننا متشائمون تجاه الحكومة الأميركية الملزمة بإبداء المرونة مع الكيان الإسرائيلي".وخلال هذه التصريحات، التي شكّلت انتقاداً مباشراً لسياسة الانفتاح مع الولايات المتحدة والغرب، توعّد المرشد الإيراني الأعلى بـ"رد قاسٍ" على التهديدات التي وجهتها إسرائيل بالتحرك منفردة ضد إيران لمنعها من التزود بسلاح نووي. وقال خامنئي: "نسمع التهديدات المثيرة للاشمئزاز والممجوجة من جانب أعداء الأمة الإيرانية وسنرد على أي عمل معادٍ بجدية وقوة".ويعد هذا أول رد فعل لخامنئي، الذي يملك السلطة المطلقة في إيران، على انفتاح روحاني على الغرب في نيويورك الأسبوع الماضي والذي توج بمكالمة استمرت 15 دقيقة بين روحاني وأوباما في 27 سبتمبر الماضي، وهي أول اتصال دبلوماسي بين رئيسي إيران والولايات المتحدة، أدت إلى كسر الجليد بين البلدين اللذين انقطعت العلاقات بينهما منذ 1979. وكان الحرس الثوري انتقد بدوره الاتصال الهاتفي بين روحاني وأوباما، مؤكداً أن تاريخ الصراع بين واشنطن وطهران لا يمكن أن ينتهي بمجرد اتصال هاتفي.ووسط تباين المواقف وردود الفعل المتفاوتة في العلاقات بين واشنطن وطهران، قال أوباما في مقابلة نشرتها "أسوشيتد برس" أمس، إن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران أمامها عام أو أكثر لاكتساب القدرة على تصنيع سلاح نووي، واصفاً هذه التقديرات بأنها "متحفظة".وقال أوباما رداً على سؤال بخصوص تقديرات الاستخبارات للإطار الزمني لامتلاك إيران أسلحة نووية: "مازالت تقديراتنا تشير إلى عام أو أكثر، وقد تكون تقديراتنا في الواقع أكثر تحفظاً بالفعل من تقديرات أجهزة المخابرات الإسرائيلية".(طهران، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)