يتعرض نائب الرئيس المصري المؤقت للشؤون الخارجية محمد البرادعي، لهجوم شرس من القوى السياسية، وعلى رأسها قادة جبهة "الإنقاذ الوطني"، عقب تصريحاته الأخيرة التي لوّح فيها بإمكانية عقد صفقة للإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي، والتفاوض مع جماعة "الإخوان المسلمين"، حال تخليها عن العنف، الأمر الذي أثار جدلاً في الأوساط السياسية، بين مؤيد ومعارض لفكرة العفو عن مرسي والمصالحة مع الإخوان.
واعتبر رئيس حزب "التجمع" اليساري سيد عبدالعال، أن البرادعي يفهم طريقة تفكير الأميركان، ويُعوِّل الكثيرون عليه في القيام بأدوار عظيمة، مستغلاً علاقاته الخارجية الواسعة، لكن هذا لا يمنعنا من الاختلاف معه، خاصة بعد التصريحات الأخيرة، التي أدلى بها لعدد من الصحف الأميركية، وألمح فيها إلى إمكانية التصالح مع قيادات الإخوان، والإفراج عن مرسي، ما لم يكن مطلوباً على ذمة قضايا جنائية، فالشعب لن يقبل بهذا الحديث الداعي إلى الخروج الآمن لقيادات الإخوان. ووصفت القيادية بجبهة "الإنقاذ" كريمة الحفناوي، تصريحات البرادعي، بأنها "إضاعة للوقت وتصب في صالح الإرهاب وإراقة المزيد من دماء المصريين"، بسبب استمرار وجود الاعتصامات المسلحة لأنصار الرئيس المعزول في ميداني "رابعة" و"النهضة"، مضيفة لـ"الجريدة" أنه آن الأوان بعد 30 يونيو أن يكون على رأس أولويات كل مسؤول في الدولة الحفاظ على أمن الوطن، وعدم التردد في اتخاذ القرارات التي تصب في هذا الاتجاه، مشيرة إلى أنه لا يمكن إغفال اعتصام الإخوان المسلح، والحديث عن الخروج الآمن للجماعة. على النقيض، يؤيد المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمي عصام الشريف، تصريحات نائب الرئيس، مؤكداً لـ"الجريدة" أن "البرادعي يدرك جيداً أن الإخوان يريدون أن يصوروا للعالم أنهم الضحية لكسب العطف، بالتالي فطريقة تفكير البرادعي حيال الجماعة تستحق التقدير، لأنه يعطي الجميع درساً في القيم الإنسانية، مطالباً القوى السياسية بالكف عن مهاجمته لأنه واضح وصريح ولا يطمع في سلطة".
دوليات
جدل حول تصريحات البرادعي بشأن الخروج الآمن للإخوان
04-08-2013