«المستقبل» سيرشح 128 بينهم 64 مسيحياً في حال أقر «الأرثوذكسي»

نشر في 17-01-2013 | 00:01
آخر تحديث 17-01-2013 | 00:01
يرى قيادي في تيار المستقبل أن معارضة فريقه السياسي لمشروع قانون اللقاء الأرثوذكسي الذي يقوم على أن تنتخب كل طائفة نوابها وفقا للنظام النسبي لا تنبع من خشية التيار من خسارة مقاعد نيابية، مسيحية خصوصا، بل تنبع من اعتبارات على علاقة بنظرة تيار المستقبل الى التركيبة اللبنانية والى طبيعة النظام السياسي والأطر الميثاقية للعلاقة بين مكونات المجتمع اللبناني.

ويوضح القيادي المذكور لـ"الجريدة" أن التركيبة التنظيمية لتيار المستقبل تقوم على تعددية طائفية ومذهبية، وأن انتشار التيار شعبيا موجود ولو بنسب متفاوتة على مستوى كل الطوائف وكل المناطق اللبنانية من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب ومن البقاع الى الساحل. وبالتالي فإن موقف تيار المستقبل الرافض لمشروع اللقاء الأرثوذكسي الانتخابي ليس نابعا من خشيته من خسارة تمثيله المسيحي كما يشاع.

فعلى مستوى القيادة، هناك ثلاثة نواب لرئيس التيار: ماروني هو النقيب سمير ضومط، وأرثوذكسي هو النائب السابق أنطوان اندراوس، وشيعي هو النائب والوزير السابق باسم السبع، بالإضافة الى أعضاء دروز وكاثوليك ومن الأقليات في المكتب السياسي.

وعلى مستوى الكوادر القيادية ينتمي الى تيار المستقبل نواب ووزراء ونقباء حاليون وسابقون وإعلاميون ومثقفون مسيحيون، لا يمكن أن يستقيلوا من الشأن العام، وهم على أتم الاستعداد لخوض الانتخابات النيابية المقبلة وفقا للقانون الأرثوذكسي في حال تم إقراره في مجلس النواب.

وعلى مستوى المناطق، هناك انتشار وشبكة خدمات لتيار المستقبل في الأشرفية وأقضية جبل لبنان والشمال والبقاع والجنوب حيث الارجحية أو الحضور المسيحي، بما يجعل التيار مالكا لمقومات انتخابية لا بأس بها خصوصا إذا "تحرر" من مقتضيات التحالف الانتخابي مع الأحزاب المسيحية الكبرى في "قوى 14 آذار" بموجب الواقع الانتخابي الطائفي الذي يفرضه مشروع اللقاء الأرثوذكسي.

فتيار المستقبل هو التيار الوحيد في "قوى 14 آذار" القادر على تشكيل لوائح من مختلف الطوائف السنية والشيعية والمارونية والأرثوذكسية والكاثوليكية والأرمنية والدرزية والطوائف المسيحية الصغيرة عن الأقليات. في حين أن حضور حزبي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية يقتصر على الطوائف المسيحية.

ويشدد القيادي في تيار المستقبل على أن تمرير مثل هذا الاقتراح الانتخابي سيدفع التيار الى ترشيح 128 شخصا عن 128 مقعدا على المستوى اللبناني. ويشبه سعي البعض من خلال قانون اللقاء الأرثوذكسي إلى إضعاف تيار المستقبل مسيحيا، بمحاولة إضعاف التيار سنيا من خلال تقسيم بيروت الى ثلاث دوائر في قانون الـ 2000. يومئذ فاز تيار المستقبل بكل مقاعد بيروت. أما في ظل مشروع اللقاء الأرثوذكسي، فيؤكد القيادي في تيار المستقبل أنه قادر على تشكيل لوائح من قيادييه وكوادره المسيحيين ومن شخصيات مسيحية مستقلة متحالفة معه على نحو يسمح له بالفوز بعدد لا يستهان به من المقاعد المسيحية. ويتساءل القيادي المذكور، ألا يمكن لتيار المستقبل أن يستقطب من خلال نوابه المسيحيين الحاليين وقيادييه وتحالفاته الممكنة مع المستقلين 10 في المئة على الأقل من المسيحيين في عكار وطرابلس والكورة والبترون وجبيل وكسروان والمتن وبعبدا وعاليه والشوف وجزين وصيدا والزهراني ومرجعيون والبقاع الغربي وزحلة والبقاع الأوسط وغيرها؟ ويتابع القيادي المذكور أن نسبة الحد الأدنى المشار اليها تجعل تيار المستقبل يفوز بنحو سبعة مقاعد مسيحية، في حين أن التقديرات الإحصائية تشير الى أن قدرة التيار وحلفائه الممكنين كالحزب التقدمي الاشتراكي والمستقلين المسيحيين تصل الى نحو 20 في المئة من الأصوات، وهو ما يسمح له بالفوز بخمسة عشر مقعدا تتوزع بينه وبين الحزب التقدمي الاشتراكي.

ويخلص القيادي في تيار المستقبل في ضوء هذا العرض الى تجديد تأكيد أن المسألة بالنسبة الى التيار ليست مسألة حجم كتلته النيابية، ولا مسألة حق مسيحييه في التمثل نيابيا ووزاريا، بل هي مسألة نظرة استراتيجية الى طبيعة الصراع القائم في لبنان، وعناوينه السياسية، وموقعه على الخريطة الإقليمية.

back to top